الانتخابات الروسية  مَن ينافس القيصر

الانتخابات الروسية .. مَن ينافس القيصر؟

الانتخابات الروسية .. مَن ينافس القيصر؟

 صوت الإمارات -

الانتخابات الروسية  مَن ينافس القيصر

بقلم - إميل أمين

على بُعد شهرَيْن تقريبًا، وفي السابع عشر من مارس/آذار سوف تنطلق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة الروسيّة، والتي تتيح للفائز البقاء في السلطة لمدّة ستّ سنوات، وفي حالة عدم وجود فائز في الجولة الأولى، تنعقد الجولة الثانية بعد 21 يومًا، أي في أبريل/نيسان.

ما من حاجة للتساؤل عمّا إذا كان القيصر بوتين سوف يخوض السباق من جديد نحو الكرملين، سيّما أنّ هذه الانتخابات الرئاسية هي الأولى بعد الاستفتاء على تعديل الدستور الروسيّ، والذي يسمح لبوتين أن يخوض إذا رغب سباقَيْن انتخابيَّيْن، أي أنّه لديه الفرصة للبقاء سيّدًا للكرملين حتى العام 2036.

هل ما يجري على هامش العمليّة الانتخابيّة هو مجرّد نوع من أنواع البروباغندا، لا سيّما وصول عدد المرشّحين لخوض السباق إلى 29 مرشَّحًا، والعهدة هنا على رئيسة لجنة الانتخابات المركزيّة الروسيّة "إيلا بامفيلوفا"؟

بموجب القانون الروسيّ بشأن الانتخابات الرئاسيّة، فإنه يتعيّن على المرشَّحين الذين يرشّحون أنفسَهم الحصول على دعم مجموعة من الناخبين، وإبلاغ لجنة الانتخابات المركزيّة وتقديم الأوراق إلى اللجنة بحلول 27 ديسمبر المنصرم.

الحديث عن دعم مجموعة الناخبين يقودنا إلى ما صَرَّحَ به المتحدّث الصحفيّ باسم الرئاسة الروسيّة ديمتري بيسكوف، والذي أشار إلى أنّه تمّ جمع أكثر من 2.5 مليون توقيع لدعم إعادة انتخاب الرئيس بوتين في انتخابات الرئاسة القادمة.

يمكن القطع أنّ فرص بوتين في الانتخابات القادمة شبه مؤكّدة، لا سيّما بعد أن استطاع وبهدوء شديد تخليص روسيا من "فتنة بريغوجين"، بطريق أو بآخر، إذ انتهت الزوبعة التي أثارها مؤسِّس جماعة "فاغنر" الميليشياويّة المسلَّحة، بعد سقوطه في حادث طائرة.

بدا لاحقًا أنَّ جماعة السلوفيكي الروسيّة، أي قيادات الدولة، من حول بوتين لا يعارضون ولا يمانعون من بقائه رئيسًا، طالما لم تهتزّ أوضاع الأمن القوميّ الروسيّ، ولم يتعرَّض الشعبُ الروسيّ لأزمات حقيقيّة تهدِّد حاضرَه ومستقبلَه.

أسئلة عديدة تتقاطع مع الانتخابات الرئاسيَّة عامة، وترشّح بوتين للرئاسة من جديد ثانيةً، في مقدّمها: هل يثق الروس بهذه الانتخابات بشكل عامّ، ثم وربّما هذا هو الأهمّ: هل يدعون بوتين بالفعل ويرون حتميّة تاريخيّة لبقائه في السلطة على هذا النحو؟
وفق استطلاع أجراه المركز الروسيّ للرأي العامّ، فإنّ 61% من المشاركين يثقون بنتائج الانتخابات في روسيا. وتبعًا لخلاصة المركز تُظهِر استطلاعاتُ الرأي العامّ أنّ مستوى الثقة بنتائج الانتخابات في البلاد ارتفع خلال السنوات الثلاث الماضية بمقدار 1.3 مرات.
قبل الانتخابات الرئاسيّة القادمة سرت شائعاتٌ بأن هناك قوى خارجية معادية لروسيا وبالتحديد لبوتين، تنوي القيام بتدخّلات عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعيّ، وربّما من خلال هجمات القراصنة الإلكترونيّين، في محاولة لتغيير مسارات العملية الانتخابيّة، وللتأثير على فرص بوتين في الفوز.

هذا الحديث جرى الردُّ عليه من قِبَل رئيس لجنة صون سيادة الدولة بمجلس الاتحاد الروسيّ "أندريه كليموف"، والذي أكّد على أنّ النظام الانتخابيّ الروسيّ محميٌّ بشكل موثوق، ومشيرًا إلى أنّه تمّ القيام بكلّ ما هو ضروريّ مع مراعاة التحدّيات الجديدة.
لفت كليموف الانتباه إلى حقيقة أنّ الوعي القانونيّ لدى المواكين الروس زاد أيضًا مشيرًا إلى أنه "مع ذلك يحاول منتقدونا، أو بالأحرى أعداؤنا، استغلال هذه الفترة لخلق ارتباك في الفضاء المعلوماتيّ، ومحاولة زعزعة الإيمان بالأشخاص الموجودين، وإيمان الاشخاص الذين هم ناخبونا".

هل يعني ذلك أنّ هناك قوى خارجيّة سوف تحاول التأثير على مجريات العملية الانتخابية الرئاسية؟

الحديث هنا يحتمل الصحة بصورةٍ ما من صور العداءات القائمة بين روسيا - بوتين، وبين الناتو بشِقّيْه الأوروبيّ والأطلسي، وليس سرًّا القول إنّ هناك رغبة عارمة في إزاحة بوتين من المشهد الروسي خاصّةً والعالمي عامةً، لا سيّما بعد العمليّة العسكريّة التي تقترب من عامَيْن في أوكرانيا.

في هذا السياق، يعمل الكرملين جاهدًا على إخراج واحدة من الانتخابات التي يفوز فيها بوتين بنسبة إقبال قياسيّة، وكأن الاقتراع له يحمل رسالة للدوائر الغربية التي اتّهمتْه ولا تزال بالديكتاتورية والشمولية، وبعبارة أكثر وضوحًا، فإن الكرملين قد يسمح لخصوم بوتين بما يصل إلى 20% من الأصوات ما يخرج انتخابات ديمقراطيّة في أعين العالم المراقب والمترقِّب لفرصة يكيل فيها الاتّهامات لبوتين وحزبه.

يحاول الكرملين في واقع الأمر تأطير التصويت المقبل باعتباره حدثًا وطنيًّا كبيرًا، حيث ترافقه معارض ومسابقات ومؤتمرات ضخمة، غير أنّ هناك من خارج روسيا من يرفع صوته في معارضة واضحة وقويّة لبوتين، هذه النظرة يتساءل المراقبون هل سيكون لها أثرٌ ما على سير العملية الانتخابية أو على فوز بوتين المتوقّع بل شبه المحتوم؟

المؤكَّد أنّ المعركة الانتخابيّة الروسيّة المقبلة لن تكون سهلة بحال من الأحوال، فهناك معارضة خارجية سوف تعمل جاهدة بمساعدة من الدوائر الغربيّة للترويج بأنّ أغلبيّة المواطنين يعبّرون عن استيائهم على نحو متزايد من السياسات الداخلية والخارجية التي يديرها الكرملين، وبأن هذه المشاعر تفاقمت بفعل الحرب المستمرّة ضدّ أوكرانيا.

لكن على الجانب الآخر، يظهر القوميّون الروس والسلافيّون المعضدين لبوتين توجّهًا آخر؛ ذلك أنهم يعتبرونه الرجل الذي استطاع أن يُبطلَ كافّة فخاخ الناتو ويخفق ميكانيزمات الإمبريالية الغربية التي سعت ولا تزال لهدم الإمبراطوريّة الروسية.

يرى الملايين من الروس أن بلادهم تتعرض لهجمة غربيّة شرسة، وأن خداعًا كبيرًا قد جرى لها حين سمحت شعوبهم بهدم الاتّحاد السوفيتي، والآن هناك من يحاول إعادة المشهد من جديد.

والشاهد أنه وبعيدًا عما يقوله بويتن، تبدو هناك نسبة مئوية غالبة من الروس، يقطعون بأن واشنطن وبروكسيل يخطّطان صباح مساء كلّ يوم لاستخدام اوكرانيا كمخلب قط من أجل أضعاف وضعضعة روسيا.

يُحسَب لبوتين في كل الأحوال أنه ورغم كل العقوبات الاقتصادية التي فُرِضت عليه من جانب الأميركيّين تارة ومن ناحية الأوروبيّين تارة أخرى، فإن بلاده باتت تمثّل الاقتصاد الخامس في العالم، ولم تتفكّكْ روسيا، أو تعوزها السلع الاستراتيجية، بل إنه من نافلة القول إنّ ما باتت روسيا تنتجه من أسلحة في عام، يعادل وربما يتجاوز كافة ما تنتجه الدول الأوربية في الوقت نفسه.
يستشعر الروس لحظات من الكرامة الوطنية، ولهذا يعمدون للتصويت لبوتين، وبنسب تبدو مرتفعة عن الانتخابات السابقة كما تُبَيِّن استطلاعات الرأي الأخيرة.

مع أوائل يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن فلاديمير ماشكوف، المسؤول في الحملة الانتخابيّة لبوتين أنّ حَمْلته تلقَّتْ أكثر من 12 ألف مُقترَح ورغبة من المواطنين الروس، ما يعني أن هناك تجاوبًا عميقًا بين المواطنين الروس، وبين شخص المرشَّح بوتين.
الخلاصة .. يصعب أن يوجد اليوم بين الروس من هو قادر على منافسة القيصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الروسية  مَن ينافس القيصر الانتخابات الروسية  مَن ينافس القيصر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates