صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

 صوت الإمارات -

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

بقلم:إميل أمين

هل عالمنا المعاصر، بنسيجه المفكك الهش، في حاجة إلى عود ثقاب يقربه من الهاوية؟

يبدو أن هذا ما يسعى في طريقه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، من خلال تهديد روسيا في عقر دارها بصواريخ أميركية وبريطانية وفرنسية، دفعة واحدة.

منذ أشهر وزيلينسكي يلح على حلفائه في واشنطن وبروكسل، من أجل تزويد بلاده بصواريخ بعيدة المدى من نوعية «ستورم شادو» البريطانية، و«أتاكمز» الأميركية، و«سكالب» الفرنسية.

في الأسابيع الأخيرة، حيث تغطي ضوضاء الانتخابات الرئاسية على كل ما عداها من أنباء، قالت صحيفة «بوليتيكو» إن بايدن بصدد الموافقة على استخدام كييف الأسلحة الغربية بعيدة المدى ضد الأهداف الروسية، وإن البيت الأبيض يضع اللمسات الأخيرة على خطة رفع هذه القيود.

غير أن مؤتمراً صحافياً لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأخيرة لأوكرانيا، لم يظهر أن هناك توجهاً أميركياً حقيقياً لزخم كييف بتلك الصواريخ.

في الوقت نفسه توقع الجميع أن يخرج الرئيس بايدن على الإعلام الأميركي، نهار الجمعة الماضي، وبعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بتصريحات تفيد بإعطاء زيلينسكي الأمر بتحويل الداخل الروسي أهدافاً ينبغي مهاجمتها، وهو ما لم يحدث.

ما الذي يتطلع زيلينسكي لقصفه بالصواريخ بعيدة المدى في الداخل الروسي؟

من المؤكد أنه يسعى لمهاجمة مراكز القيادة والسيطرة العسكرية، ومستودعات الوقود والأسلحة الروسية، عطفاً على تجمعات القوات الروسية.

غير أن هناك إشكالية لوجستية تقابل أحلام زيلينسكي، وهي أن 90 في المائة من الطائرات الروسية التي تطلق القنابل الانزلاقية، والتي تعد واحدة من أكبر التهديدات لأوكرانيا، موجودة في مطارات روسية على بعد نحو 300 كم، في حين أن المدى المؤثر لهذه الصواريخ لا يزيد عن 250 كم.

لا تبدو إذن الصواريخ الثلاثية المتقدمة قادرة على إلحاق الأذى البالغ بالبنية الجوية الروسية، ويضاف إلى قصر مداها أن أعدادها في الترسانة الأميركية والأوروبية باتت منخفضة، ما يجعل المتوافر منها قليلاً وغير مؤثر. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن القلة المتبقية، وحال استخدامها، يمكنها أن تحلق أضراراً لوجستية وبشرية بالغة بعدد كبير من المدن الروسية الكبيرة لا محالة.

هنا التساؤل المثير والخطير: هل يمكن للقيصر أن يصمت، لا سيما وأن جماعة السيلوفيكي المحيطين به مأزومون من أثر عمليات كورسيك الأخيرة؟

«يمكن تحويل كييف إلى كتلة لهب منصهرة»، هكذا جاء جواب نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف قبل أيام، معبراً عن حدود الصبر الاستراتيجي الروسي التي تكاد أن تنفد.

هل يعني الرد الروسي بدايات طريق الفوضى العالمية، واستهلال مسيرة الهاوية النووية، تلك التي يمكن أن تبدأ من عند الأسلحة غير الاستراتيجية، وتصل نهاية الأمر إلى الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى، والجهنمية منها بنوع خاص، مثل «سارمات» المجنح ذي العشرة رؤوس، الذي يبدو كأحد فرسان نهاية العالم الأربعة؟

يبدو أن القيصر بوتين هو من رسم الطريق لهذا الدرب المر عالمياً، فقد عدَّ أن تنفيذ هذه المهام الجوية لهذه الأنظمة الصاروخية أمر يحتاج إلى خبراء عسكريين من دول الناتو، ودعماً من الأقمار الاصطناعية الأوروبية أو الأميركية، وهو ما لا يوجد لدى الأوكرانيين.

يعني حديث بوتين هنا أن المشاركة المباشرة لدول الناتو ستحول المشهد إلى حالة حرب مباشرة مع روسيا الاتحادية، وتفتح الأبواب للسيناريوهات النووية الكارثية التي لا يرغب فيها أحد.

لا ينفك زيلينسكي يؤجج نيران الغرب ضد موسكو، عبر الغزل على الأوتار المتناقضة، وقد استخدم المشهد الإيراني في تشابكاته مع روسيا مؤخراً لزخم الغضب ضد النظام الروسي.

يحاجج زيلينسكي بأن بوتين لم يحتج إلى طلب إذن من أحد لكي يستخدم صواريخ «فتح 360» الإيرانية، التي تلقت منها موسكو نحو 200 صاروخ باليستي قصير المدى مؤخراً، عطفاً على الطائرات المسيرة الإيرانية التي تهاجم الأوكرانيين بأيدٍ روسية.

لا يفوت زيلينسكي، أنه وبعيداً عن الرد النووي الروسي المحتمل، أن بايدن، وفي زمن الانتخابات الرئاسية، لا يمكنه أن يخاطر بحياة 9000 جندي أميركي في سوريا، و2500 في العراق، هؤلاء قد يصبحون بين عشية وضحاها أهدافاً يسيرة لوكلاء الحرب الإيرانيين، انتقاماً للأصدقاء الروس.

يصر بايدن مؤخراً على ارتداء قبعة ترمب الحمراء. فهل الرجل يحاول الانتقام من الذين أزاحوه من سباق الرئاسة؟ قد يسمح بايدن لزيلينسكي باستهداف روسيا خلال لقائه معه الجمعة المقبل في الأمم المتحدة، ليرسم سيناريو شمشونياً عالمياً قبل رحيله... دعونا ننتظر ونر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية



GMT 23:30 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟

GMT 23:29 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مطرقة ترمب على خريطة العالم

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

والآن أميركا تنقض الحجر العالمي الأول

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مستقبل الحرب في أوكرانيا

GMT 23:27 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

ضحايا لبنان والعدالة الانتقالية

GMT 23:26 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

« 50501 »

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:18 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

ريم الفيصل تفتتح معرض "إنجازات الملك سلمان"

GMT 07:38 2013 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام معرضي مكتبة الأسرة في اربد

GMT 21:06 2013 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السماح باستخدام الأجهزة اللوحية على الطائرات الأميركية

GMT 17:41 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي تسريحة شعرك لخريف 2017 من كارا ديليفين

GMT 00:12 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

شباب قسنطينة يكشف حقيقة تسريح لاعبيه

GMT 00:24 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

تعرَّفي على أهم نقاط اتيكيت الأكل في الحفلات

GMT 12:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‬ مورينيو يحذر برشلونة من خطورة محمد صلاح

GMT 08:59 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ولي عهد الفجيرة يعزي أسرة الشهيد صقر اليماحي

GMT 03:06 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق فعاليات الدورة 29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates