قامت الدنيا هناك

قامت الدنيا هناك

قامت الدنيا هناك

 صوت الإمارات -

قامت الدنيا هناك

بقلم: سليمان جودة

رغم جرائم أمريكا حول العالم إلا أنها لا تخلو من أشياء تمر أمامنا من وقت إلى آخر لتقول لنا لماذا أصبحت الولايات المتحدة دولة قوية؟

لا أقول إنها القوة الأولى فى العالم، ولا أقول إنها صاحبة الاقتصاد الأول على ظهر الكوكب، ولكن أقول دولة قوية وفقط.. ولا شك أن من بين هذه الأشياء ما يدور فى بلاد العم سام هذه الأيام من جدل كبير حول مرض لويد أوستن، وزير الدفاع.

وكانت البداية عندما دخل أوستن المستشفى قبل أسابيع قليلة، ثم غادرها ليواصل عمله فى البنتاجون كالمعتاد، ولم تكن القضية أنه أصيب بمرض استدعى نقله للعلاج.. فكل الناس يمرضون ويذهبون لتلقى العلاج.. ولكن القضية كانت فى أنه أخفى ذلك على الأمريكيين ولم يعلنه!.

وما كاد الخبر يتسرّب حتى قامت الدنيا هناك ولم تقعد حتى اللحظة، وقد وصل الأمر إلى حد أن الرجل على وشك الاستدعاء للكونجرس ليسأله عن السبب فى إخفاء نبأ دخول المستشفى، ومن بعدها سيتقرر مصيره فى البقاء أو الرحيل!.. ولم تتوقف الحكاية عند حدود الاستدعاء المرتقب للكونجرس باعتباره برلمان البلاد الذى يراقب أعمال الحكومة ويحاسبها حساب الملكين، ولكن الموضوع تجاوز ذلك إلى حد إطلاق مطالبات قوية بإقالته أو باستقالته على الأقل.

ولم يشأ الرئيس السابق دونالد ترامب أن يجعل فرصة كهذه تفوته؛ فأطلق دعوات إلى إقالة وزير الدفاع على الفور، ودون انتظار لتحقيق برلمانى أو غير برلمانى.. ولو كان ترامب فى البيت الأبيض لكان قد أطاح به فى الحال، لأن هذه هى شخصية الرئيس السابق التى نعرفها ونعرف ملامحها.

والقصة تستحق كل هذه الضجة طبعًا، لأن الوزير الذى ارتكب هذا الخطأ هو وزير الدفاع وليس أى وزير، ولأن صحة المسؤول الذى يشغل منصبًا عامًا ليست أمرًا شخصيًا يخصه بمفرده، وإنما هى تخص دافعى الضرائب الذين يدفعون له راتبه من جيوبهم.. وقد حدث كثيرًا أن قام مواطن أمريكى فى أكثر من مناسبة، فسأل الرئيس فى مسألة من المسائل بشجاعة ودون خوف، فلما استفسره الرئيس: مَنْ أنت؟ رد فقال: أنا دافع ضرائب!.

يكفيه أن يكون دافع ضرائب ليملك الحق فى محاسبة أى مسؤول، وعندها لا يستطيع المسؤول أن يرد السؤال، ولا أن يتهرب من المحاسبة.. وهذه واقعة وزير الدفاع أمامنا تقول هذا المعنى بأوضح لغة.. وهى تقول أيضًا أن الأمم القوية تنشأ على أساس مستقر، ولا تأتى قوتها أبدًا من فراغ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قامت الدنيا هناك قامت الدنيا هناك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates