عودة حسن أبو الروس

عودة (حسن أبو الروس)!!

عودة (حسن أبو الروس)!!

 صوت الإمارات -

عودة حسن أبو الروس

بقلم: طارق الشناوي

هل تتذكرون حسن أبو الروس؟، إنه واحد من أهم الشخصيات الدرامية التى قدمها الفنان الكبير فريد شوقى فى فيلم (بداية ونهاية)، كان أبو الروس يسترزق من الغناء فى الأفراح، برغم صوته النشاز، وفى كل حفل لو سمع همهمات الجمهور فى الصالة، الرافضة لأدائه، يغادر موقعه من أمام الفرقة الموسيقية، ويبدأ فى جولة (تلطيشية) فى صالة الفرح (وهاتك يا تلطيش) فى المعازيم، بينما أغلبهم- إيثارًا للسلامة- يتدثرون بالصمت.

رأيت عددًا غير قليل من صُنّاع الأعمال، بعد عرض أعمالهم، يلعبون دور (أبو الروس)، ينزلون للساحة وهم يصرون على أن ينهالوا بكل من أوتوا من قوة، على من تسول له نفسه (الأمارة بالسوء) الاقتراب من فيلمه.

فهم تارة يستخدمون سلاح التشنيع، وتارة الشتائم، الغريب أن البعض صار، تحسبًا لوجع الدماغ، التى قد تصل لكدمات فى الدماغ، لا يقترب من أعمالهم.

ومع الزمن تكتشف أن خسارتهم مزدوجة، العمل الفنى الذى يمر على النقاد وكأن شيئًا لم يكن، يظل للأبد كأن شيئا لم يكن.

ماذا كان يفعل الكبار؟، الشىء بالشىء يذكر، الذى قدم لنا شخصية البلطجى فريد شوقى (أبو الروس) فى فيلم (بداية ونهاية) هو المخرج الكبير صلاح أبوسيف، قبل رحيله بعام ونصف العام، أخرج فيلم (السيد كاف)، من إنتاج أفلام التليفزيون، ووجه الدعوة لمشاهدة الفيلم لعرض محدود جدًا مع الفنيين، وحضر من خارج فريق الفيلم، فقط الناقد الكبير كمال رمزى، وكاتب هذه السطور.

لم أستشعر أبدًا أن هذا الشريط يحمل سحر السينما فى أغلب لقطاته، وكتبت هذا الرأى على صفحات مجلة روز اليوسف، وبعدها بأشهر قلائل، جاء عيد الميلاد الثمانين للأستاذ صلاح، فهو مواليد 1995، وأقام المسرح الصغير بدار الأوبرا ندوة للاحتفال بالعيد الثمانينى للأستاذ، ووجه أبوسيف الدعوة للحديث عنه لكل من نادية لطفى وفريد شوقى ورفيق الصبان، وأصر أبوسيف على أن يلقى كاتب هذه السطور كلمة عنه، ولم يعتبرها أبدا خصومة ولا حتى راجعنى أو عاتبنى.

الأستاذ صلاح- كما روى لى- كان يكتب قبل احتراف السينما فى مجلة فنية اسمها (الصباح)، وكثيرًا ما كان ينشر آراء سلبية، وعندما سألته هل شعر بالندم؟، قال لى مرة واحدة، عندما انتقد محمد عبد الوهاب كممثل، وبرغم أنه لم يجانب الحقيقة، فهو يرى أن عبد الوهاب يعوزه الكثير أمام الكاميرا، إلا أنه لم ينس أبدًا أن مزاجه الفنى (وهابى) من عبد الوهاب طبعًا!!.

الكبار لا يغضبون أو يشنعون أو يخترعون حكايات وهمية لمداراة فشلهم.

ورغم ذلك، قبل رحيل الأستاذ الكبير، أصدر كتابًا أشرف عليه الناقد دكتور أحمد يوسف تضمن كل المقالات التى تناولت أفلامه، عنوانه (صلاح أبوسيف والنقاد)، نشر كل ما كتب عنه سلبًا وإيجابًا، ولم يحذف السلبى، لأنه كان واثقًا من أن رصيده الذى يربو على أربعين فيلمًا يملك القدرة على الدفاع، وبديهى أن تتعدد وجهات النظر وتتباين الآراء، إلا أن كل من اختلفوا مع الأستاذ فى بعض أفلامه كانوا مدركين أنه بحق الأستاذ، وهو على المقابل كان موقنًا أن أفلامه تملك من وسائل الدفاع العديد من الأسلحة التى سوف تحمى إبداعه، كان واثقا من أن التاريخ القادم حتى بعد رحيله سيضعه فى مكانة خاصة بين مبدعى السينما العربية الكبار، وهو قطعا ما حدث بالضبط.

من السهل أن تتقمص دور مطرب بداية ونهاية (حسن أبو الروس)، ندرة فقط الذين من الممكن أن يصبحوا صلاح أبوسيف!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة حسن أبو الروس عودة حسن أبو الروس



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:01 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

نيوزيلندا ترسل مساعدات لتونجا عقب إعصار "جيتا"

GMT 17:32 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال متوسط القوة يضرب شمال إيران

GMT 09:36 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغال الي يورو 2020 بفوز صعب على لكسمبورغ

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وزير التربية والتعليم ضيف الإعلاميِّ خيري رمضان الأربعاء

GMT 23:36 2013 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

95% نسبة إشغال البرج الأول في "نيشن تاورز"

GMT 14:28 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تكشف عن سيارة جديدة بمحرك كهربائي

GMT 22:20 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

إنقاذ فيلة تزن 6 أطنان من الغرق

GMT 19:29 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نيبال تحتفل بمهرجان "تيهار" المخصص للحيوانات

GMT 11:31 2012 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة: القردة تعاني من أزمة منتصف العمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates