السنوار ومن سبقَهُ أين المشكلة

السنوار ومن سبقَهُ... أين المشكلة؟

السنوار ومن سبقَهُ... أين المشكلة؟

 صوت الإمارات -

السنوار ومن سبقَهُ أين المشكلة

بقلم - مشاري الذايدي

يحيى السنوار ليس الرئيس الأول لحركة «حماس» الذي يُقتل، فقبله بقليل سبقه إسماعيل هنية في قلب ضيافة «الحرس الثوري» بطهران، وقبلهما عبد العزيز الرنتيسي، وقبلهم كلهم المؤسس الأول لـ«حماس»، الشيخ المُقعد، أحمد ياسين.

عدا عن محاولات الاغتيال لقادة «حماس»، أمثال: خالد مشعل وخليل الحيّة، وهما مرشحّان لخلافة السنوار، في كل تلك المحطّات وبعد كل تلك الغيابات، لم تنتهِ «حماس» من الوجود.

لكن السؤال؛ هل هذه المرة مختلفة عن السابقات؟!

هل اغتيال السنوار، وهو صاحب معركة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أو كما يصفه أنصار «حماس» ببطل «طوفان الأقصى»، سيكون شيئاً كبيراً، يُحدث تغييراً غير مسبوق في الأوضاع؟!

من الثابت في السياسة بل الحياة، هو أنه دائماً هناك شيء جديد يحصل أول مرّة، فأول مرّة يحصل شيء ما، في أي مشهد من مشاهد الحياة والطبيعة، يعني أن الحياة حافلة بالجديد، ومن الجناية على العقل أن تظل حبيساً في عُلب الثوابت وصناديق التقاليد، سياسية كانت أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية.

ما جرى بعد 7 أكتوبر في غزة، ثم في لبنان، هو أيضا شيء غير مسبوق، وجديد، و«أول مرّة»، وعليه فهل يجوز قياس اللواحق على السوابق؟!

هل يجوز قياس تغييب قادة «حماس» الكبار: ياسين والرنتيسي وهنية، اغتيالاً، بتغييب السنوار في تلك المشهدية العجيبة التي أفرجت عنها سلطات إسرائيل نفسها؟!

نعم قد تقدر «حماس» على تعويض الفراغ المناصبي للسنوار، وتعيّن، بأي طريقة كانت، من يخلفه، لكن هل تستطيع «حماس» تغيير الواقع الرهيب الذي نراه أمامنا؟

خراب مرعب في غزة، وقتل لمعنى الحياة، وخيارات صفرية و«رخصة» أميركية وشبه غربية لإسرائيل النتنياهوية، بتصفية الحسابات، وخلق واقع جديد في فلسطين ولبنان، إن لم يكن في العراق وسوريا وإيران أيضاً.

«حماس» لن تختفي، ولكن هل ستكون مثل «حماس» السابقة وبقوتها نفسها؟

نبّه خبير إسرائيلي بقضايا الأمن، أمير أفيفي، الذي يرأس منظمة «خبراء الأمن» الإسرائيلية، في تصريحات لصحيفة «معاريف» العبرية، إلى صعوبة تفكيك الهيكل الهرمي لـ«حماس»، وأن الحركة لديها القدرة على تعويض السنوار، وأن القضاء على هيكلها كاملاً يعني القضاء على حزمة أخرى من الأسماء... حسب رأيه.

المُراد قوله من كل هذا، هو أن «حماس»، صحيحٌ أنها جماعة «إخوانية» قطبية تنتمي إلى مشروع أكبر حتى من الساحة الفلسطينية، مشروع «الإخوان» العالمي، بتحالفاته الدولية وشبكاته العالمية، وهو مشروع مُضّر بالمسلمين والعرب قبل غيرهم.

صحيحٌ هذا وأكثر من هذا؛ لكن في الحالة الفلسطينية هم يتغذّون على طحالب سياسية تسدّ الماء عن جريانه، هذه الطحالب هي: انغلاق الأفق السياسي للحلّ وشق طريق للسياسة، فبلا سياسة وبلا أمل، يزدهر اليأس، لتتفشّى الاختيارات العدمية.

لذلك، فلا مهرب من حلّ الدولتين، بأي صورة كانت، وهو الذي ينادي به عقلاء العرب... وعقلاء العالم اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنوار ومن سبقَهُ أين المشكلة السنوار ومن سبقَهُ أين المشكلة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates