المؤرخ والإنسان د محمد آل زلفة

المؤرخ والإنسان د. محمد آل زلفة

المؤرخ والإنسان د. محمد آل زلفة

 صوت الإمارات -

المؤرخ والإنسان د محمد آل زلفة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

بكل بهجة شاهدت مقطع الفيديو للمؤرخ السعودي الدؤوب والرجل المثقف الشجاع، الدكتور محمد آل زلفة، بعد أن خضع لعملية زراعة كبد، وصفها أبو خالد بالناجحة، بعد أن تبرع له نجله «العظيم» طارق، وهو الآخر بصحة وسلامة وعافية.

الدكتور آل زلفة مثال للباحث المجتهد، والرعيل الأكاديمي السعودي المبكّر، وقد أغنى المكتبة التاريخية السعودية بجملة رائعة من المؤلفات والمترجمات. الرجل يتسم بقدر عالٍ من الشجاعة والإخلاص، فهو لا يضمر مصالح شخصية حين يلحّ بالطلب على «فتح» الأرشيف التاريخي السعودي للجميع واستثمار هذه الوثائق بالشكل الأصح، بل إنه سافر ودار العالم بحثاً عن الوثائق التي تخصّ تاريخ السعودية، خاصة تاريخ منطقة عسير، جنوب المملكة، حيث مسقط رأس الفتى الجنوبي القحطاني.
وُلد آل زلفة سنة 1944 بقرية «المراغة» في محافظة «أحد رفيدة» بمنطقة عسير في جنوب السعودية، وبعد رحلة جريئة من قريته لأبها انتهى به المطاف في العاصمة الرياض لدراسة المرحلة المتوسطة ثم رحل للمنطقة الشرقية، وعمل بها في وظيفة حكومية، لكن شغفه العلمي، ظل مشتعلاً حتى انتظم في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، ثم البعثة إلى أميركا فبريطانيا، وكانت كل أطروحاته الجامعية عن التاريخ السعودي، خاصة في منطقة الجنوب.
بعد نصيحة وزير المعارف السعودي المعروف حسن آل الشيخ (توفي سنة 1987) ركّز آل زلفة على كل ما يخص التاريخ السعودي في الأرشيف التركي.
عاد بعد انتهاء فترة ابتعاثه ليدرّس التاريخ في جامعة الملك سعود، وظل على شغفه الجارف للتاريخ، وفي كل مرة تجلس مع الرجل تحسّ بهذا الحماس والإخلاص، حتى إنه، وأنا أعرف ذلك، يصرف كثيراً من المال الذي يحصل عليه لإنجاز أبحاثه التاريخية ونشرها، بلا مردود مالي ذي بال... شغفه بتاريخ الجنوب السعودي جعله ينشئ مركزاً ثقافياً حضارياً في قريته بأحد رفيدة، ولكن أبحاثه لم تنحصر في الجنوب؛ فله أبحاث أخرى عن شتى بقاع المملكة.
الجانب الآخر من شخصية الدكتور آل زلفة، هو شجاعته المتناهية، سواء في مقالاته أو مقابلاته أو مداخلاته في مجلس الشوري حين كان عضواً فيه منذ 1998 إلى 2009 في الدفاع عن حقوق المرأة السعودية ضد فلول الغلاة من أبناء التيارات المتشددة، وقليل حينذاك من كان يظهر نفسه للميدان معلناً التحدّي... من أجل الحق!
ميزة أبي خالد هي النقاء والمباشرة، والإقدام، غير مبال بالعوائق البيروقراطية في مجال البحث التاريخي - وكلنا يعلمها ويعلم من يقف خلفها! – لكنه، وإنْ رأى البعض في إقدامه ذلك جرأة زائدة، إلا أنه يكسب دوماً في قول آرائه سواء في موضوع المرأة ومكافحة تيارات «الصحوة» أو في إصراره على فتح الشبابيك للهواء الطلق حتى ينفذ الضوء إلى دهاليز التاريخ... ونعرف الكنوز الدفينة خلف أطمار البيروقراطية الشهباء.
دكتور محمد آل زلفة... الحمد لله على السلامة، ولنجلك طارق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤرخ والإنسان د محمد آل زلفة المؤرخ والإنسان د محمد آل زلفة



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates