حادثة السفارة أول الغيث
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

حادثة السفارة أول الغيث

حادثة السفارة أول الغيث

 صوت الإمارات -

حادثة السفارة أول الغيث

بقلم - سام منسى

حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في بيروت في منطقة عوكر منتصف الأسبوع الفائت، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. سبق للسفارة أن تعرضت لإطلاق نار في سبتمبر (أيلول) الماضي. ومحاولات الاعتداء الخفيفة هذه، لا تدخل في سياق التفجير الذي تعرضت له السفارة في ثمانينات القرن الماضي.

توقيت الحادثة كان منسجماً تماماً مع مسار الأحداث في المنطقة، ولا ينبغي تحميله أكثر من كونه رسائل لأطراف عدة. هو تذكير للأميركيين بمصالحهم في لبنان وسط مناخات التهديد والوعيد الإسرائيلي بتوسيع الحرب عليه، وشبه إعلان لرفض مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء حرب غزة وتفرعاتها، بما تتضمنها من وقف لإطلاق النار وإخلاء الرهائن وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وإعادة الإعمار. سبق المبادرة مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية في حادث تحطم مروحية شمال إيران. وأول زيارة لوزير الخارجية بالوكالة علي باقري خارج إيران كانت لبيروت، وجاء ليؤكد الثوابت الإيرانية ودعم طهران المستمر للمقاومة، غامزاً من قناة المبادرة الرئاسية الأميركية بقوله: «على الولايات المتحدة أن توقف دعمَها لإسرائيل بدل أن تقترح وقفاً لإطلاق النار»، معتبراً أنَّ المقاومة هي عنصر استقرار في الإقليم. سبقت تصريحات الوزير الإيراني مواقف لأكثر من مسؤول في «حزب الله» ووسائل إعلام محسوبة عليه، تشدد على أن سلاح المقاومة مقدس، ولن يُمس لا بتسوية داخلية ولا إقليمية ولا حتى دولية. ولا بد من التذكير بأن العراق شهد في الأيام القليلة الماضية اعتداءات على مصالح أميركية من مطاعم وشركات ومؤسسات ثقافية.

مبادرة بايدن خطوة رئيسة في مسار الحرب الدائرة منذ ثمانية أشهر، وبقدر أهمية نتائجها على الوضع في المنطقة ستواجه عراقيل كثيرة من الخصوم مثل إيران ومن الحلفاء مثل إسرائيل. من دون الدخول في تقصي رغبة إيران بالعرقلة أم لا، هل هي فعلاً قادرة على تعطيل مسار تسوية كبرى بعد نجاحها جراء عملية «طوفان الأقصى» بخلط الأوراق في المنطقة، وبخاصة تجميد عملية السلام بين العرب وإسرائيل برعاية أميركية؟

وبحجم خشية إيران من تسوية دائمة للنزاع وتطبيع عربي - إسرائيلي بضمانات أميركية، وهذا ما تهدف إليه المبادرة في النهاية، سيكون ردها ومحاولاتها تعطيل هذا المسار. فمن غير المتوقع أن تغيّر طهران سياساتها بين ليلة وضحاها بمجرد نجاح مبادرة بايدن ووقف النار، وطهران خبيرة في الرهان على الزمن وما قد يحمله من متغيرات. لم يزل الوقت مبكراً للتنبؤ بمسار الأمور، إنما المرجح في المديَين القريب والمتوسط أن تواصل طهران ومعها ميليشياتها الموالية لها خلق الاضطراب والنزاع في أرجاء المنطقة وزرع العوائق أمام السلام والتنمية والتعاون.

المشهد في إسرائيل أكثر تعقيداً، وهي الدولة الحليفة لصاحب المبادرة؛ إذ إن العوامل الداخلية ستكون حاسمة سواء داخل الحكومة ومجلس الحرب أو خارجها، حيث المعارضة بشقيها القيادي والشعبي متربصة ببنيامين نتنياهو الحائر والمرتبك، وقد ينقلب عامل الوقت ضده بعدما كان يراهن عليه. بايدن مستعجل للبدء بمسار صفقته ووقف الحرب قبل احتدام الصراع الانتخابي في حملة تختلف عن سابقاتها، لكنه يواجه اليمين العنصري العنيف في الحكومة الإسرائيلية الذي حتى إذا انكفأ عنها وانتقل إلى المعارضة لن يستكين، ما يجعل حماوة الحياة السياسية في إسرائيل مرتفعة التوتر فيما بين مختلف الأطراف في الداخل ومع الأميركيين في الخارج.

أما الجانب الفلسطيني فهو غارق فيما قد نطلق عليه صفة «العرقلة السلبية» التي تحاكي عرقلة نتنياهو، وعنوانها غياب السلطة الفلسطينية بتركيبتها الحالية عن الحدث وكأنها في كوكب آخر، في حين أن المفروض أن تلعب دوراً حاسماً. ليس هذا فحسب، بل هي أيضاً منكفئة عن الخلافات الفلسطينية المتعددة الأوجه، داخل السلطة و«منظمة التحرير» وداخل الفصائل ومعارضيهما، وحتى بين المعارضين أنفسهم. مع تقدم الحرب بين الفصائل وإسرائيل، ظهرت توترات جديدة وطفت على السطح أخرى قديمة بين القادة العسكريين في غزة وأولئك الذين في الخارج. وإذا توقفت الحرب بحسب الصفقة، وبقي يحيى السنوار زعيم الحركة في الداخل أو انتقل إلى مكان آخر، قد يحتفظ بولاء القادة العسكريين المحيطين به ويرتب خططاً لمواصلة المقاومة بشكل أو بآخر.

ولن نغيّب عن الصورة الفلسطينية الجيل الجديد بالضفة الغربية الذي يغرد خارج سرب السلطة و«منظمة التحرير»، ومن بينهم فتحاويون سابقون ومعارضون للحركة وبعضهم قريب منها. يصعب التنبؤ بأدوار هؤلاء مستقبلاً، لا سيما إذا تسللت إليهم جهات مختلفة عربية وغير عربية قريبة للمحور الممانع الرافض للتسوية.

الخطة - الصفقة الأميركية سوف تتقدم ببطء وبين الألغام، واحتمال نجاحها سيكون بسبب استنفاد البدائل لا سيما مواصلة الحرب في غزة أو توسيعها إلى لبنان. خطة بايدن هي نتيجة لدروس الأشهر الثمانية الماضية التي يؤمل أن تكون قد علمت نتنياهو ضرورة الخروج من أسر حلفائه المحليين، ولقاء حليفه الخارجي الأكبر للتوصل إلى تسوية وإخراج المنطقة من فوهة بركان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة السفارة أول الغيث حادثة السفارة أول الغيث



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 06:13 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات سيارة فورد فوكوس الجديدة

GMT 19:01 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

قالب الخضار السوتيه باللحم و البشاميل

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفن كينج "ملك الرعب" نجم الأكثر مبيعًا في أميركا

GMT 02:06 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع "حقائق القرآن" لـ رجائى عطية بمكتبة القاهرة الكبرى

GMT 12:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خبير تجميل يكشف عن آخر صيحات الموضة لألوان "الميك أب"

GMT 13:42 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

سوار "Juste Un Clou" من كارتييه لإطلالة مميزة

GMT 13:27 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

"فايبر" تضيف قسمًا جديدًا للألعاب الرقمية عبر الإنترنت

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

بلدية مدينة الشارقة تفتتح حديقة الزبير العامة

GMT 22:38 2013 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

"FIFA 14" تُضيف بيل بقميص ريال مدريد

GMT 03:31 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

طارق الشناوي يرفض العُري التي تظهر في الأعمال الدرامية

GMT 00:32 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن لعبة الأكشن Star Wars 1313
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates