زمن أم كلثوم وزمن شيرين

زمن أم كلثوم وزمن شيرين!

زمن أم كلثوم وزمن شيرين!

 صوت الإمارات -

زمن أم كلثوم وزمن شيرين

بقلم -طارق الشناوي

الزمن يضع مواصفاته ويحدد قانونه ومن يقع عليه الاختيار؟

ماذا لو ظهرت الآن بيننا أم كلثوم، بنت إبراهيم شيخ الجامع، قارئة القرآن والتى تعلمت الغناء على يد أساطين المهنة بداية من الشيخ أبوالعلا محمد، يعتقد كُثر أن النجاح سيصبح مضاعفًا، مع الأسف لا شىء من هذا سيتحقق، العكس هو الصحيح، هذا ليس زمن أم كلثوم ولا سعاد محمد ولا فايزة أحمد ولا محمد قنديل ولا ولا.

هل تتذكرون آمال ماهر، المطربة الوحيدة طوال زمن مبارك، الذي أعطى تعليماته للإذاعة- في سابقة تحتاج إلى توثيق لكن الملابسات تؤكدها- بأن تتبناها مطلع الألفية الثالثة، وبالفعل تعاقدوا معها، ووفروا لها كل الإمكانيات.

آمال هي اكتشاف عمار الشريعى، هذا هو المتداول، إلا أن أول من لاحظ تفردها عازف الكمان وقائد الفرقة الموسيقية الذهبية صلاح عرام، روى لى الإذاعى الراحل حمدى الكنيسى أنه هو الذي راهن عليها في حفل أقامته وزارة الإعلام بحضور الرئيس الأسبق برغم تخوف صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، ولكن حماس مبارك أذاب كل الاعتراضات.

وجد الشريعى في خامة صوتها مشروع (كلثومى)، ولم يكتف بأن تعيد فقط غناء روائع (الست)، ولكنها انتقلت لمرحلة أبعد، عندما قدم لها أغنية (عربية يا أرض فلسطين) عندما استمعت إليها في البداية اعتقدت أنها أغنية نادرة لأم كلثوم، أعادتها للحياة آمال ماهر، وبعد ذلك اكتشفت أن عمار صنع لها بكلمات عبدالسلام أمين، لحنًا سنباطيًّا (على طريقة رياض السنباطى)، الملحن الأقرب لروح أم كلثوم، إلا أن الناس كانت في منطقة أخرى، مشروع (الكلثمة) ضد العصر، ولهذا ظل نجاحها مرتبطًا بدائرة صغيرة من السميعة، ومع الزمن وبدون نصيحة من أحد اخترقت آمال حاجز أم كلثوم، وبدأت تغنى لزمنها ونجحت، حتى لو تعثرت بعد ذلك، فتلك حكاية أخرى ليس لها علاقة بتحررها من زمن (الكلثمة).

لديكم شيرين بدأت في الأفراح الشعبية وأصبحت مورد رزق العائلة، الأيام كانت قاسية عليها، إلا أنها في النهاية صنعت اسمها، لا أتصور أنها منحت لموهبتها أي قدر من الرعاية، بل الكثير من اختياراتها الشخصية تنعكس سلبًا عليها، رهانها خارج المنطق، وأخبارها انتقلت أحيانًا من صفحة الفن إلى الجريمة، نراها حليقة الرأس (ع الزيرو) وأخرى بجسد مترهل، وثالثة بفستان يخاصم الموضة، إلا أنه بعدها يصبح هو الموضة.

نقابة الموسيقيين أوقفتها أكثر من مرة، بسبب ما تراه تجاوزًا في كلمة انفلتت منها على المسرح.

شيرين هي الصوت الأكثر صدقًا، حضورها على المسرح متجاوز كل المعدلات المتعارف عليها، لم تسع لزيادة حصيلتها الثقافية، وعندما تتحدث كثيرًا ما يخونها التعبير، لو تدخل عقلها في اختيار مفرداتها ربما تراجعت خطوات، جزء من نجاحها له علاقة بتلك الفطرية التي عاشتها ولا تزال.

النجاح ليس أبدًا مواصفات لجان متخصصة، بقدر ما هو أساسا مقياس متفرج، القواعد التي تضعها لجان الاختبار والتحكيم، ولا تفرق معه من قريب أو بعيد.

لم يكن رياض السنباطى يرى في عبدالحليم الصوت الذي يستحق أي حفاوة، كان ينحاز أكثر إلى خامة صوت شقيقه الكبير المطرب الرصين إسماعيل شبانة، الناس اختارت بالإجماع حليم، وفى كل زمن علينا احترام اختيار الناس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن أم كلثوم وزمن شيرين زمن أم كلثوم وزمن شيرين



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:01 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

نيوزيلندا ترسل مساعدات لتونجا عقب إعصار "جيتا"

GMT 17:32 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال متوسط القوة يضرب شمال إيران

GMT 09:36 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغال الي يورو 2020 بفوز صعب على لكسمبورغ

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وزير التربية والتعليم ضيف الإعلاميِّ خيري رمضان الأربعاء

GMT 23:36 2013 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

95% نسبة إشغال البرج الأول في "نيشن تاورز"

GMT 14:28 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تكشف عن سيارة جديدة بمحرك كهربائي

GMT 22:20 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

إنقاذ فيلة تزن 6 أطنان من الغرق

GMT 19:29 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نيبال تحتفل بمهرجان "تيهار" المخصص للحيوانات

GMT 11:31 2012 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة: القردة تعاني من أزمة منتصف العمر

GMT 16:51 2019 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

هايدي كلوم تلفت الأنظار بثوبٍ بلون الزمرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates