عندما يموت الوميض

عندما يموت الوميض

عندما يموت الوميض

 صوت الإمارات -

عندما يموت الوميض

بقلم -طارق الشناوي

بات مشهدًا متكررًا.. فنان يشكو بطعم الانكسار: أين أنا؟.. ونقيب يعلنها صريحة مجلجلة: لم تعد لدينا نوافذ تستوعب الجميع، (العين بصيرة والإيد قصيرة ).. بل فى أحيان كثيرة تكتشف أنها مبتورة.. الفنان على حق، والنقيب على حق.

دعونا نتأمل، هل هذه شكوى جديدة؟.. فى عز تعدد جهات الإنتاج وكانت أغلبها تحت مظلة الدولة تكرر نفس المشهد، المبدع فى أى مجال من الصعب أن يعترف، إلا فيما ندر، بتغيير ما حدث على الخريطة.. وإذا أراد البقاء، عليه إعادة توفيق أوضاعه مع المتغيرات الجديدة.

مثلًا نور الشريف وافق على أن يسبقه أحمد عز فى (مسجون ترانزيت)، ومحمود عبدالعزيز وافق أيضا على أن يسبقه أحمد السقا فى (إبراهيم الأبيض).. هذه هى المرونة المطلوبة.. كم نجم يستطيع التعايش مع الزمن؟ مؤكد ستتضاءل أمامه المساحة الدرامية، كما أن الأجر سيتناقص كثيرا.

فى العادة، عندما يسأل المنتج النجم الكبير الذى غاب عن الساحة عن الرقم الذى يطلبه، تأتى الإجابة سأحصل على نفس الأجر الذى كنت أتقاضاه قبل الابتعاد، وقبل أيضا تعويم الجنيه، معتقدا أنه تنازل بما فيه الكفاية، بينما شركة الإنتاج تريده أن يتنازل أكثر وأكثر.

بعض المنتجين صاروا أشبه بـ«تاجر الحرب»، يبحث عن الفنان المجمد الذى أصبح يعيش فى (الديب فريزر)، وهو موقن أنه سيأتى إليه مستسلما لأنه سيمنحه شيئا من الدفء، وتتعطل بعدها لغة الكلام.. ولو سألنى النجم الكبير، لطلبت منه الموافقة ودون تردد على الأجر الجديد، وعليه أن يمارس مع شركة الإنتاج لعبة (السلم والثعبان)، المهم أن يظل على الرقعة، من الممكن أن يجد سلمًا فى الدور المعروض عليه ويصعد به لأعلى، ابتعاده يعنى بقاءه لأجل غير مسمى فى (الديب فريزر).

بعض الفنانين بعد أن مضى بهم قطار العمر لم يعد أمامهم سوى حضور المهرجانات كضيوف، ولأنه لن يجد مكانا فى الصف الأول، سيبحث عن الثانى، ويختار مقعده بدقة خلف المسؤول مباشرة، على أمل أن تلتقط الكاميرا صورته، ربما يراه أحدهم فيتذكره!!.

علينا أيضا ملاحظة أن هناك منصات أُضيفت كنوافذ جديدة فى السنوات الأخيرة، ستلعب دورًا فى إتاحة الفرصة وهى لا تعبر عن توجه فكرى أو فنى واحد، ورغم ذلك سيظل لدينا صاحب موهبة حقيقية بعيد عن الملعب، إلا أنه ليس بالضرورة مستبعدا.

لا أحد طوال التاريخ حقق العدالة، كانت وستظل نسبية.. أقصد بـ«العدالة» أن يأخذ الفنان ما يستحقه بالتمام والكمال.

الفنان لا يعترف أبدا بأنه من الممكن أن تموت بداخله الموهبة ويخفت الوميض، عدد من الكبار عندما أشاهدهم على الشاشة أشعر أن هناك لمحةً ما مفقودة، مثلًا أحمد رمزى عندما عاد للتمثيل بعد غياب طويل مات بداخله هذا الوهج، بينما كمال الشناوى وهو يكبر أحمد رمزى بأكثر من عشر سنوات تجاوز التسعين وظلت بداخله تلك الومضة، وهو ما ينطبق أيضا على يوسف وهبى وأمينة رزق.

لو شاهدت إسماعيل ياسين فى آخر أفلامه (الرغبة والضياع)، ستتأكد أن الوميض على الشاشة قد تم تشييعه إلى مثواه الأخير قبل تشييع جسد إسماعيل ياسين!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يموت الوميض عندما يموت الوميض



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 19:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 صوت الإمارات - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 19:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 صوت الإمارات - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 19:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 صوت الإمارات - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 صوت الإمارات - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:39 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 صوت الإمارات - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 12:12 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 10:58 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:45 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة الفضاء الأوروبية تُخطِّط لبناء "سطح القمر" على الأرض

GMT 21:11 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيوت مبهرة لمقاومة التجاعيد بدلًا من الكريمات المكلفة

GMT 17:11 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

تألقي في صيف 2018 مع أحدث فساتين سهرة للمحجبات

GMT 20:06 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

صور مسربة تكشف عن تفاصيل تصميم "غالكسي نوت 5"

GMT 22:19 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور الطبعة الخامسة من رواية "أنين" للكاتب شريف ثابت

GMT 14:42 2013 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تستضيف أول مؤتمر إقليمي للمأكولات البحرية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates