حول النقائض العربية المتجددة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

حول النقائض العربية المتجددة

حول النقائض العربية المتجددة

 صوت الإمارات -

حول النقائض العربية المتجددة

بقلم - مشاري الذايدي

هناك أنواع من الجدليات تُعتبر - كما قال المناطقة القدماء من علماء الحضارة العربية الإسلامية - قضايا «غير منتجة»، بمعنى أنها فاقدة لمقومات النقاش المفضي إلى نتيجة، إما بسبب هيمنة المسلمات المتوارثة المسبقة، وإما بسبب المماحكات السياسية الآنية الملحاحة، ومن ذلك تنابذ وتنابز العرب فيما بينهم، فيمن هو الممثل الحقيقي للحضارة العربية، كما نرى ذلك في «نقائض» عرب الشمال والجنوب، أو عرب الماء والصحراء، وهذه ليست جدالية ترفيه لا أثر لها في معارك السياسة والإعلام.

لو تفحصنا الأوضاع السياسية في الجزيرة العربية قبل نهضتها الحديثة، لوجدناها بشكل عام لا تشبه الأوضاع في المناطق النهرية المجاورة، التي كانت تشكّل كياناتٍ سياسية كبيرة يَتخذ فيها الحكمُ طابعَ المركزية والاستبداد، وكانت أوضاع الجزيرة العربية أقربَ شبهاً ببلاد اليونان القديمة، كما يقول الدكتور سعد الصويان، العالم السعودي والعربي الكبير في مجال الأنثروبولوجيا والفولكلور، في أبحاثه المثيرة عن ثقافة صحراء العرب، إذ عقد مقارنة لافتة وجديدة بين ثقافة العرب واليونان، وقد حالت وعورة التضاريس والطبيعة الجبلية في بلاد اليونان، دون الاتصال بين الجزر التي تتشكل منها البلاد،

 والتي تتناثر في البحر كما تتناثر الواحات في صحراء الجزيرة العربية، أضف إلى ذلك أن شُح الموارد في بلاد اليونان وبلاد العرب دفع بالسكان في المنطقتين إلى المغامرة وامتهان التجارة والنقل، والعمل في مجال الاستيراد والتصدير، فمثلما كانت سفن التجار الإغريق تمخر عبابَ بحر إيجة، وتصارع أمواجَه العاتية، كانت إبلُ العقيلات تخترق متاهاتِ الصحراء العربية ومفاوزها، فالبعير هو سفينة الصحراء، الذي جعل «الإبحار» في الصحراء أمراً ممكناً. ومثلما قامت صراعات بين مدن إغريقية في محاولة للسيطرة على طرق التجارة في بحر إيجة، كذلك قامت صراعات بين مدن الجزيرة العربية للسيطرة على طرق التجارة الصحراوية، وكما هي الحال في أثينا القديمة أو إسبرطة، نشأت في وسط الجزيرة العربية مدنٌ شبهُ مستقلة يشكّل التجار فيها، وبالتحديد تجار عقيل، طبقة أوليغاركية، تلعب دوراً مهماً في تشكيل سياسة المدينة، ورسم علاقاتها مع القرى والمدن المجاورة، والقبائل القريبة، أو تلك التي تمر عبرها قوافلها التجارية، وكان لهم تأثيرهم البالغ في توجيه سياسات المدينة، وقد لعب تجارُ العقيلات دوراً أساسياً في دمج إنتاج الحضر الزراعي وإنتاج البدو الرعوي، في نظام اقتصادي شامل، وشكلوا حلقة من أهم حلقات الوصل التي تربط البادية بالحاضرة، وتؤكد ما بينهما من تكامل اقتصادي وتداخل ثقافي سياسي.

المراد من جلب فكرة العالم السعودي الدكتور سعد الصويان هنا، هو لفت الانتباه من جانبي أهل الجزيرة العربية وخارجها، وكلهم من العرب المتنابذين، إلى أن القضية أعقد بكثير من تسطيحات النقائض العربية التي أعادت إنتاج نفسها في عكاظ السوشيال ميديا اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول النقائض العربية المتجددة حول النقائض العربية المتجددة



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 06:13 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات سيارة فورد فوكوس الجديدة

GMT 19:01 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

قالب الخضار السوتيه باللحم و البشاميل

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفن كينج "ملك الرعب" نجم الأكثر مبيعًا في أميركا

GMT 02:06 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع "حقائق القرآن" لـ رجائى عطية بمكتبة القاهرة الكبرى

GMT 12:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خبير تجميل يكشف عن آخر صيحات الموضة لألوان "الميك أب"

GMT 13:42 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

سوار "Juste Un Clou" من كارتييه لإطلالة مميزة

GMT 13:27 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

"فايبر" تضيف قسمًا جديدًا للألعاب الرقمية عبر الإنترنت

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

بلدية مدينة الشارقة تفتتح حديقة الزبير العامة

GMT 22:38 2013 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

"FIFA 14" تُضيف بيل بقميص ريال مدريد

GMT 03:31 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

طارق الشناوي يرفض العُري التي تظهر في الأعمال الدرامية

GMT 00:32 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن لعبة الأكشن Star Wars 1313
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates