من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة»

من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة»؟!

من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة»؟!

 صوت الإمارات -

من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة»

بقلم : طارق الشناوي

 

مؤخرا، نشرت الفنانة الشهيرة شيرلى ماكلين مذكراتها باسم (جدار الحياة)، فى كتاب اعتمد بالدرجة الأولى على صور من أرشيفها الخاص، الذى تروى من خلاله الكثير.. لا تتحدث فقط عن الذين أحبوها، لكن أيضا من أحبتهم، بل وطلبت منهم الزواج ولم يعيروها اهتماما.

قبل أيام، تواصلت معى نجمة كبيرة وشرفتنى بأن اقترحت أن أسجل مذكراتها تليفزيونيا فى حلقات، وسعدت بالفكرة.. فهل تقول نجمتنا كل شىء. أعلم أنها لن تقول كل الحقيقة، فقط أتمنى ألا نضيف شيئا آخر يخاصم الحقيقة.

حتى الآن لم نعقد جلسات عمل، لكنى وجدت فكرة كتاب شيرى ماكلين صالحة لكى نستوحى منها حكايات من الصور، وهى قطعا كثيرة ومتعددة فى حياة نجمتنا، وتتجاوز نصف قرن من الزمان.

هناك عنصر أراه فاعلا يحرك الكثير من الحكايات، ويدفعنا أحيانا إلى حذف واقعة، وتهذيب أخرى، واختراع ثالثة، المجتمع بيده (العصمة)، صار أشد تحفظا فى السنوات الأخيرة، ولديه مقياس أخلاقى مباشر وصارم، يصادر حق الإنسان، بالتعبير الصادق عن نفسه ولحظات ضعفه.

ليس هذا فقط، بل هناك أيضا إحساس الإنسان مع مرور الزمن بأنه كان محور الحياة، مهما كان دوره صغيرا وربما كومبارس صامت، خاصة عندما يغيب شهود العيان، تصبح الفرصة مهيأة لكى يصول ويجول ويفعل ما يحلو له.

عدد من الوقائع التى يرويها النجوم لا تخاصم فقط الحقيقة، لكن أيضا المنطق، حتى من تسبقهم صورة ذهنية تؤكد أنهم لا يذكرون سوى الحقيقة، تكتشف فيما يقولونه الكثير من الأكاذيب.

أستثنى عددا محدودا جدا، على رأسهم عمر الشريف، فهو لا يعرف سوى أن يبوح بما يشعر به، سألته كيف وافق على أن يسبقه عادل إمام فى (تترات) فيلم (حسن ومرقص)؟ أجابنى ولا تفرق معى، أنا شعرت بأن عادل يريد أن يسبقنى فى كتابة اسمه قبلى، فطلبت من المنتج عماد أديب أن يحقق له ذلك، ثم أضاف: يجب أن أعترف بأن الجمهور يقطع التذكرة من أجل عادل، كما أن أجره أكبر منى.. وبديهى أن يتصدر (الأفيش).. لا تنس أنه لو لم يوافق عادل على أن أشاركه البطولة، ما كان من الممكن إنجاز هذا المشروع، ورغم ذلك عندما يسأل عمر عن أفضل ممثل مصرى يذكر فقط اسم أحمد زكى!!.

من القلائل الذين يذكرون الحقائق بدون مواربة أحمد رمزى، ومن الممكن أن يختلط عليه الأمر، ولا يدرك الفارق بين ما يقال أمام الكاميرا وما يراه كل الناس، وما ينبغى أن يظل داخل الغرف المغلقة.

يوسف شاهين من الذين رسموا صورة ذهنية عند الرأى العام أنه يقول فقط الحقيقة، إلا أن يوسف يذكر الحقيقة المغلفة فى كثير من الأحيان بتجاوز لفظى على شرط واحد أن تصب لصالحه.

أتذكر بعد (سكوت ح نصور) فتح النيران على كل من قال رأيا سلبيا فى الفيلم، ونال كاتب هذه السطور الكثير من تجاوزاته، وأعتبر أن الفيلم يعجز الكثيرون من أمثالى عن استيعاب مفرداته، ولهذا يهاجمونه، ولم يمض أكثر من عام، وكنت أجرى حوارا مع يوسف شاهين فى برنامج من إعدادى وتقديمى على قناة (أوربت) اسمه (عمالقة الفن السابع)، سألته ما هى الأفلام التى تسقطها من تاريخك الذى يربو على أربعين فيلما؟ قال لى فيلمان فقط: (نساء ورجال) و(سكوت ح نصور).

عندما أخرج فيلم (العصفور) الذى كتب عددا من أغانيه أحمد فؤاد نجم ولحنها الشيخ إمام وأشهرها (مصر يامه يا بهية)، سأله وزير الثقافة يوسف السباعى عن مؤلف الأغنية وملحنها؟ لم يأت على ذكر اسمى نجم والشيخ إمام وقال للوزير إنهما من الفولكلور القديم، حتى لا يصادر الفيلم.

ربما تلتمس العذر ليوسف شاهين فى الثانية، ولكن لا يوجد عذر فى الكذبة الأولى.

لا أتصور أن الفنان فى عالمنا العربى قادر على أن يقول سوى شىء من الحقيقة ليعلقها مثل شيرلى ماكلين على (جدار الحياة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة» من يجرؤ على اقتحام «جدار الحياة»



GMT 01:28 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

بك من هارفارد

GMT 01:27 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

السياسة وعقل الدول

GMT 01:27 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

لغز ميشيل أوباما!

GMT 01:26 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

المؤرخ الريحاني ورعاية الملك الكبير

GMT 01:25 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

هل يتجه الجنوب «جنوباً»؟

GMT 01:25 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الدخان الرمادي في غزة!

GMT 01:24 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

ترمب الثاني... بين الجمهورية والإمبراطورية

GMT 01:23 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

من أول يوم

GMT 20:01 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

نيوزيلندا ترسل مساعدات لتونجا عقب إعصار "جيتا"

GMT 17:32 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال متوسط القوة يضرب شمال إيران

GMT 09:36 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغال الي يورو 2020 بفوز صعب على لكسمبورغ

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وزير التربية والتعليم ضيف الإعلاميِّ خيري رمضان الأربعاء

GMT 23:36 2013 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

95% نسبة إشغال البرج الأول في "نيشن تاورز"

GMT 14:28 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تكشف عن سيارة جديدة بمحرك كهربائي

GMT 22:20 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

إنقاذ فيلة تزن 6 أطنان من الغرق

GMT 19:29 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نيبال تحتفل بمهرجان "تيهار" المخصص للحيوانات

GMT 11:31 2012 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة: القردة تعاني من أزمة منتصف العمر

GMT 16:51 2019 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

هايدي كلوم تلفت الأنظار بثوبٍ بلون الزمرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates