بايدن  نتنياهو خلاف إلى أين

بايدن - نتنياهو.. خلاف إلى أين؟

بايدن - نتنياهو.. خلاف إلى أين؟

 صوت الإمارات -

بايدن  نتنياهو خلاف إلى أين

بقلم:إميل أمين

هل العلاقات الأميركية – الإسرائيلية مرشحة لمزيدٍ من التدهور في قادم، من جرّاء مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة؟

المؤكد أن الكيمياء بين الرجلين لم تكنْ على أحسن حال منذ بدايات بايدن لإدارته، حيث احتاج الأمر لوقت طويل قبل أن يجري بينهما أول اتّصال هاتفي، ومدّة زمنيّة أطول حتى سنحت فرصةٌ للقاء بينهما.

على أنّ مواقف الرئيس بايدن بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، تغيّرت مرّة واحدة؛ فقد بدا سَيّدُ البيت الأبيض داعمًا لإسرائيل بشكل غير مسبوق، وقام بزيارة ربّما هي الأولى من نوعها لرئيس أميركي حال زمانِ الحرب، بل وشارك في اجتماعات مجلس الحرب، وجاهَرَ وفاخَرَ بأنّه ليس شرطًا أن يكون المرءُ يهوديًّا ليضحي صهيونيًّا، وطفق يُحَدِّث بالقول إنّه إن لم تكنْ إسرائيل حاضرة، فقد كان لا بدَّ من اختراعها.

لم تتوان واشنطن – بايدن عن إمداد تل أبيب بما تحتاج، وربّما ما لا تحتاج إليه قوّات جيش الاحتلال من أسلحة وذخيرة للثأر من ميليشيا حماس التي تعتبرها واشنطن إرهابيّة، وتم استخدام الفيتو الأميركيّ رفضًا لمشروعاتٍ تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة.

مضى الحالُ على هذا النحو طوال شهرَيْ أكتوبر ونوفمبر، لكن مع نهايات ديسمبر، وبالتحديد في الثالث والعشرين منه، كان بايدن يُعَلِّق الهاتفَ في مكالمته الأخيرة مع نتنياهو ومختتمًا حديثَه بقوله: "المكالمة انتهت".

وبالعودة إلى جولة وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل والشرق الأوسط، يَتَّضح لنا أنَّ سحابةً سوداء من الإحباط قد تجمَّعتْ فوق البيت الأبيض، من جرَّاء العناد الإسرائيلي، ما أدَّى إلى مزيدٍ من الإحباط ونفاد الصبر الأميركيَّيْن.

قبل نحو شهرين، لم يكنْ ليصدر من أيّ مسؤول في البيت الأبيض تصريحٌ يحمل أيَّ نوع من أنواع اللوم أو الإدانة للجانب الإسرائيليّ، غير أنَّ واقع الحال اليوم يبدو لافتًا للنظر إلى أبعد حدٍّ ومدٍّ.

على سبيل المثال لا الحصر، تكلَّمَ جون كيربي، مسؤولُ الاتّصالات الاستراتيجيّ في مجلس الأمن القوميّ التابع للبيت الأبيض بالقول: "إسرائيل لا تريد الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب، حيث العمليات الذكيّة وتخفيض وتيرة القتال".

هل هذه هي الأزمة الوحيدة بين إدارة بايدن وبين حكومة نتنياهو؟

ربما تكون هذه هي العقدة الأكثر صعوبة؛ فقد كان من المُتوقَّع أن تتوَقَّفَ إسرائيل عن مهاجمة قطاع غزَّة عبر الأسلحة الغبيّة أي غير الموجَّهة، والتي سنعود إلى الحديث عنها لاحقًا، وكان من المفترض أن تضحيَ الجولة القادمة من المواجهة، جولة عمليّات عسكريّة انتقائيَّة تستهدف قيادات حماس.

إلا أنّ الحال لا يزال على ما هو عليه بالنسبة للقصف العشوائيّ الغبيّ لمدن قطاع غزَّة، مع انطلاق مسار الاغتيالات، ما يفتح الشهيّةَ لمزيد من الصدامات وليس التهدئة، وهو غالبًا الأمر الذي لا ترغب فيه واشنطن.

ضرب نتنياهو عرض الحائط كذلك بالطلب الأميركي الخاصّ بتحويل أموال الضرائب الفلسطينيّة إلى السلطة الوطنيّة، ومن قبلُ صَرَّح نتنياهو بأنّه لا فرق بين فتحستان وحماسستان، واعتبر أن الأولى تريد القضاء على إسرائيل بالبطيء والثانية بأسرع وقت. وأكثر من ذلك فقد رفض رفضًا باتًّا فكرة مشاركة السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة بعد إصلاحاتٍ كُبرى تجري عليها، وتغيير الوزارة الحاليّة، في حكم غزّة بعد نهاية الحرب، الأمر الذي دعا بلينكن لأن يوجِّهَ بدوره، حديثًا قاسيًا لنتنياهو: "خطَّتُكَ لغزَّة بعد الحرب أضغاث أحلام".

هناك نقاط جديدة تؤكِّد الموقف الإسرائيليّ تجاه معبر رفح؛ فقد اتَّهَمَ مسؤولون أميركيُّون في تصريحات لموقع "إكسيوس"، نتنياهو بأنّه السبب الرئيس في عدم دخول المساعدات الإنسانيّة إلى غزَّة، الأمر الذي يوضِّح كذب الادّعاءات التي تكلَّمُوا بها في محكمة العدل الدوليّة عن دور مصر في تعطيل هذه المساعدات.
هل المواقف الإسرائيليّة تؤذي الرئيس بايدن بنوع خاصّ؟

مؤكَّد أنّ ذلك كذلك، لا سِيَّما في عام الانتخابات الرئاسيّة بنوع خاصٍّ، وعلى صعيد استراتيجيّة الأمن القوميّ الأميركيّ بنوع عام... كيف ذلك؟

يمكن البدء من عند مشهد محكمة العدل الدوليّة، حيث نار الاتّهامات لا بدّ وأن تمسك بتلابيب واشنطن ولو بصورة غير مباشرة؛ إذ إنّه من المقطوع به أن يأتي الحديث عمَّن يقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة التي ترتكب بها جرائمَها، وهو أمرٌ لا يصُبُّ في صالح سمعة واشنطن المصابة بالفعل بالازدواجيّة منذ زمان وزمانَيْن.

أمر آخر موصول بالرهائن الأميركيّين لدى حماس، وهولاء كلمّا طال أمدُ احتجازهم، تجري المقاربات بين ضعف إدارة بايدن، والضعف الذي اعترى إدارة الرئيس جيمي كارتر عام 1980 حين احتجز الإيرانيّون أعضاء السفارة الأميركيّة في طهران، والمقاربات تذكّر بضياع فرصة كارتر الرئاسيّة الثانية، ونجاح منافسه الجمهوري رونالد ريغان.

هل من ثغرة مثيرة أخرى يمكن أن تتسَبَّبَ فيها حكومة حرب نتنياهو في أزمة كبيرة لبايدن على الصعيد الداخليّ؟

غالب الظنِّ أن هناك قصّةً مثيرة تتعلَّق بالمخازن السرّية للأسلحة الأميركيّة الموجودة تحت الأرض في إسرائيل، وتبلغ ستة مخازن عملاقة كانت مُعَدّة ولا تزال منذ سبعينيات القرن الماضي، تحسُّبًا لقيام حرب عالميّة مع حلف وارسو.

هذه المخازن تنظّمها اتفاقيّة موقَّعة بين واشنطن وتل أبيب، ولا يمكن لإسرائيل فتحُها أو الاستعانة بما فيها من أسلحة تقليديّة بوفرة، إلا بعد أن يأذن الكونغرس بذلك، ومن خلال رسميّة مشفَّرة لسفير أميركا في تلّ أبيب، والذي يقوم بفكّها ثم تسليم الإذن المباشر لرئيس وزراء إسرائيل للاستعانة بالأسلحة الأميركيّة في حدود معيَّنة.

هل فتحت حكومة نتنياهو هذه المخازن من وراء الإدارة الأميركية الحالية؟

هناك أحاديث تروَّج في واشنطن مؤخّرًا تقول إنّ هناك شكوكًا واسعة في واشنطن لدى العسكريّين حول وصول الجانب الإسرائيليّ إلى المخازن بدون علم أو إذن بايدن، وهذه بدورها إشكاليّة يمكن أن تمثّل كعب أخيل في حملته، ولن يوفر الجمهوريّون البكاء على حائطها.

عطفًا على ذلك، فإنّ هناك مخاوف عميقة لدى المجمع الصناعي العسكري الأميركي من حدوث حروب كبرى تجد واشنطن نفسها في مواجهتها وهي خلو من رصيد معتبَر من الأسلحة والذخائر، فقد كادت أن تفرغ بعد ما تمّ إرساله لأوكرانيا ولإسرائيل، والتعويل الآن يتم على المخازن السرّيّة، فكيف يكون الحال لو تمّ نقص مستوياتها.

وعلى جانب يبدو الحديث فيه خجولاً، تكاد حكومةُ نتنياهو أن تتسَبَّبَ في أزمة عميقة مع مصر، عبر اللعب المسلَّح إن جاز التعبير في منطقة محور صلاح الدين أو فلادلفيا.

آخر ما تحتاجه واشنطن – بايدن، صراع مسلح إقليميّ شرق أوسطيّ، يوحل أميركا في المنطقة، فيما تحرز بكين وموسكو نقاطًا إيجابيّةً وتحتلّ مربَّعات نفوذ تملأها واشنطن.

السؤال: هل سيُفَعِّل بايدن أوراقَ القوّة الأميركيّة في مواجهة تل أبيب، أم سيستمر العنادُ ومعه تبقى احتمالات الحرب الإقليمية قائمةً وقادمة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن  نتنياهو خلاف إلى أين بايدن  نتنياهو خلاف إلى أين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates