أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية

أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية

أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية

 صوت الإمارات -

أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية

بقلم - خالد منتصر

قاتل الله «الويكيبيديا»، وهى دائرة معارف الإنترنت، التى يكتبها أى عابر سبيل، التى ما إن تنشر أى معلومة، حتى تصير وثيقة إعلامية تنتشر انتشار النار فى الهشيم، فتصبح حقيقة، وهى الزيف والكذب والتلفيق بعينه، صار د. محمد الشافعى الظواهرى أسطورة طب الأمراض الجلدية، ورائد هذا التخصص على مستوى الوطن العربى، الذى حفر اسمه فى سجل الخلود العالمى باكتشافاته وأبحاثه، التى لا تعد ولا تحصى فى هذا التخصص، للأسف صار هذا العملاق عند الإنترنت ووسائل الإعلام زيفاً وبهتاناً هو والد الإرهابى الذى قتلته طائرة أمريكية فى كابول منذ يومين أيمن الظواهرى، تم اختزال هذا الرجل الكنز فى مجرد هذه الثرثرة الفارغة، التى لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فالأستاذ د. محمد الظواهرى له ثلاثة أبناء فقط، هم: بكر الظواهرى، أستاذ الأمراض الجلدية، والثانى د. عمر الظواهرى، أستاذ أمراض العيون، والثالث د. على الظواهرى، أستاذ أمراض العظام، وليس من بينهم «أيمن» على الإطلاق، والذى ينتمى والده محمد ربيع إلى عالم الصيدلة لا الطب، المسألة ليست مجرد إثبات نسب أو كلام عن شجرة العائلة، أو التأكيد على أن د. محمد الشافعى هو ابن عمومة، وليس الأب، المسألة أكبر من ذلك وأعمق، فأسطورة الأمراض الجلدية، التى نتحدث عنها اليوم ليست مجرد طبيب ماهر، أو نطاسى بارع، ولكنها بالفعل أسطورة حكيم، يستحق هذا اللقب، الذى كان يطلق على الطبيب فى الماضى، كان رمزاً للتدين الوسطى الجميل، كان يطبطب على البشر ويحنو على مرضى قصر العينى، ولا يبخل علينا، نحن الطلبة، بخبرته الكبيرة الواسعة، لذلك من البديهى جداً ألا يخرج من تربية هذا الرجل وعقله الراجح ابن متطرف، هذا هو بيت القصيد، د. محمد الظواهرى ظاهرة طبية لن تتكرر، ومن الظلم الشديد أن نختصره فى نميمة صالونات، نحن عندما نختصر الظواهرى، ونتجاوز إنجازاته كأننا نختصر توفيق الحكيم فى العصا والبخل، وعداء المرأة أو العقاد فى الكوفية!!، قامة الظواهرى العلمية لا يمكن تقزيمها أو تحجيمها فى مجرد الرغى عن زعيم تنظيم القاعدة، الذى يثير الغبار دائماً فيجعلنا لا نرى الماسة أو الجوهرة الظواهرية التى بين أيدينا، لا بد من أن ننفض الغبار عن سيرة هذا الرجل، ونتعرف على اكتشافاته وجولاته وصولاته، نعرفها من تلاميذه على مستوى الوطن العربى كله، فقد كان للظواهرى حواريون ومريدون وعشاق من المحيط إلى الخليج، ونظم الشعراء فيه قصائد مدح ليست من باب المجاملة، ولكنها من باب الاعتراف بحكمته وفضله وعبقريته، يكفى أن يقول عنه الشاعر الكبير أحمد رامى:

أنست إلى ظل الطبيب الظواهرى.. فبدد أوهامى وطيب خاطرى

وقابلنى والبشر ملء جبينه.. يطالعنى من نوره بالبشائر

يداك شفاء للعليل ورحمة.. ونجواك من قلب بتقواك عامر

سلمت لمن يرجوك برءاً لدائه.. وعشت لشاك قبل لقياك حائر

ودام لك الإقبال والغر والرضا.. يزف إليك المدح من كل شاعر

انتهت قصيدة رامى، ولكن لم ينتهِ نهر العطاء الظواهرى، ما زالت رنة صوته الأجش الحنون تصافح أذنى وترفرف على روحى وتربت على كتفى، وهو يعلمنا كيف نتعامل مع المريض الذى لجأ إلينا وتعرى أمامنا، وسلم نفسه لنا كى يحصل على الدواء والعلاج وقبلها لكى يحصل على الاطمئنان والسلام النفسى، أرجو من الجميع أن يشطب تماماً هذه الجملة السخيفة الكاذبة التى تقول إن أيمن هو ابن د. محمد الظواهرى، فلا يمكن لقديس الطب أن ينجب إلا علماء بجد، وأطباء بجد يعرفون أن الدين إنسانية وضمير وحب ولا يمكن أن يكون أبداً تفجيراً ودماً وقسوة وأشلاء، رحم الله د. محمد الظواهرى من علمنا فى حياته، وبعد رحيله أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية أيمن الظواهرى ليس ابن أستاذ الجلدية



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة

GMT 08:28 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بليزر مخطط لإطلالة نحيفة للمحجبات في موسم الشتاء

GMT 00:51 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

Tiffany & Co تحمل هدايا يوم الحب لكِ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates