بقلم : خالد منتصر
الترامادول مسكن سحرى للألم صار لعنة للإدمان، كان أول من نبهنى إلى تلك اللعنة هو الراحل د.عز الدين الدنشارى، أستاذ الصيدلة. ومن ضمن المعلومات التى تداولناها فى الحوار كانت استخدام الترامادول فى الآونة الأخيرة الذى زاد بشكل سرطانى لعدة أسباب، أولها أن هذا الدواء كان من ضمن أدوية الجدول الثانى التى تختلف عن أدوية الجدول الأول فى أن الإجراءات التى كانت تنظم تداولها أقل قيوداً من تلك المفروضة على أدوية الجدول الأول، وذلك قبل مارس 2011، حيث صدر قرار وزير الصحة بإدراج الترامادول ضمن أدوية الجدول الأول، ولقد لوحظ قبل هذا التاريخ زيادة واضحة فى تهريب الترامادول من دول مختلفة وبخاصة الصين، ولقد اكتشف أن هذا الدواء يساعد على تأخير القذف مما دفع الكثير من الأطباء إلى وصفه مع الفياجرا للمرضى الذين يشكون من مشكلة عدم الانتصاب وسرعة القذف، ونظراً لزيادة الإقبال على شراء الترامادول فقد تزايدت الكميات المهربة منه بشكل واضح خلال الثلاث سنوات الماضية.
وتكمن خطورة الدواء المهرب فى أنه لا يخضع للمعايير القياسية التى تتطلبها وزارة الصحة لتأكيد ضمان فاعلية الدواء وجودته ومأمونية استخدامه، وفى هذه الحالة فإن الدواء قد يشكل خطراً على الأفراد الذين يستخدمونه، ويتفاقم الخطر إذا كان الدواء مغشوشاً، فقد يترتب على استخدام هذا الدواء إصابة المتعاطى بأمراض قد تشكل خطراً على صحته وحياته.
يعتبر الترامادول من الأدوية التى طرحت فى الأسواق فى أواخر السبعينات من القرن الماضى، حيث استخدم كمسكن للآلام المعتدلة والآلام الشديدة، وتجدر الإشارة إلى أن الترامادول ينبغى استخدامه تحت إشراف الطبيب، حيث يترتب على تناوله بدون إشراف طبى حدوث عدة مشكلات صحية، أولها الأعراض الجانبية التى يمكن أن يدركها الطبيب ويجد لها حلاً، وتشتمل هذه الأعراض على عجز فى التفكير وغثيان وقىء وإسهال ودوخة وصداع وهرش مستمر والميل إلى النوم وغزارة العرق وجفاف الفم وسوء هضم وضعف عام، ومن أخطار استخدام الترامادول التى يلفت الطبيب انتباه المريض لها عدم قيادة السيارة بعد تعاطى الدواء، حيث تختل عجلة القيادة بسبب تأثيره، ويعتبر هذا العرض الجانبى من أهم أسباب حوادث السيارات، وهناك أعراض جانبية تزداد خطورتها مع زيادة الجرعة مثل هبوط التنفس والتشنجات، ومما يؤكد أهمية استخدام الترامادول تحت إشراف الطبيب أن تناوله قد يسبب ضرراً للمرضى الذين يشكون من مرض الربو أو أمراض الجهاز التنفسى الأخرى أو إصابات فى الرأس أو الإمساك أو الصرع أو الحالات الشديدة من أمراض الكبد والكلى.
ومن ناحية أخرى، فقد يحذر الطبيب من استخدام الترامادول مع أدوية أخرى، حيث يشكل ضرراً على المرضى الذين يستخدمونه مع مسكنات أخرى أو مخدرات أو الأدوية المعالجة للاكتئاب والقلق، وقد يحدث تشنجات للمرضى الذين يتعاطون الترامادول مع بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين والمستحضرات الدوائية التى تحتوى على الكافيين.
وقد سُجلت حالات من الوفيات بسبب استخدام الترامادول إما بمفرده أو مع مواد أخرى مثل الكحوليات أو الأدوية المضادة للقلق.
ولعل أخطر ما يواجه الأفراد الذين يستخدمون الترامادول بدون إشراف الطبيب مشكلة الإدمان الذى تحدثنا عن خصائصه وأخطاره الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث بيّنت الدراسات والمتابعات الدوائية أن آلافاً من الأفراد قد أدمنوا الترامادول ولم يستطيعوا التوقف عن تعاطيه بسبب حدوث أعراض الإقلاع التى تشمل القلق والغثيان والقىء والرعشات والإسهال والهلوسة واضطرابات النوم ومتاعب التنفس.
ومن أخطار إدمان الترامادول أن المدمن قد يتعاطاه عن طريق الحقن فى الوريد بعد سحق الأقراص الدوائية وخلطها بالماء الذى قد يكون ملوثاً بالميكروبات، حيث يترتب على هذا الحقن إصابة المتعاطى بأمراض فيروسية أو بكتيرية قد تشكل خطراً على صحته وحياته.