المناظرة الثانية هل تحسم رئاسة أميركا

المناظرة الثانية... هل تحسم رئاسة أميركا؟

المناظرة الثانية... هل تحسم رئاسة أميركا؟

 صوت الإمارات -

المناظرة الثانية هل تحسم رئاسة أميركا

بقلم:إميل أمين

 

تزداد سخونة الرؤوس بين المرشح المؤكد جداً دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري، والمرشحة المرجحة بدورها كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي. وتبدو الحاجة إلى لحظة مواجهة أو مجابهة بينهما حتمية، فهل يسعيان بالفعل للوصول إليها، أم التهرب منها؟

الاتفاق السابق بين ترمب وبايدن كان ينص على إجراء مناظرة انتخابية ثانية في 10 سبتمبر (أيلول) على قناة «ABC»، غير أن الأول بعد انسحاب الثاني يرى أن الاتفاق أضحى مُلغى، وبات يفضل عليه مناظرة في 4 سبتمبر على قناة «فوكس» ذات التوجهات اليمينية.

حملة هاريس ترى أن الأمر بمثابة تهرُّب من المواجهة، والركض بعيداً خوفاً من ملاقاتها، بينما ترمب يدفع بأن هناك قضايا عالقة بينه وبين المحطة التي يفضلها الديمقراطيون، ما يجعلها طرفاً غير نزيه، وأقرب إلى الخصم منها إلى الحكم المحايد.

هل تعد هذه المناظرة مهمة بالفعل للمرشحَين على حد سواء؟ وهل نتيجتها يمكن أن تغير كثيراً من الأوضاع على الأرض؟

تكتسب الحملة الانتخابية الأميركية ملامح متسارعة جداً في الفترة الأخيرة؛ بل وباتت تشهد تلاسناً واضحاً بين المرشحَين، وضربات تحت الحزام لا توفر استدعاء مشاهد العِرق والدين، ناهيك عن فتح كافة الملفات السياسية القديمة، بما تحمله من أوزار.

صحيفة ترمب الشخصية منشورة في كل موقع وموضع، بينما هاريس تتوقع مفاجآت بشأن تاريخها، ونقاط ضعفها، وهو ما لن يقصر الجمهوريون في البحث عنه، ولو كان إبرة في كومة قش.

تبدو أهمية المناظرة كبيرة بالفعل؛ لا سيما أن في الخلفية الذهنية صورة سلبية لبايدن منذ اللقاء الذي كبده فرصته الثانية، أو هكذا قيل رسمياً، وعليه فالجميع ناظر لهاريس الأصغر بعقدين من الزمن عن ترمب سنِّياً، والتي تدرجت في كثير من المناصب السياسية، بخلاف «سيد الصفقات».

لكن من جانب آخر، يبدو ترمب رجلاً كاريزماتياً، بكل ما تحمله شخصيته مما يراه البعض متناقضات، عطفاً على النظر إليه كصمام أمان من قبل ملايين الأميركيين الذين يدركون عمق حالة السيولة الجيوستراتيجية العالمية، والمخاوف المحلقة فوق رأس الولايات المتحدة، وكيف أنه قادر على أن يحافظ على مكتسبات الماضي، وصون معالم المستقبل من ناحية أخرى.

يتطلع الأميركيون في المناظرة، ربما، إلى ما هو أهم، أي إلى مقارنة رؤية كل من المرشحَين لأميركا، في الداخل والخارج، أي البرنامج السياسي للرئاسة القادمة، وفي هذه الحال من الواضح أن قضايا بعينها ستكون محل جدل طويل، منها السؤال عن الديمقراطية وما إذا كانت أميركا تعزز مسيرتها على الدرب الذي سارت عليه منذ أكثر من 240 سنة، أم ستنتكس وترتد إلى أميركا شمولية ديكتاتورية، بينما سؤال الاقتصاد يبقى دوماً الأهم.

أسئلة التعايش المجتمعي وقبول الآخر؛ لا سيما في ظل المد اليميني العنصري، النازي مرة، والفاشي مرة تالية، وصراع الأعراق الآخذ في التصاعد، الأمر الذي ينفي فكرة «أميركا بوتقة الانصهار» التي عرفتها الجمهورية بدورها.

إحدى أهم علامات الاستفهام التي ينتظر الملايين التأكد منها موصولة بحدود أميركا، لا الجغرافيا فقط، وهل ستغلق أبوابها أمام حركة الهجرة التي ضخت في شرايينها وأوردتها دماء متجددة على مدى تاريخها؛ بل الإنسانية والسياسية على مستوى العالم، وهل ستفضل حالة الانعزالية والتركيز على شؤون وشجون الداخل، والقطع بأنها ليست شرطي العالم أو دركه، أم ستظل «الأول بين متساويين أو متقدمين»، تُقْدم ولا تحجم، لتظل رمانة الميزان على مستوى الكوكب المتألم؟

هنا وفي هذا الإطار، يبدو ترمب واضحاً ببرامجه، تلك التي يمكن تلخيصها في عبارات عدة؛ لكن بمعنى واحد: «جعل أميركا عظيمة»، أو «جعلها غنية»، ناهيك عن الشعار الموازي: «اجعلوا أميركا تصلي»؛ حيث العزف على الأوتار العقدية يكتسي زخماً غير اعتيادي، في دولة دستورها يفصل بين الدين والممارسات السياسية.

هنا لا تبدو هاريس واضحة المعالم، ولا برامج جاهزة لديها، وهذا من بين التكاليف الغالية للصراعات التي جرت في داخل الحزب، قبل أن تتم إزاحة بايدن، أو طرده من موقعه، على حد تعبير ترمب.

نعم؛ تكتسب حملة هاريس زخماً كبيراً مؤخراً؛ لكن لا أحد يقطع بالمدى الزمني الذي سيستمر فيه هذا الزخم في التقدم، وخصوصاً في ظل ضيق الوقت لترويجها برنامجاً رئاسياً موثوقاً من قبل الجماهير.

«مناظرة ثانية» أمر مهم للغاية، لحسم لا أصغر المقاطعات المتأرجحة ولا الولايات المترددة فقط، فهل ستحسم المناظرة رئاسة أميركا القادمة؟ لكن ماذا لو لم تحدث؟ دعونا ننتظر كي نرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناظرة الثانية هل تحسم رئاسة أميركا المناظرة الثانية هل تحسم رئاسة أميركا



GMT 03:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

البطء في القراءة

GMT 03:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة الشرع... وكؤوس السم

GMT 03:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

من يحمي الأرشيف السوري... ولماذا؟!

GMT 03:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

سوريا بين سهام باشان وسهام التحديات

GMT 03:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

سقوط الأسد يستكمل حربَي غزة ولبنان

GMT 03:34 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

سوريا.. دولة منزوعة السلاح!

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الذى كان

GMT 03:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

قانون الإيجار كمان وكمان

إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

القاهرة - صوت الإمارات
شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة لعام 2024 حضوراً لافتاً لعدد من النجمات اللواتي اخترن اللون الأحمر الناري لإطلالاتهن على السجادة الحمراء.هذا اللون الجريء الذي يعكس القوة والجاذبية، كان العنصر المشترك بين العديد من هذه الإطلالات التي أثارت إعجاب الحضور ووسائل الإعلام. كانت الإعلامية الشهيرة ريا أبي راشد من بين أولئك الذين جذبوا الأنظار بإطلالتها الأنيقة. ارتدت فستاناً طويلاً باللون الأحمر الناري، تميز بتصميمه الواسع الذي أضاف لمسة من الفخامة على إطلالتها. كما اختارت ريا ترك خصلات شعرها منسدلة على الأكتاف، مما أضفى على مظهرها لمسة من البساطة والأنوثة. أما الفنانة هند صبري، فظهرت بفستان طويل مزود بفتحة ساق جريئة، وهو ما منحها إطلالة مميزة على السجادة الحمراء. صبري اختارت تصميم الأوف شولدر الذي يبرز جمال ا...المزيد

GMT 05:05 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بلقيس فتحي تفاجئ الجمهور بقرارها بشأن الزواج
 صوت الإمارات - بلقيس فتحي تفاجئ الجمهور بقرارها بشأن الزواج

GMT 12:08 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 17:57 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 15:49 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

صفاء مصطفى تكشف عن تشكيلة مُميزة لـ "إكسسوارات" شتاء 2019

GMT 16:47 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

بي ام دبليو تعمل على الجيل الجديد من "M3" بتمويهات كثيفة

GMT 11:54 2013 الجمعة ,05 تموز / يوليو

20 منحة للمتفوقين في كلية حمدان الإلكترونية

GMT 17:58 2012 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

زويل و"البرنامج" في ليلة رأس السنة على "cbc"

GMT 17:45 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة في الجامعة الاميركية عن القوى العالمية

GMT 12:39 2015 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

علامة "جيمي شو" تقدم حقيبة "كاندي باريس" الحصرية

GMT 13:41 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان يزور محمد بن ركاض

GMT 12:50 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

"البسيمة" مع الشيف أسامة السيد لحلو الإفطار

GMT 20:53 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 03:02 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

"قدم محمد صلاح اليمنى" تسيطر على صحف بريطانيا وأسبانيا

GMT 08:14 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

«غوغل» تطور «أندرويد Auto»

GMT 16:28 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تعلن عن دورات مياه جديدة ذات تقنية مميزة

GMT 13:30 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تونس في المرتبة 60 عالميًا في مجال الأداء الطاقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates