السيسي والإصلاح الديني مرة أخرى
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

السيسي والإصلاح الديني... مرة أخرى

السيسي والإصلاح الديني... مرة أخرى

 صوت الإمارات -

السيسي والإصلاح الديني مرة أخرى

بقلم - مشاري الذايدي

ليست هي المرة الأولى التي ينادي فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوجوب الشروع في عملية الإصلاح الديني، وبناء وعي جديد.
هي قضية حاضرة وملحّة لا ينفك السيسي عن معاودة الإشارة لها بكل مناسبة لها صلة بالموضوع الديني أو الثقافي.
أمس الأحد وخلال احتفالية المولد النبوي، وفي حضور رجالات الأزهر، شدّد على أن مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي وتصحيح الخطاب الديني، مؤكداً أنها مسؤولية تضامنية وتشاركية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود. والهدف هو أن «نبني معاً مساراً فكريّاً مستنيراً ورشيداً، يؤسس شخصية سوية وقادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل».
الرئيس السيسي التفت لأمر مهم، وهو أنَّ قضية الوعي ليست قضية ترفية لتزجية أوقات المثقفين، بل هي مسألة تتعلَّق بصميم الأمن الوطني والسلم العام، حين لاحظ أنَّ «بناء وعي أي أمة بناء صحيحاً، هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها في مواجهة من يُحرفون الكلام عن مواضعه، وينشرون الأفكار الهدَّامة التي تقوّض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع».
بكل حال فإنَّ مسألة الإصلاح الديني ومواءمة الوعي العام، مع متطلبات التنمية والإدراك الحي بمناخ العصر وتحدياته، ليست من القضايا الوليدة اليوم، بل هي قضية نخب المسلمين منذ فجر القرن العشرين المنصرم، أيام الأستاذ والأزهري المستنير الشيخ محمد عبده وتلاميذه، ومنذ أيام خير الدين التونسي والطاهر حداد، ورجالات الإصلاح الديني في الشام والعراق وصولاً إلى الهند والسند وما خلفهما.
لا ننفي أثر بعض هذه الجهود في توطين بعض المفاهيم المعاصرة في جسد الخطاب الديني مثل مفهوم الدولة الوطنية والشرعية الدولية، ومفهوم المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات بصرف النظر عن العرق والطائفة والدين.
لكن السؤال الذي لم يجد إجابته، هل الإصلاح الديني هو فقط واجب علماء الدين، أم أهل الفكر والثقافة أيضاً، بوصف الدين ليس مجرد إيمان موقر وعبادات خاصة، هو - إلى ذلك - فاعل اجتماعي وسياسي واقتصادي كبير ومؤثر، ومن هذا الملحظ يصبح درس آثاره على هذه المناحي شأناً علمياً عاماً لكل مختص ودارس لهذه القضايا.
وسؤال آخر، هل يكفي في وجود وتفعيل الإصلاح الديني اجتهادات العلماء، حتى الجريئة منها، من دون وجود سند سياسي واحتضان جادّ من الدولة؟
يعني لو لم يوجد الأمير الألماني الخطير فريدريك، هل كان المصلح الديني الكبير مارتن لوثر لينجح في مسعاه داخل الديانة المسيحية؟ نتحدث هنا بموضوعية مجردة بغض النظر عن الجدل حول صواب أو خطأ لوثر، حتى الجدل بين المسيحيين أنفسهم.
وهناك من يقول، إنَّ كلَّ هذا الجدل لا معنى له، لأنَّه غير منتج، والواجب هو الاشتغال على تنمية العلوم الحديثة والانشغال بها، فذلك يؤدي تلقائياً إلى تعميم النظرة العلمية وتهميش ما سواها... لكن من يضمن أنَّ هذا الانصراف عن جدل الإصلاح الديني لا يوفر الفرصة الذهبية لمن يريد احتكار الحديث باسم الدين، ونعلم عظمة وحيوية هذه الطاقة الكبرى.
وعليه، فلا مناصَ من خوض هذه المعركة لكن بمنهج مستمر ورؤية مثابرة، والأهم من ذلك إيلاءُ الأمرِ لأهلِه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسي والإصلاح الديني مرة أخرى السيسي والإصلاح الديني مرة أخرى



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 06:13 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات سيارة فورد فوكوس الجديدة

GMT 19:01 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

قالب الخضار السوتيه باللحم و البشاميل

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفن كينج "ملك الرعب" نجم الأكثر مبيعًا في أميركا

GMT 02:06 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع "حقائق القرآن" لـ رجائى عطية بمكتبة القاهرة الكبرى

GMT 12:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خبير تجميل يكشف عن آخر صيحات الموضة لألوان "الميك أب"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates