في ضيافة مصّاص دماء

في ضيافة مصّاص دماء

في ضيافة مصّاص دماء

 صوت الإمارات -

في ضيافة مصّاص دماء

بقلم - إنعام كجه جي

بين الناس من يجد متعتَه في الخوف. هل أنت مستعدّ لأن تدفع 20 دولاراً مقابل نصف ساعة من الرعب؟ هذا ما يقترحه عليك «فندق دراكولا» الجديد في باريس. تدخل ويعطونك عوينات بعدسات مُجسمّة ثلاثية الأبعاد. تتجوّل في صالات مساحتها 600 متر مربع وقلبك يضرب مثل طبل. كلما تقدّمت خطوة زادت الجرعة. طعنات ودماء ومسوخ وجثث وسحرة وصرخات مفاجئة وأرض تخسف بك دون سابق إنذار.

وهناك طبعاً السيد دراكولا، مصّاص الدماء الشهير الذي سحرت أسطورته المؤلفين ومنتجي السينما على مدى العصور. ينشب أنيابه في عنق ضحيته ولا يتركها إلا بعد أن يشفط الدم من جسدها. يشعر الزائر بالناب في رقبته!

لم يكن دراكولا سوى شخصية روائية من القرن التاسع عشر، لمعت في رأس الكاتب الآيرلندي برام ستوكر، استوحى ملامحها من الكونت الروماني الجلف فلاد الثالث. كان يُلقّب بالمخوزِق، بكسر الزاي. الخازوق عقابه الموحّد لمن يقع بين يديه من الأعداء.

ولد ستوكر عليلاً يرقد في السرير حتى سن الثالثة عشرة. تروي له والدته حكايات تاريخية وأساطير دينية لكي تخفف عنه. وفي تلك الفترة اجتاح داء الكوليرا مناطق شمال آيرلندا ومات الكثير من المحيطين بالطفل المريض. بدأ يقرأ كتب الأشباح وتحضير الأرواح ويكتب حكايات مروّعة.

والخوف أنواع ودرجات تتغير حسب الزمان والمكان. يتعلم الطفل من أمه أن يخاف الله. يكبر ويبدأ يخشى أباه، ومعلّم المدرسة وطبيب الأسنان والكلاب الضالة. ينضج وتتعمق المخاوف: ترقّب المجهول. فقدان شخص عزيز. رأي يودي به إلى التهلكة. طلقة تائهة. حرب تكمن عند المنعطف. مرض لا على البال ولا الخاطر. أذكر أننا، تلميذات المدرسة، كنا نخشى المرور على رصيف منزل مهجور في حي الكرادة في بغداد، قيل لنا إنه مسكون. مسكون بمن؟ بأشباح تتجوّل في الحجرات وأرواح موتى. ذاك كان أقصى خوف في الطفولة، قبل أن يجتاح البلد أشباح فضائيون يقبضون بالعملة الصعبة.

من يخاف دراكولا اليوم؟ يقف العالم على حافة حرب عالمية وهؤلاء الفرنسيون المعطّرون بـ«شانيل 5» يتصوّرون أنهم يخيفون ضيوفهم به. تحررت رومانيا من سطوة الجدار الحديدي ووجد شطّارها في أسطورة دراكولا البيضة التي تبيض ذهباً. إنهم ينظمون منذ سنوات رحلات سياحية لزيارة قصره وقضاء ليالٍ من الرعب في حجراته.

ثم ظهرت في باريس أميرة رومانية زعمت أنها حفيدة دراكولا، وراحت تستقبل كاميرات التلفزيون وأصحاب برامج الإثارة وتتعاقد مع ناشر يكتب لها مذكراتها. زرتها في شقتها المتواضعة في شارع جان مرموز ورأيت على الجدار صورة لشجرة العائلة، تثبت أنها من سلالة الكونت فلاد الثالث، المخوزِق. شجرة مضروبة من النوع الذي يحصل عليه العراقيون من سوق مريدي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ضيافة مصّاص دماء في ضيافة مصّاص دماء



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates