نزيف البالطو الأبيض

نزيف البالطو الأبيض

نزيف البالطو الأبيض

 صوت الإمارات -

نزيف البالطو الأبيض

بقلم - خالد منتصر

 

أصبحت هجرة الأطباء الشباب ظاهرة نتحدث عنها كأرقام ونتجاهل الأسباب، وصلتنى رسالة مهمة من ا. د/ محمد عبدالبصير، أستاذ جراحة المسالك البولية بطب أسيوط، يقول فيها: أريد فقط التنبيه ودق ناقوس الخطر إلى ظاهرة غريبة وخطيرة ألا وهى استقالة خريجى كليات الطب والهجرة للعمل خارج البلاد.

ففى إحصائية للنقابة العامة للأطباء تفيد أن مصر بها 213 ألف طبيب مسجلين بالنقابة منهم 126٫500 طبيب هاجروا خارج مصر بنسبة 59.4% والمتبقى داخل مصر نسبتهم لا تتجاوز 40.6%.

وهذا يسبب وجعاً فى قلب وزارة الصحة والجامعات، لأن الطبيب الشاب يقع عليه الجهد الأكبر فى عملية الرعاية الصحية ويسهر ليومين أو ثلاثة فى النوبتجيات أو كذلك فى العناية المركزة، وهو الذى يتابع مرضى العمليات بعد خروج المريض من غرفة العمليات، بينما الأستاذ الجامعى أو الاستشارى فى وزارة الصحة يعمل فى فترة الصباح فقط، ويغادر المستشفى حوالى الثانية ظهراً، ويترك كل العمل للطبيب المقيم (النائب بالنسبة للمستشفيات الجامعية).

ويوجد فى مصر طبيب لكل 800 فرد، بينما النسبة العالمية هى طبيب لكل 350 فرداً، ويعمل بوزارة الصحة 60 ألف طبيب بينما تحتاج الوزارة إلى 110 آلاف طبيب، أى بنقص يساوى 50 ألف طبيب، وارتفعت استقالات الأطباء حديثى التخرج من 2017 إلى 2020 إلى 6000 استقالة، وكلهم هاجروا خارج البلاد، فى العام 2022 عقد مجلس النقابة العامة للأطباء لقاء مع عدد من أطباء الدفعات الحديثة فكانت أغلب تساؤلاتهم عن مدى إتاحة وزارة الصحة لاستقالات الأطباء المكلفين بها.

ولقد أصبح الطبيب حديث التخرج يفكر أولاً فى الحصول على دورات فى اللغة والحصول على شهادات المعادلة لتحضير نفسه للعمل خارج مصر، وتكمن الأسباب فى تدنى هيكل الأجور والبدلات، حيث لا يتجاوز راتب الطبيب حديث التخرج 2000 جنيه شهرياً، كذلك نقص الإمكانيات من الأجهزة والمستلزمات الطبية مما يجعله عاجزاً عن تقديم الخدمة لمرضاه، أضف إلى ذلك نقص فرص الدراسات العليا وكذا ارتفاع تكلفتها عليه، من الأسباب الدافعة لهجرة الأطباء عدم صدور العديد من القوانين المهمة للأطباء ومنها:

1- قانون المسئولية الطبية.

2- قانون تنظيم عمل الهيئات الطبية.

3- قانون بدل العدوى.

4- قانون تشديد عقوبة الاعتداء على المستشفيات والكوادر الطبية.

5- أزمة ضم سنة التكليف لخدمة الطبيب.

6- سوء توزيع الأطباء وتدخل الوساطة وراء العجز فى بعض المستشفيات بينما توجد قرى فيها 40 طبيباً لا يفعلون شيئا.

ومن الأسباب أيضا معوقات ترخيص المنشآت الطبية وموافقة جهات عديدة لاستخراج التراخيص، ومنها اشتراط أن تكون المنشأة الطبية بترخيص إدارى من المحافظة والوحدات المحلية، وهو أمر مستجد غير قانونى أصدرته السلطات المحلية بالمحافظات فقط لتعظيم مواردها دون سند قانونى، أضف إلى قضية نقص الأطباء بوزارة الصحة أن الكثير من الأطباء المكلفين بها يتقدمون باستقالاتهم من العمل الحكومى للحصول على شهادة طبيب حر من نقابة الأطباء حتى يتفرغوا للعمل الخاص.

وفى حديث لموقع الحرة يوم 1 فبراير 2023 قالت الدكتورة نجوى الشافعى، وكيلة نقابة الأطباء وعضو مجلس الشيوخ المصرى، إن معدل استقالات الأطباء بلغ 12 طبيباً فى المتوسط يومياً، بحسب نقابة الأطباء فإن مصر تحتل المرتبة الثالثة بعد الأردن والسودان فى ترتيب الدول التى يهاجر منها الأطباء فى الشرق الأوسط، فمثلاً ارتفعت نسبة الأطباء المصريين المهاجرين إلى إنجلترا فى السنوات القليلة الماضية إلى 200%.

وانتقدت الدكتورة نجوى الشافعى أن يقف الأطباء أمام محاكم الجنايات وفقاً لقانون العقوبات العادى وليس بقانون خاص بهم كما يحدث فى دول كثيرة، وطالبت بأن يقتصر السجن على من يزاول مهنة الطب بدون ترخيص أو خارج نطاق تخصصه.

وعادت مسألة هجرة الأطباء لتتصدر الاهتمام بعد إفطار جماعى نظمه الأطباء المصريون من خريجى جامعتى القاهرة والمنصورة فى بريطانيا فى شهر رمضان الماضى، والذى لاقى ردوداً غير متوقعة على مواقع التواصل الاجتماعى من شباب الأطباء الذين يعملون فى مصر.

وأخيراً - هل وصلت الرسالة إلى المسئولين فى مصر؟ وهل سيقومون بتحسين أحوال شباب الأطباء حتى نستطيع تقليص أعداد هجرة الأطباء؟حق الرد مكفول لوزارة الصحة وللمسئولين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزيف البالطو الأبيض نزيف البالطو الأبيض



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates