«ريمونتادا» غير كروية

«ريمونتادا» غير كروية

«ريمونتادا» غير كروية

 صوت الإمارات -

«ريمونتادا» غير كروية

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

ما جرى في مونديال قطر لكأس العالم، كله مثيرٌ للعواطف... ليس نهاية برفع البطل الأرجنتيني، معشوق نصفِ الكرة الأرضية، أغلى جوائز كرة القدم، كأسَ المونديال.
الثلاثون يوماً التي تقاضاها زمن المونديال من ساعات عمرنا، كانت مستحقة، لأنَّها أهدتنا الوفيرَ الغزيرَ من لحظات التصعيد العاطفي والترقب والكرّ والفرّ على ميدان المعركة الكروية الأخضر.
شهدنا فيه لحظاتٍ عربيةً خاصة، بدايتها كانت من الفوز السعودي الباذخ على بطل المونديال. الفريق الأرجنتيني، ثم الصهيل المغربي الذي سمعه العالمُ كلُّه من الحصان المغربي الأصيل.
على ضفاف هذا كله، ولدت مسائلُ خارج قوسِ الرياضة، فالغربيون أراد كثيرٌ منهم تحويلَ مونديال قطر إلى مهرجان لمناصرة الشذوذِ الجنسي وتطبيعِ المثلية في عقر دار العرب، خاصة المنتخب الألماني الذي قوبل باستهجان جماهيري حاد، والجمهور العربي كان هو الأكثر عدداً والأعلى صوتاً في مدرجات الملاعب القطرية.
كما تنادى بعضُ محترفي حلب المناسبات الجماهيرية من مهرة الأحزاب الأصولية الشعبوية عندنا فأرادوا تحويل المناسبة إلى معارك يرموك وحطين جديدة! وبعضهم شطَّ به الخيال وصور الانتصارات المغربية «الكروية» «جهادا» جديدا، لكن هذه المرة بأقدامِ حكيم زياش ورفاقِه بدل سيوف ابن تاشفين وسلاطين المغرب القدماء ضد الإسبانيول و«البورتغيز» السالفين!
هذا يكشف أولاً عن التكالب السياسي العالمي على «حلب» ضرعِ كرة القدم في محلب السياسة والأحزاب، من كل الأطراف، شمالاً وجنوباً. وثانياً عن صعوبة الفصل، كما ينادي الفيفا، بين السياسة والرياضة، خاصة أنَّ الفيفا نفسه أولُ المنتهكين لهذه القاعدة من خلال تجميده لنشاط روسيا في كرة القدم العالمية.
مونديال كان مشبعاً بالسياسة قبل أن يبدأ بكثير، لكن لفت انتباهي على ذكر الإنجاز المغربي العظيم هذه الملاحظة العميقة التي دونتها نزهة بو عزة وهي كاتبة مغربية على منصة (حفريات)، حين سألت:
أليس تصنيف إنجازاتنا بالحالات اللّامتوقعة، أو بالحدث المعجزة، أمراً يوحي بمتلازمة قصورنا الذاتي؟ ألا نعترف بأنّ تحقيقَ خطوةٍ تقدمية في التاريخ لا تأتي إلّا على شاكلة طفرة تكسر هذا المعتاد، الذي لا يشبهُها ولا يمثلها؟
وأتبعت ذلك بخلاصة معبرة، إذ استنتجت:
وعليه قد يعبّر الإنجاز عن طفرة، أكثر من كونه إنجازاً ناتجاً عن تراكم لفاعلية واقعية؛ هُيئت وفق شروط وأسباب أمر تحققه، وهو أمر نعبّر عنه حتى في خطاباتنا بعد الإنجاز الكروي، فنسمّيه حدثاً غير متوقع. لم نتوقعه؛ لأنّنا لم ندرجه ضمن أحلامنا الممكنة، ولم نسطره كأفق قابل للانتظار.
لقد كان شهراً متخماً بكل شيء وكاشفاً لكل شيء…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ريمونتادا» غير كروية «ريمونتادا» غير كروية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates