بقلم - سليمان جودة
لا أقرأ شيئًا عن الأشجار ولا عن البيئة عمومًا، إلا وأذكر المهندسة أسماء الحلوجى، رئيسة جمعية محبى الأشجار، التي تتخذ من المعادى مقرًّا لها!.وقد عشنا نقرأ عن جمعيات حقوق الإنسان، وعن جمعيات الرفق بالحيوان، ولكنها المرة الأولى ربما التي يسمع فيها الناس بجمعية تدعو إلى الرفق بالأشجار.. إنها جمعية تقاتل منذ تأسيسها عام ١٩٧٠ في سبيل خلق وعى لدى الناس بضرورة الشجرة في حياتهم!.
وقبل أيام كان الأستاذ محمود الطنب قد أرسل لى صورًا لأشجار مقطوعة في طريق الحرية سبورتنج بالإسكندرية، وكان في رسالته يتساءل عما إذا كنا سيأتى علينا يوم نرى فيه نهاية لهذه الحالة غير المفهومة من العداء للشجرة في بلدنا؟!.. وفى اليوم نفسه أصدر المسؤولون في الإسكندرية بيانًا قالوا فيه إن الصور المتداولة للأشجار المقطوعة، هي لأشجار كانت ستسقط على المارة في الشارع.
والحقيقة أنك لو دققت النظر في الأشجار المقطوعة ستكتشف أن ما تقوله المحافظة غير صحيح، وأنه عذر أقبح من ذنب، وأن حالة جذوع الأشجار الملقاة على الرصيف هي حالة لشجرة غير مريضة بالمرة!.. وفى كل بلاد العالم إذا شقوا طريقًا واعترضته شجرة فإنه يدور حولها ولا يدوس فوقها، لأن للشجرة قيمة هي من قيمة الحياة نفسها!.
ولا نزال في أشد الحاجة إلى وعى بقضية البيئة، وبضرورة الشجرة، من نوع الوعى الذي يتمتع به الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، رئيس شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية!.
ومن علامات وعيه أنه رصد ١٠٠ مليون دولار لتمويل أبحاث البيئة والمناخ، لأنه أدرك أن عليه مسؤولية في محاصرة انبعاثات الغازات التي ترفع من حدة ظاهرة الاحتباس الحرارى في العالم.. فالخبراء في القضية يحذرون من كارثة مناخية ستنتج عن استمرار الظاهرة، ويقولون إن الحل هو الخفض العاجل لكميات غاز ثانى أكسيد الكربون الذي يفرز العالم منه ٤٠ مليار طن في السنة.. ولا بد أن كل واحد منا عليه مسؤولية تخصه في مكانه.. وإذا لم تكن أنت قادرًا على زراعة شجرة، فليس أقل من أن تحافظ على الشجر في طريقك وأن تدعو غيرك إلى ذلك!.
ومن علامات وعى المهندسة الحلوجى أنها دعت محبى الأشجار إلى المشاركة في جولة سنوية تقوم بها الجمعية في حديقة مظهر للنباتات على محور ٢٦ يوليو.. وسوف ندرك مدى وعيها بقضيتها، وقضية كل مواطن في الحقيقة، عندما نعرف أن هذه هي الجولة رقم ٣٧ التي تدعو إليها هذه الجمعية الفريدة!.
لا بد أن المهندسة الحلوجى تستحق كل تحية، وكل دعم، وكل تشجيع، ولا بد أن كل مواطن مدعو إلى أن يكون عضوًا في هذه الجمعية!.