غاندي وسوناك

غاندي وسوناك

غاندي وسوناك

 صوت الإمارات -

غاندي وسوناك

بقلم - خالد منتصر

هل كان يحلم المهاتما غاندى وهو فى معركة الاستقلال وتحرير بلاده من الإنجليز، أن يتولى واحد من أحفاده الهنود رئاسة وزراء بلاد الإنجليز التى ظلت تحتل بلاده كل تلك السنوات؟! أعتقد أن سقف أحلامه لم يصل إلى تلك النقطة، كان الحلم أن يخرج الإنجليز لينعم أهل الهند بالاستقلال وثروات البلاد، عندما ذهب غاندى شاباً إلى بلد محتل مثله وهى جنوب أفريقيا لم يكن وقتها يتخيل أن «مانديلا» سيخرج من سجنه ليجلس على كرسى الحكم، وعندما تعلم القانون وصار محامياً فى إنجلترا كانت أقصى أمانيه أن يعامله الإنجليز كإنسان لا كعبد، قرر أن تكون المعركة سلمية، بمسيرة ملح لم يحمل فيها سلاحاً على مدى مسيرة ٤٠٠ كم، بثياب مهلهلة تستر مجرد العورة وطعام هو كسرات من الخبز واستغناء عن متع ورفاهية الحياة، انتصر وحرر بلاده وصار أيقونة الأمة الهندية، لكن الدنيا تغيرت وجاء الحفيد الهندى الجديد ريشى سوناك فى زمن مختلف، الاقتصاد فيه هو الذى يحكم، وزمن الثوار كان قد ولى وغربت شمسه، ريشى سوناك وزوجته مليارديران، هما من ضمن أغنى مائتى شخصية فى بريطانيا، لا يرتدى عباءة «غاندى» ولكنه يرتدى أفخم البدل البراندات السينييه، عندما سأل البريطانيون عن صفاته معظمهم قال «رجل ثرى»! لكن أهم شىء أن قيم العلمانية التى حكمت الهند وبريطانيا هى التى جعلت «سوناك» يجلس فى «١٠ داوننج ستريت»، «سوناك» ابن لأب طبيب هندى جاء من كينيا وأم صيدلانية جاءت من تنجانيقا، هندى أفريقى أى إنه من المستحيل أن يقتحم حصن ذوى الياقات البيضاء والدماء الملكية الزرقاء والبشرة البيضاء، لكنه نجح فى بلد المواطنة والقانون، مفتاحه التعليم الجيد، درس سوناك فى «وينشيستر كوليدج» المرموقة، ثم التحق بجامعة «أكسفورد»، لكن بصفته باحثاً فى برنامج فولبرايت، تابع بعد ذلك درجة الماجستير فى إدارة الأعمال فى جامعة ستانفورد بأمريكا، أما عن الثروة فهو يعد أغنى من شغل المنصب.

وفى مايو الماضى، احتل «سوناك» وزوجته المركز 122 فى قائمة «صنداى تايمز» لأغنياء بريطانيا بعد أن بلغ صافى ثروتهما 730 مليون جنيه إسترلينى (837 مليون دولار)، وحينها كان سوناك أول سياسى بارز يتم إدراجه فى القائمة منذ تدشينها فى عام 1989.

الرحلة بين غاندى وسوناك طويلة ومختلفة، لكنه اختلاف الاكتمال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاندي وسوناك غاندي وسوناك



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates