رسالة إلى بعض ولاة الأمر

رسالة إلى بعض ولاة الأمر

رسالة إلى بعض ولاة الأمر

 صوت الإمارات -

رسالة إلى بعض ولاة الأمر

مشعل السديري
بقلم - مشعل السديري

أعلنت الألكسو أن عدد الأميين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما يبلغ نحو 67 مليونا، منهم نحو 60 في المائة من (النساء) الأميات، وذكرت أن أكثر من 6 ملايين طفل عربي ممن هم في سن الدراسة غير ملتحقين بالتعليم في الدول العربية، وهذا يشكل واحدا من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في بعض الدول العربية.

لا أكذب عليكم أنني فجعت عندما قرأت هذه الإحصائية لأول وهلة، وزادت فجيعتي أكثر عندما عرفت أنها صادرة من الألكسو وهي التي ينطبق عليها ما جاء في قصيدة الشاعر:

إذا قالت خذام فصدقوها... فإن الصدق ما قالت خذامى.

والآن يحق لي أن أسأل ولاة الأمر في بعض البلاد العربية، التي اعتمدت فيها المنظمة على هذه الإحصائية الكارثية: ألا ترون في ملايين الأطفال المحرومين من الالتحاق بالمدارس شناعة وفظاعة؟! اقرأوا على الأقل شيئا من التاريخ وتمعنوا به:

فمن أحسن وأجمل ما سمعت وقرأت في ذلك قول أبي زيد البلخي في رسالة قديمة كتبها وقد عبر بأنه معلم فقال فيها: وليس يستغني أحد عن التعليم/ والتعلّم، لأن الحاجة تضطر إليهما في جميع الديانات والصناعات والآداب والأنساب والمذاهب والمكاسب فما يستغني كاتب ولا حاسب ولا صانع ولا بائع ولا أحد في كل مذهب ولا مكسب أن يتعلم صناعة ممن هو أعلم منه، ويعلمها من هو أجهل منه وقوام الخلق بالتعلم والتعليم، فالمعلم أفضل من المتعلم، لأن صفة المعلّم دالة على التمام والإفادة، والمتعلم صفة دالة على النقصان والاستفادة، وحسبك جهلاً من رجل يعمد إلى فعل قد وصف به الخالق نفسه عندما قال الله تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلها).

قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: لا خير فيمن كان في أمتي ليس بعالم ولا متعلّم.

وقيل للإسكندر: إنك تعظم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك، فرد عليه: لأن أبي سبب حياتي الفانية ومعلمي هو سبب حياتي الباقية.

وقيل كذلك: بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال: وسمع الحسن رجلاً يقول: التعلّم في الصغر كالنقش في الحجر، فقال الكبير أوفر عقلاً منه لكنه أشغل قلباً.

وقيل: من لم يتعلّم في الصغر هان في حال الكبر، وقال الشاعر:

هل الحفظ إلا للصبي فذو النهى... يمارس أشغالاً تشرد بالذكر

والآن هل تريدون يا ولاة الأمر مزيداً من (اللـقـلقة) – جمع قال وقيل - وإلَّا هذا ما يكفي؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى بعض ولاة الأمر رسالة إلى بعض ولاة الأمر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates