الحوار الذى يحتاجه البلد

الحوار الذى يحتاجه البلد!

الحوار الذى يحتاجه البلد!

 صوت الإمارات -

الحوار الذى يحتاجه البلد

بقلم - سليمان جودة

إذا كان الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس يحتاج إلى شىء، فهذا الشىء هو تحقيق إجماع وطنى من خلاله حول قضية محددة أو عدد من القضايا!.

وقد سبق لمثل هذا الإجماع أن تحقق لدينا أكثر من مرة، ولكنه كان قد تحقق على أفضل ما يكون فى أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ التى قادها السادات إلى النصر، وكان قد تحقق قبلها لعبدالناصر فى يوم التنحى ٩ يونيو ١٩٦٧، بصرف النظر عما إذا كان إجماعًا طبيعيًّا أو مصنوعًا.. ثم كان قد تحقق بشكل مختلف فى أثناء معركة طابا الدبلوماسية والقانونية، التى أعادت مثلث طابا إلى الأرض الأم فى ١٩ مارس ١٩٨٩!.

فى معركة طابا كنت تجد الدكتور مفيد شهاب، باعتباره قامة قانونية مصرية، وكنت تجد إلى جواره الدكتور وحيد رأفت بوصفه قامة قانونية وفدية، ثم كنت تجد إلى جوارهما إسماعيل شيرين، الذى كان زوجًا للأميرة فوزية، وكان آخر وزير حربية مع الملك فاروق!.. ولكن هذا لم يمنعنا من أن نستدعيه شاهدًا فى قضية طابا، ولا من أن تكون شهادته من بين شواهدنا على أن طابا مصرية!.. كان الأصل وقتها هو استدعاء كل عقل يملك ما يضيفه فى القضية التى كانت قضية وطن، لا قضية حزب، ولا فئة، ولا طائفة، ولا حتى قضية نظام حكم، وكانت النتيجة هى كسب القضية بامتياز!.

هذا هو المنطق الذى نريده فى الحوار الوطنى الذى يوشك أن ينطلق، والذى إذا لم يتحقق له منذ البداية هذا التنوع الذى حدث فى موضوع طابا، وما لم نكن حريصين على أن نستمع على مائدته إلى الأصوات التى لابد من الاستماع إلى وجهات نظرها، بصرف النظر تمامًا عن توجهاتها، فإن نجاح الحوار فى الوصول إلى ما يجب أن يصل إليه سيكون مُحاطًا بالمخاوف!.

وإذا كان الحوار سيتعرض للقضية الاقتصادية الضاغطة على أعصاب الجميع، فإن حوارًا حول قضية ضاغطة كهذه لابد أن ننصت فيه إلى أصوات مثل محمد العريان، والدكتور يوسف بطرس، والدكتور محمود محيى الدين، والدكتور أحمد جلال، والمهندس رشيد.. وغيرهم وغيرهم من الأسماء ذات الوزن فى مجالها. ويجب ألّا يمنعنا من سماعها ولا من الإنصات إلى ما تعتقده اقتصاديًّا أن تكون قد عاشت فى عصر سياسى آخر.. فالقضية التى نحن بصددها اقتصادية لحمًا ودمًا، والاقتصاد بطبيعته لا دين له ولا ديانة!.

يحتاج صانع القرار فى البلد إلى أن يرى فى أى اتجاه سيكون عليه أن يتحرك، ويحتاج إلى أن يبصر فوق أى أرض سيكون عليه أن يخطو، ولن يكون فى إمكانه أن يفعل ذلك ما لم تكن أفكار مثل هذه الأسماء والعقول واصلة إليه، وما لم تكن وجهات نظرهم متاحة أمامه على طاولة القرار الاقتصادى!.

ولأنه حوار وطنى، فهو فى حاجة إلى تفكير وطنى، ليتحقق الإجماع الوطنى الذى نحتاجه أكثر مما نحتاج شيئًا آخر سواه!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار الذى يحتاجه البلد الحوار الذى يحتاجه البلد



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates