صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين

صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين

صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين

 صوت الإمارات -

صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين

بقلم - خالد منتصر

اكتسحت الأحزاب اليمينية الانتخابات للبرلمان الأوروبى، ما يمثل زلزالاً اجتماعياً وليس سياسياً فقط، أجرى استطلاع للرأى فى السادس من أبريل فى (18) دولة من أصل (27) دولة فى الاتحاد الأوروبى، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى تحقيق اليمين الشعبوى قفزة حقيقية، وقد يمثل (واحد من كل خمسة) نواب اليمين الشعبوى فى البرلمان المقبل، أى (22%) من المقاعد، فى حين كانت النسبة (18%) عام 2019 وأقل من (10%) قبل عشرين عاماً.

بنظرة سريعة على دول أوروبا التى صعد فيها اليمين ونسب النجاح سنجد الآتى:

• فى فرنسا، تصدَّر حزب التجمع الوطنى بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31٫5 بالمائة من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على حزب النهضة الذى يتزعمه الرئيس ماكرون (15٫2 بالمائة)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعداً.

• فى ألمانيا احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف المركز الثانى بنسبة 16 إلى 16٫5 بالمائة من الأصوات، خلف الاتحاد المسيحى المحافظ (29٫5 إلى 30 بالمائة). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبى الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديمقراطيين (14 بالمائة) والخضر (12 بالمائة).

• فى إيطاليا، تصدّر حزب «إخوة إيطاليا» اليمينى المتطرف الذى تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى، النتائج بنسبة 25 إلى 31 بالمائة من الأصوات، وفق استطلاعات رأى مختلفة.

• فى النمسا، حصل «حزب الحرية» اليمينى المتطرف على 27 بالمائة من الأصوات.

• فى إسبانيا أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبى اليمينى، التشكيل الرئيسى للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعداً فى البرلمان الأوروبى مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليمينى المتطرف تقدماً بحصوله على 6 مقاعد.

• فى هولندا تمكن حزب خيرت فيلدرز اليمينى المتطرف من أجل الحرية من زيادة دعمه الشعبى.

ماذا عن وضع المسلمين هناك بعد صعود اليمين؟ الإجابة: هناك مأزق لا بد أن نعترف بأننا نحن المسلمين ساهمنا فيه بعدم تصدير صورة مختلفة عما يقدمه المتطرفون هناك عن تصحيح المفاهيم، ما جعل اليمين يستغل هذه الحماقات من البعض هناك ويستغلها فى الصعود، ويجعل سياسياً مهماً فى هولندا مثل خيرت فيلدرز يطالب بشكل واضح بإغلاق الحدود فى وجه المهاجرين المسلمين.

وكان قد قدم عام 2018 مشروع قانون لإغلاق المساجد فى البلد، ويجعل حزباً مثل حزب «البديل» الألمانى يصرّح بوضوح بأن «الإسلام لا ينتمى إلى ألمانيا» بل و«يتنافى مع الدستور»، وأن «البلاد مهددة بالأسلمة»، ويجعل ماتيو سالفينى، زعيم حزب «ليغا» الإيطالى، يقول إن المهاجرين المسلمين ينشرون «معاداة السامية» فى بلاده، داعياً إلى التحرك لمواجهة ما سمّاها «خلافة إسلامية» فى القارة.

يؤكد البروفيسور كاى حافظ، أستاذ أبحاث الإعلام فى جامعة إرفوت، أن هذه الأحزاب تريد إغلاق أوروبا ومنع الهجرة إليها، وأنها «عدوة للمجتمع المتعدد الثقافات»، ويؤكد كاى حافظ أن صعود الشعبويين اليمينيين والمتطرفين سيشكل خطراً على المسلمين، وأن هذه الأحزاب والحركات ترى فى الإسلام عدواً رئيسياً لها، وتوقع تقييداً أكبر للهجرة من الدول الإسلامية وللحريات الدينية كنتيجة لفوزها.

وتؤكد إيزابيل شوبن، مديرة «مجموعة سياسات الهجرة»، وهى منظمة مستقلة مقرها بروكسل، أن دول الاتحاد الأوروبى شهدت زيادة فى مشاعر كراهية الأجانب فى السنوات الأخيرة، وترافق ذلك مع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، وتعتبر «شوبن» أن ما تقدمه استطلاعات الرأى من توقعات مقلقة بصعود المتطرفين إلى البرلمان الأوروبى من شأنه التأثير على التوازن السياسى فى تشكيلته الجديدة، وقد تجعل من الصعب عليه تعزيز سياسات الإدماج واحترام حقوق الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين صعود اليمين الأوروبي ومستقبل المهاجرين



GMT 06:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 06:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 06:11 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 06:11 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:09 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:09 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:08 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates