فضل المحروسة

فضل المحروسة

فضل المحروسة

 صوت الإمارات -

فضل المحروسة

بقلم - سليمان جودة

إذا كان إيراد قناة السويس قد انخفض فى يناير ٢٠٢٤ بما يقترب من النصف، مقارنة بإيراد الشهر نفسه من السنة الماضية، فهذه قضية لا يد للحكومة فيها.

فالسبب هو هجمات جماعة الحوثى اليمنية على سفن الشحن فى جنوب البحر الأحمر، وقد أدت إلى أن تلجأ بعض السفن إلى الدوران حول إفريقيا، تجنبًا لخطر الهجمات التى بدأت فى ١٩ نوفمبر ولا تزال مستمرة.

وليس سرًا أن الدوران حول القارة السمراء يكاد يضرب تكلفة نقل السلع فى اثنين، وربما أكثر، فضلًا عن أنه يطيل الزمن الذى تستغرقه السفن ما بين أسبوع إلى أسبوعين.. وهكذا.. فالسفينة التى كانت تقطع المسافة من آسيا جنوبًا إلى أوربا شمالًا عبر قناة السويس فى عشرة أيام مثلًا، أصبح عليها أن تقطع المسافة نفسها فى عشرين يومًا على الأقل، وبكل ما سوف يرتبه ذلك من أشياء مضافة فى السعر وفى التأمين وفى غيرهما. ولا بد أن وضعًا كهذا يدعو العالم إلى أن يلتفت لشىء لم يكن يلتفت إليه من قبل، ويدعونا نحن هنا أيضًا الى أن نلتفت لشىء، لم نكن نلفت إليه من قبل كذلك.

أما العالم فهو مدعو إلى أن ينتبه إلى أن الدولة المصرية استطاعت تأمين القناة فى كل الأوقات، فلم يتعطل المرور فيها ولا مرة واحدة منذ إعادة افتتاحها فى ١٩٧٥، وعلينا أن نمسك الخشب ونحن نقول ذلك طبعًا. بل إن الإرهاب الذى نشط فى مرحلة ما بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لم يستطع الاقتراب من القناة، وكانت يقظة الأجهزة المصرية المعنية كفيلة بإبعاده عن القناه تمامًا ثم القضاء عليه لاحقًا.. هذا العالم الذى بدأ يئن من عواقب هجمات الحوثى، مدعو بالضرورة إلى أن يذكر ذلك للدولة المصرية، وأن يشهد لها بما قامت به فى عز أيام الإرهاب، وأكاد أقول أنه مدعو إلى أن يكافئنا على ذلك.

وأما نحن فإننا مدعوون إلى أن نذكر رجلًا اسمه أنور السادات، لأنه هو الذى أعاد افتتاحها فى تلك السنة، بعد أن كانت الهزيمة فى ١٩٦٧ قد عطلت الملاحة فيها، فالسادات هو الذى أطلق حرب أكتوبر، وهو الذى خاضها حتى النصر، وهو الذى أعاد القناة إلى ما كانت عليه يوم افتتحها الخديو إسماعيل للمرة الأولى فى ١٨٦٩.

العالم الذى يجاهد لوقف هجمات الحوثى لا يعرف كيف كان يعيش قبل افتتاح القناة أيام الخديو، ولكن ما يعرفه اليوم أنه شبه عاجز عن الحياة بغيرها، وأنه لا بد أن يُقر بفضل المحروسة عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضل المحروسة فضل المحروسة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates