العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى»
آخر تحديث 15:36:32 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 16 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى»

العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى»

 صوت الإمارات -

العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى»

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

الأعياد موسم للأفراح، حثت عليه الأديان أو اخترعته الشعوب أو تبنته الدول، فيها على الدوام مظاهر احتفالية تجدد البهجة وتجمع الناس وتجعل للفرح عنواناً دائماً مهما كانت الأحداث وتقلبت الأحوال.
في سنواتٍ مضت روّجت حركات الإسلام السياسي للكراهية والعنف، بل والكآبة، فكانت صحفهم وفتاواهم وخطب رموزهم وبياناتهم تسعى لتنغيص الأعياد على المسلمين، ولهم في كل عامٍ قضية يتعلقون بها أو حدث يعلقون عليه تنكيدهم الممنهج الذي ليس له منطق ديني سوى نشر الإحباط والسخط العام بين الشعوب والمجتمعات لأهدافٍ سياسيةٍ معروفة.
احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بالأعياد وحثّ عليها، بينما كان غالب البشر على الكرة الأرضية غير مسلمين، بل وكان المسلمون في ضعفٍ وقلةٍ ومصائب متتابعة، فحين يزايد البعض على الرسول الكريم فإنما يفضح نفسَه وخطابه وغاياته.
ولئن كان تحديد العيد فلكياً أكثر دقةً وهو ييسر للحكومات عملها ويضبط لرجال الأعمال والاقتصاد جداولهم ومشاريعهم، فإن تركه لرؤية الهلال يضفي مزيداً من المفاجأة المبهجة لعامة الناس وإن كان الفارق يوماً وليلةً لا أكثر، وهذا من إشاعة مزيد السعادة على حدثٍ مبهجٍ سنوياً، والسعادة والرفاه هي إحدى مهمات الدول حين تكون مستقرةً ومزدهرةً.
في بعض الدول العربية، وبخاصة في دول الخليج العربي، استقرار ضارب بأطنابه في التاريخ وأمن باسط مظلته على الشعوب والمجتمعات، حيث يتفرغ الناس للنجاح والإنجاز، وللسعادة والفرح، بينما في بعض الدول العربية «استقرار الفوضى» هو السائد وعبث العابثين يفرض نفسه، من حركات إسلامٍ سياسيٍ إلى تنظيماتٍ العنف الديني إلى الميليشيات الطائفية المسلحة، والتي تسعى جميعاً للحفاظ على الفوضى ونشر الكراهية والقتل واستباحة الدماء.
ولئن عبّر بعض شعراء العربية وأدبائها عن معاني الحزن في العيد، كقول المتنبي الشهير: عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيد، فإن إبداع الشعر في المبالغة التي يعلم الشاعر والمتلقي أن المراد بها هو تعميق التعبير لا تعميق الفكرة، وهذا شأن بشري طبيعي موجود لدى الكثير من الأمم والشعوب، وهو بطبيعة الحال يختلف عمّن يتعمد بشكل ممنهجٍ ومنظمٍ ومستمرٍ لخلق بيئةٍ خانقةٍ ومستفزةٍ تيسر على تلك الحركات والأحزاب مناكفة الدول والحكومات عبر التنغيص الثابت والمتكرر.
هناك الكثير مما يستحق الفرح، فهزيمة أحزاب «الفوضى» وتنظيمات «الإرهاب» ومحاور «الطائفية» أو «الأصولية» مدعاة للفرح، وهو ما يجري الكثير منه في هذا العام في منطقتنا، ونجاح خطط التنمية الطموحة وتحقق الإنجازات الكبرى للدول والحكومات والشعوب مثار للبهجة والسعادة والسرور، ومثل هذا يصح على المجتمعات والعوائل والأفراد، بحيث يحق للجميع الفرح في مواسمه المتعاقبة ولحظاته المتتابعة.
لقد بدأت بعض دول الفوضى تعود للاستقرار مجدداً منذ سنواتٍ ليست بالقصيرة، وتعود للأمن والرخاء بعد معاناةٍ طويلةٍ من الفوضى والإرهاب والأحزان، ولقد بدأ هذا الأمر يزداد انتشاراً وكثافةً في عددٍ من الدول العربية هذا العام، وهو مدعومٌ بقوةٍ من دول الاستقرار العربية سياسياً واقتصادياً، مادياً ومعنوياً، فمن حق الشعوب العربية أن تتخلص من أوزار أعدائها من داخلها وأن تجد طريقها سالكاً لصناعة الغد الأفضل والمستقبل المشرق.الفرح بالأعياد طبيعة بشرية وحاجة روحية وراحة نفسية، فهي مواسم للتواصل والصلة، للبهجة والتسامح، للترويح عن النفس ابتغاءَ تحريضها على مزيدٍ من العمل والنجاح، وهو وضعٌ للشيء في موضعه، وليس مثل من يقهقه في عزاء كما تطرح أحزاب الكآبة.
وأخيراً، فإن أغلبية الدول العربية تتفق على موعد العيد كل عامٍ، وبعضها يختلف لاختلاف مطالع القمر، وهو أمر معروف، والبعض يختار الاختلاف لأسبابٍ أخرى، وكل عامٍ وأنتم بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى» العيد بين «الاستقرار» و«الفوضى»



GMT 20:29 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

الانكشاف الإيراني... والانكشاف اللبناني!

GMT 20:28 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

ترمب في الطريق إلى اجتماعات القمة المحورية

GMT 20:27 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

مرحباً بالزومبي!

GMT 20:27 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

من أين تعود سوريا؟

GMT 20:26 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

أربعة أسباب موجبة للحذر من "عصابة أبو شباب"

GMT 20:26 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

تونس: إعادة النظر في سياسة تحديد النسل

GMT 20:25 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

«أنتِ دولة أم حزب»؟

GMT 20:24 2025 السبت ,14 حزيران / يونيو

قبل إيران… “بيبي” ربح المواجهة مع ترامب!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 00:27 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم ديوان "كثبان عارية" للبشير الدخيل في المكسيك

GMT 08:25 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كيك المالتيزر

GMT 12:59 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عز سعيد بجائزة أحسن ممثل في مهرجان السينما العربية

GMT 19:28 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

معرض لأعمال فناني جزيرة "هايتي" في باريس

GMT 05:27 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

" سامسونغ" فجوة هواتف جالاكسي نوت 4 ليست بعيب تصنيع

GMT 14:44 2016 الجمعة ,05 شباط / فبراير

هاتف "LG G5" الذكي قادم يوم 21 شباط الحالي

GMT 09:04 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

مؤمن نور يشارك في 4 أعمال في دراما رمضان المقبل

GMT 23:15 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

جوني المصري يدشن ألبومه "مترو" بعد العيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates