بقلم - إنعام كجه جي
ماذا يصلح للصيف وليالي الصيف أكثر من قصص الغرام؟ وصاحبة القصة، هذه المرة، هي إيزابيل أدجاني. ممثلة جزائرية الأب فرنسية المولد والنشأة. لقبها بالعربية عجّاني. لكن الفرنسيين يضيفون الدال قبل الجيم لتُنطق صافية ومختلفة عن غنج الجيم الشامية أو شقاوة المصرية. ما الذي دهى النجمة الجميلة لتنزل من عليائها وتفضفض بأخبار غراميات سابقة تتلقفها المجلات؟
نعرف أن في حياة إيزابيل قصتي حب كبيرتين. كل منهما أثمرت طفلاً. الأولى مع المخرج الفرنسي برونو نويتن، والثانية مع الممثل البريطاني دانييل داي لويس. أخرج لها الحبيب الأول، أواخر الثمانينات، فيلماً جميلاً عن النحاتة كاميّ كلوديل. قطعت البحر لتحضر العرض الأول للفيلم في لندن، فتعرفت على الحبيب الثاني. أغرمت به، ومن أجله هجرت السينما 5 سنوات. إنها الفترة التي رفضت فيها أدواراً مهمة في أفلام مثل «سيرانو» و«درس البيانو» و«غريزة أساسية» و«ديك تريسي». عادت إلى الأضواء بعد أن أغراها المخرج باتريس شيرو بشخصية «الملكة مارغو». لعلها أهم أدوارها.
بقيت لسنوات النجمة الفرنسية الأكثر سطوعاً. متسامية في برجها الحريري. وها هي تشقّ شرنقتها وتكشف أسرار قلبها بدون حرج. ألأنها بلغت السابعة والستين وتخشى فقدان الوهج؟ سألتها محررة مجلة «غالا»، في الربيع الماضي، عن تلك العلاقة العاطفية التي شغلتها عن الشاشة. أجابت: «حين يومئ لك الحب قم واتبعه، حتى لو كانت طريقه وعرة ومنحدرة. استسلم له عندما يعانقك بجناحيه، حتى لو جرحك بالسيف المخبأ تحت ريشه».
هل قبضت بالحب ثمن سنوات الغياب؟ تقول إن ابتعادها لم يسلبها شهرتها. كان من الممكن أن تبكي وتندب حظها، لكنها تضحك، ولا تعرف رداً شافياً على السؤال. هام بها كثيرون ومنحت بعضهم ريقاً طيباً ولم تروِ غليلهم. منهم النجم الأميركي وارن بيتي. أرادها شريكة لحياته ورفضته. تلقي الخبر القنبلة من دون مبالاة. كأنها تتحدث عن ساعي بريد الحي. تعرفت عليه حين سافرت إلى أميركا لتشترك معه ومع داستن هوفمان في فيلم «عشتار». يومذاك كان «الحليوة» وارن يلقب بصاحب الثلاثة آلاف قصة حب. بينهن نجمات من وزن ديان كيتون وناتالي وود وجين فوندا وشير وديانا روس وآنيت بيننغ. ثم وقعت عيناه الناعستان على عيني أدجاني «وداخ الدوختين». كان هو من اختارها للوقوف أمامه، بعدما شاهدها في فيلم «الصيف القاتل». أفهمها أنه سئم عيشة الحرية، وقرر أن «يضبضب» نفسه ويستقر. دعاها للإقامة معه في منزله الفخم في «مالهولاند درايف». أحب بساطتها واستخفافها بنجوميتها، وأحبّت نزق الطفل فيه. لكنها سرعان ما شعرت بالملل من سهرات نجوم هوليوود. يدعو وارن بيتي شون بن ومادونا وأسماء طنانة رنانة للعشاء على مائدته، وتلزم إيزابيل غرفتها، تقرأ كتاباً. تقول اليوم إنه كان يمنح أدواراً للممثلات اللواتي ينجذب إليهن. والهدف أن يحرمهن من التمثيل مع غيره. منعها من الوقوف أمام مايكل دوغلاس في فيلم «جاذبية قاتلة»، وطلبها للتمثيل معه في «ديك تريسي». أرادها أسيرته، فثار الدم الجزائري في عروقها، وقالت: «كلا»!
أوشكت الممثلة الفرنسية أن تختنق في لوس أنجليس. قطعت العلاقة وعادت إلى باريس. اقتحم دانييل داي لويس حياتها، وأنساها كل من سواه. وشتان ما بين وارن بيتي وصاحب «قدمي اليسرى». اغتنت ثقافياً وفكرياً وصارت صاحبة مواقف سياسية وإنسانية. تغيب مثل شمس الشتاء، ثم تسطع فجأة من وراء غيمة. إن الشاشات الفرنسية تعرض لها حالياً فيلمين جديدين. في الفيلمين تؤدي دورها في الحياة؛ ممثلة سينما.