بقلم: سليمان جودة
الظاهر أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمشى على خُطا الرئيس جو بايدن فى النسيان وفى الخلط بين الأسماء والأشياء!.
صحيح أن آخر استطلاع رأى يُظهر تقدم كامالا هاريس عليه بخمس نقاط فى السباق إلى البيت الأبيض، وصحيح أن استطلاع رأى آخر يشير إلى تقدمها عليه فى ثلاث ولايات حاسمة هى ويسكونسن وميتشيجان وبنسلڤانيا، ولكن استطلاعات الرأى تظل كأمواج البحر بين صعود وهبوط طول الوقت.. فمنذ تنازل بايدن لنائبته «هاريس» فى السباق، وهى تتقدم مرة على ترامب، ثم تتأخر عنه مرة، وهو كذلك يتقدم عليها مرات، ثم يتراجع مرات فى المقابل.. وهكذا سوف نبقى نتابع الأمر من هنا إلى ٥ نوفمبر عندما ينطلق السباق يومها، فيحسمه الناخب لأى منهما فى آخر المشوار.
ولكن النسيان والخلط معركة أخرى ليس فيها صعود وهبوط، ولا هى مما يمكن التسامح فيه بالنسبة لمرشح سيقود أقوى دولة فى العالم حين يفوز.. وقد كانت هذه المعركة بالذات هى التى أخرجت بايدن من السباق، ولم يكن من الممكن ألا يفعل، وخصوصًا بعد أن جاء ليقدم الرئيس الأوكرانى للحاضرين فى اجتماع دول الناتو فى واشنطن، فقدمه على أنه الرئيس الروسى!.
وقد بدأ ترامب أولى خطواته فى هذا الطريق، فخلط بين رئيس بلدية سان فرانسيسكو السابق، وبين حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، وتحدث من بيته فى ولاية فلوريدا عن أحدهما، وهو يقصد الحديث عن الآخر!.
صحيح أن الأول اسمه ويلى براون، والثانى اسمه جيرى براون، ولكن التشابه فى الأسماء لا يبرر الخلط من جانب رجل يقول إنه سيُعيد أمريكا إلى ما كانت عليه قبل أن يضر بها الديمقراطيون وبايدن من وجهة نظره!.
وكانت تحليلات سياسية قد توقعت، بعد إبعاد بايدن من السباق، أن يلحق به ترامب، وكانت تستند فى ذلك على تقارب السن بينهما إذا كانت المسألة مسألة سن متقدمة، ثم كانت تستند على أمراض وراثية، من بينها الخرف فى عائلة ترامب!.
وإذا أخطأ الرئيس السابق، وخلط مرة أخرى بين أشياء أو أسماء، فسوف لا يترك الديمقراطيون هذه الفرصة تمر وهم يحشدون لنائبة الرئيس فى مواجهته، وسوف يصنعون من الحبة قبة، وسوف يجدونها فرصة للثأر منه كمرشح للجمهوريين، وسوف يقاتلون لإحراجه أو إخراجه من السباق إذا أمكن، فيكون خروجه كخروج بايدن، وتكون هذه بتلك.