ليلى مراد تصحح التاريخ

ليلى مراد تصحح التاريخ!

ليلى مراد تصحح التاريخ!

 صوت الإمارات -

ليلى مراد تصحح التاريخ

بقلم -طارق الشناوي

(آفة حارتنا النسيان) كما قال سيدنا وتاج راسنا نجيب محفوظ، أما آفة تاريخنا فهى الاستسلام، تعودنا أن نردد ما سبق أن قاله الآخرون على اعتبار أنه الحقيقة التى لا يأتيها أبدا الباطل، وهكذا دأب البعض منا على الكسل الذهنى، ونردد فى نفس واحد: (ليلى مراد أرادت أن تحافظ على صورتها الذهنية، التى وثقتها الأفلام السينمائية فقررت الاعتزال عام 1955).

قبل أيام أهدى لى الموسيقار زياد الطويل شريط تسجيل نادرا لحوار أجراه الإذاعى الكبير الراحل طاهر أبوزيد مع ليلى مراد لإذاعة قطر، ومن خلال تفاصيل متعددة فى إجابات ليلى مراد، أيقنت أن التسجيل أجرى غالبا مطلع عام 74، قالت فيه إنها تريد الغناء فى الإذاعة المصرية، وأضافت أن آخر عهد لها بالتسجيل قبل عامين (72)، وتوقفت لأنها تضطر أن تدفع من جيبها للفرقة والشاعر والملحن، الإذاعة لم تغير التعاقد معها منذ 18 عاما، وهو اتفاق شامل تنفيذ الأغنية، ولأن قيمة الجنيه فى الخمسينيات تناقصت مع حلول السبعينيات، فصار الأمر بالنسبة لها مستحيلا.

كان لديها مشروع إعادة تقديم أغان قصيرة لكل من سيد درويش ومحمد عبدالوهاب بتوزيع جديد، وأنها فى انتظار لقاء رئيس الإذاعة المصرية، لم تذكر اسمه، لكن تاريخيا هو (بابا شارو) محمد محمود شعبان.

وحيث إن هذه الأغنيات لم تر النور، فإن المنطق يشير إلى أن اللقاء لم يسفر عن تعاقد يرضيها، وخسرت المكتبة العربية رصيدا عظيما بصوت ليلى.

فى هذا اللقاء كانت نبرة صوت ليلى مراد تفيض شبابا وحيوية وخفة ظل، عندما قال لها أبوزيد إنه كان يزوغ من المدرسة ليشاهد أفلامها القديمة قالت له: (انت عايز تكبرنى)، رد عليها ضاحكا: (الواقعة دى من خمس سنوات)!!.

ما استوقفنى أكثر من تصريح له ظلال على ما يجرى هذه الأيام، رفضت ليلى الهجوم على أغانى (السح الدح امبوه) و(الطشت قالى) و(ما اشربش الشاى) وغيرها، وقالت إنها تسمعها وتنعشها وأضافت ما هو الضرر من وجودها؟.

أتمنى أن ينصت إلينا من يتباكون على الغناء الرصين، الأمر عشناه ونعيشه وسنعيشه، دائما هناك غناء مواز، ليس مهما أن تحبه أو حتى تستمع إليه، فقط عليك ألا تصادره.

ليلى مراد، رغم ما أصابها من طعنات دموية من أنور وجدى، إلا أنها كانت قادرة على أن تضع حدا فاصلا بين الفنان والزوج، فهى تصفه بالعبقرى وتحكى عن خفة دمه و(الفهلوة) التى تميز بها، وكيف أنه عندما طلب منها أن تلعب بطولة فيلم (ليلى بنت الفقراء) أول إخراج وإنتاج له، طلبت أن يزيد أجرها من 12 ألفا إلى 15، وذلك فى منتصف الأربعينيات، أغمى عليه أو لعله ادعى ذلك، فقررت أن تتوقف عند 12 ألفا، وقبل نهاية تصوير الفيلم كان قد تزوجها، وأظنه احتفظ فى جيبه بأجرها!!.

ليلى كان لديها رأى سلبى فى صوت عفاف راضى، ونصحتها بأن تواصل الغناء الأوبرالى الغربى، لأن الغناء الشرقى لا يناسبها، قال لها طاهر أبوزيد إنها ستقدم فى فيلم (مولد يا دنيا) ألحانا شرقية لمحمد الموجى، ولا أدرى هل تغير رأى ليلى بعدها فى عفاف، لأنها عاشت 20 عاما بعد هذا التسجيل؟.

المفاجأة أنها غنت من تلحين فريد الأطرش، لم أستمع من قبل إلى لحن لفريد بحنجرة ليلى، قالت إنها رددت له عددا من الأغانى الوطنية، هل هناك من يحتفظ بهذه التسجيلات، ما أشد حاجتنا لكى نصحح الكثير من الأكاذيب التى لها مذاق الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلى مراد تصحح التاريخ ليلى مراد تصحح التاريخ



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 22:15 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 صوت الإمارات - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 22:19 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 صوت الإمارات - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 صوت الإمارات - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 صوت الإمارات - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 12:12 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 10:58 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:45 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة الفضاء الأوروبية تُخطِّط لبناء "سطح القمر" على الأرض

GMT 21:11 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيوت مبهرة لمقاومة التجاعيد بدلًا من الكريمات المكلفة

GMT 17:11 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

تألقي في صيف 2018 مع أحدث فساتين سهرة للمحجبات

GMT 20:06 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

صور مسربة تكشف عن تفاصيل تصميم "غالكسي نوت 5"

GMT 22:19 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور الطبعة الخامسة من رواية "أنين" للكاتب شريف ثابت

GMT 14:42 2013 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تستضيف أول مؤتمر إقليمي للمأكولات البحرية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates