أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع
آخر تحديث 01:08:09 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 11 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أميركا وإيران: التفاوض وإحراق الأتباع

أميركا وإيران: التفاوض وإحراق الأتباع

 صوت الإمارات -

أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

التغيير الكبير في العالم ومنطقة الشرق الأوسط مستمرٌ على قدمٍ وساقٍ، لا يهدأ ولا يتباطأ، وهو في تقلّبات وتناقضات صغيرة لا تنتهي، تقوده أميركا بطبيعة الحال وتشارك فيه غالبية الدول دولَ المنطقة بشكل أو بآخر، ويكفي استحضار محاولة ترمب على الهواء مباشرة نزع فتيل النزاع بين إسرائيل وتركيا عسكرياً في الأجواء السورية.

واضحٌ أن ثمة قراراً استراتيجياً وتاريخياً قد اتُّخذ بتوازناتٍ دوليةٍ بين الدول العظمى لإنهاء «محور المقاومة»، وقد تمّ القضاء على «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» في طريقها إلى المصير ذاته بطرقٍ مختلفةٍ، وميليشيا «الحوثي» في اليمن تواجه ضربات عسكرية أميركية جوية صاخبة ومستمرة ومتوالية ونوعية في أهدافها، وللمفارقة فقد كان «التحالف العربي» يقوم بشيء من هذا، وحقّق نجاحات مهمة، ولكن أميركا، وقتها، كانت تحت قيادة اليسار الليبرالي الذي أفشل كل الجهود وأجبر الجميع على استمرار الميليشيا، وتلك قصة أخرى، يمكن أن تُروى لاحقاً.

التفاوض المباشر بين أميركا وإيران ليس جديداً، ولكن من الجيد رصد الاختلافات بين تفاوض أوباما الذي منح إيران هدية تاريخية لم تكن تحلم بها عبر «الاتفاق النووي» سيئ الذكر الذي أرادت منه إدارة أوباما تبرير فشلها في السياسة الخارجية، وتبرير انحيازها للجماعات الأصولية ضد الدول في العالم العربي، ومنح إيران فرصةً تاريخيةً للتوسع على حساب الدول العربية، عبر التحالف مع «جماعات الإسلام السياسي» و«تنظيمات الإرهاب» و«الميليشيات الطائفية»، وتمكين «الأقليات المتوحشة» من خلال إبقاء نظام الأسد وعدم مواجهته أو مواجهة أتباعه في المنطقة.

كان ذلك هو تفاوض أوباما، وقد أكد مسؤولو إدارته أنه منح إيران الحق في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ولم يمنعها من تطوير سلاح نووي، ومنع حتى وضع السلاح على طاولة التفاوض لتحسين شروطه، فهو فشلٌ مضاعفٌ سياسياً، وإن كان أوباما معروفاً بالحديث المنمّق والخطب الرنانة، ولكن تفاوض ترمب يبدو مختلفاً، فهو يريد الوصول لحل حقيقي ودائم يُرضي جميع الأطراف في المنطقة، ويمنح العالم فرصةً للتركيز على الاقتصاد والتنمية والازدهار، ولهذا فهو نسف «الاتفاق النووي» الذي وقّعه أوباما، وسعى بايدن لاستعادته، نسفاً، وقضى على غالب أتباع إيران في المنطقة، في فلسطين ولبنان وسوريا، ويصنع الأمر ذاته في اليمن، ويهدّد الأتباع في العراق.

ولكن ترمب وضع القوة العسكرية على طاولة التفاوض هذه المرة، ووضعها بشكل يُجبر الخصم على التعامل بواقعيةٍ وحذرٍ شديدَيْن من أي خطأ يمكن ارتكابه في هذه المرحلة الحسّاسة، وهو ما قد يُشعل حرباً شرسة في المنطقة تقضي على محورٍ كاملٍ تم السماح له بالتمدد على مدى أربعة عقودٍ من الزمن، وهذا الضغط الكبير أدى إلى رسائل متناقضة تخرج من ذلك المحور، فالأتباع في العراق يختبئون ويرفضون إبداء أي تعاطفٍ مع أي تابعٍ آخر تم ضربه، ولكن المحور سيستجيب بالتأكيد هذه المرة لشروط أميركا ومن خلفها غالبية دول العالم، لأنه لا يريد أن ينتهي ويخرج من التاريخ.

ومن المهم أن يكتشف الأتباع المؤدلجون كم هم صغارٌ في صراعات الدول، بحيث يقدّمهم محورٌ قرباناً لمحرقة التاريخ والآيديولوجيا وإرضاء أميركا في سبيل نجاته وحماية نفسه من «الشيطان الأكبر». وبهدف تحسين شروط التفاوض المباشر مع أميركا بات يجبر أولئك الأتباع على إرسال «صواريخ» بهلوانية لا تضر ولا تنفع ضد إسرائيل، ليظهر نفسه قوياً، مع علمه الأكيد واليقيني أنه يحرقها إلى غير رجعة، ويرميها كارتاً صغيراً في محرقة الواقع الشرس والحروب التي تنعقد غيومها في المنطقة.

كل دول المنطقة، والعربية منها تحديداً، والخليجية منها على وجه الخصوص، وعلى رأسها السعودية، تسعى لتثبيت الاستقرار ونزع فتيل الحروب في المنطقة، ورفض التصعيدات غير المبررة والدعوة إلى التفاوض العادل، والدفاع عن القضايا المستحقة مثل القضية الفلسطينية العادلة، وغيرها من القضايا المهمة التي قدمت فيها السعودية سياسات مهمة، للتواصل وبناء العلاقات الدبلوماسية المتزنة، مثل الاتفاق مع إيران برعاية صينية، ودعم استقرار الدولة في سوريا الجديدة ولبنان المتحرر، وفي مراعاة الشعب اليمني وحكومته الشرعية ودعمهما للوصول إلى استقرار الدولة، والمشاريع الكبرى بالتنسيق مع الدولة العراقية، ورعاية عملية سلام كبرى تحمي حقوق الفلسطينيين.

أخيراً، فقراءة الأحداث الواقعية الكبرى وفهم السياسات التي تقف وراءها والغايات التي تسعى إليها؛ تُمكّن كثيراً من تفسير ما يبدو متناقضاً أو غير قابل للفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع



GMT 06:11 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

اللقطة؟!

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

كأنه تكفير عن ذنب

GMT 06:09 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

دعمهم

GMT 06:08 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

التنافسية شرط للانتخابات

GMT 06:07 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

العصر الكهربائي

GMT 06:07 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

درس ترمب وماسك

GMT 06:06 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

لماذا استنفد العهد سياسته الخارجية؟

GMT 06:06 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

الفرح بالعيد دينٌ وفطرةٌ

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 06:42 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

السجائر الإلكترونية حلاوتها تفوق السكر بـ 13 ألف مرة
 صوت الإمارات - السجائر الإلكترونية حلاوتها تفوق السكر بـ 13 ألف مرة

GMT 04:35 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

يحمل إليك هذا اليوم تجدداً وتغييراً مفيدين

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 10:33 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

سمية الخشاب تكشف عن سعادتها بنشر صور لها مع أحمد سعد

GMT 06:33 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

هل تحب التزلج علي الجليد إليك أفضل الأماكن حول العالم

GMT 22:19 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الفنانه كندة علوش تثير الجدل بصورة ابنتها

GMT 00:54 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل النظارات الشمسية لإطلالة مميزة في 2019

GMT 06:30 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

سالم العزيزي يؤكد أن مواجهة بني ياس تتطلب الحذر

GMT 15:21 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

رضوان ربيعي يطرح مجموعته المتنوعة لصيف 2017

GMT 09:39 2014 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

جامعة نجران تنهي قبول 5236 طالب وطالبة للعام الجامعي

GMT 20:17 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

4 جامعات روسية تدرج ضمن تصنيف أفضل الجامعات في العالم

GMT 06:10 2013 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

" ديال من هي الحياة ؟ " ديوان للمغربي إدريس أمغار

GMT 15:35 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

تعلمي الطريقة الصحيحة لرسم العين بالكحل

GMT 12:21 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التعداد السكاني لدول الإتحاد الأوروبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates