شعراء الصحو
آخر تحديث 02:13:44 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 23 أيلول / سبتمبر 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

شعراء الصحو

شعراء الصحو

 صوت الإمارات -

شعراء الصحو

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كتبت قبل فترة ساخراً، مع عباس محمود العقاد، من مرحلة الأدب التشاؤمي التي مررنا بها. واتخذ العقاد لسخريته مصطفى المنفلوطي نموذجاً لكتّاب اللوعة والبكائيات التي لا نهاية لها. وفاتني الإقرار بأنني كنت من تلامذة تلك المدرسة التي أطبقت علينا زمناً. لكن من التجني تحميل المسؤولية في ذلك للشعراء والكُتاب وحدهم. فما سمي بالرومانسية كان بالأحرى مناخاً عاماً يسيطر على النفوس.
يقول الدكتور أنطون غطاس كرم، أحد أهم أساتذة الأدب العربي الذين عرفهم لبنان (الجامعة الأميركية)، «إن الرومانسية طبعت الأدب العربي الحديث، طوال نصف قرن، بطابع الكآبة واليأس، والاغتراب، والحلم الضائع، والفرار، والاستسلام، والأنية المنعزلة، والاعتصام بالأخيلة الواهمة، والدموع، والموت، والشعور السوداوي المريض، قد غارت منابعها، واستنفدت حرارتها وانحلت في سلبيتها النائحة، وانتهت بانتهاء العوالم التي ولدتها».
هل كان ممكناً تجنب تلك الظاهرة؟ ربما لا. فالفرد العربي كان غارقاً في البؤس إلى حد بعيد، والشعب كان غارقاً في النكبات السياسية والقومية، محاطاً بذل الاستعمار، الذي أخرجه بدمائه وإرادته، ليكتشف أنه عاجز تماماً عن التحرر من ظلم الحكم الوطني، الذي فاقت سجونه ومشانقه ومنصات الإعدام بالرصاص ألف ضعف مما فعله الاستعمار.
ماذا ننتظر أن يكتب الكُتّاب في هذه الحال؟ كان هناك اتجاه آخر وموقف آخر، أتقنه محمود درويش أيما إتقان. نبض التمرد والرفض ونغم الفرح، بدل النواح والاستسلام. والحقيقة أنه سجل مفترقاً عظيماً في الشعر الحديث لم ينتبه النقد الأدبي إليه، لأنه حصر محمود في دائرة الشعر الوطني وأدب القضية الفلسطينية، ولم يخرج الاثنان من نسائم شعره، لكنه انتقل بالشعر إلى الحداثة أكثر بكثير مما فعل معظم الشعراء المعتبرين في ذلك المدار.
اختلف محمود بذلك، أو افترق، عن شعراء فلسطين الآخرين، مثل فدوى طوقان ومعين بسيسو وسميح القاسم.
وبقي ضمن النغم الكئيب اثنان من كبار شعراء مصر، صلاح عبد الصبور وأمل دنقل. ولكن غوراً في أعماق الوجدان، وليس في ركب المنفلوطيين. ولم يعد هذا النوع من الأدب ظاهراً في العالم العربي اليوم. والحال أن الشعر برمته يمر بأزمة قحط، مشرقاً ومغرباً، كما هو الأمر في أنحاء العالم.
يبقى أن الأسى العربي لم يغب ولم يخف. لكن الأسلوب تغير تماماً. ولم نعد نرى الشجن المنفلوطي يملأ الصحف، كما في الماضي. لكن عدد الساخرين والهاذرين لم يرتفع أيضاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعراء الصحو شعراء الصحو



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

الملكة رانيا تسحر الأنظار بإطلالة بيضاء راقية وتؤكد مكانتها كأيقونة للبدلات الرسمية

مكسيكو سيتي - صوت الإمارات
في كل ظهور رسمي، تؤكد الملكة رانيا العبدالله أنها ليست فقط رمزًا للأناقة الملكية، بل أيضًا ملهمة في اختياراتها للبدلات الرسمية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أسلوبها الشخصي. بإطلالة تجمع بين الرقي العصري والكلاسيكية الراقية، تألقت الملكة رانيا مؤخرًا خلال مشاركتها في مؤتمر "سيغلو المكسيك" (القرن الواحد والعشرين) بمدينة مكسيكو، مجددة تأكيدها على أن البدلة بالنسبة لها ليست مجرد زي رسمي، بل تعبير عن هوية أنيقة متجذّرة في شخصيتها، تُوازن بين القوة والأنوثة، وتُعزّز حضورها اللافت في أبرز المحافل العالمية. بخطى واثقة وحضور مميز، اختارت الملكة رانيا للمؤتمر بدلة بيضاء كلاسيكية مصممة بقصّة Tailored دقيقة، تألفت من بليزر أنيق مزود بأزرار أمامية، وسروال واسع الساقين يمنح الإطلالة انسيابية راقية. وتحت البليزر، نسّقت بلوزة عالية ا�...المزيد

GMT 18:33 2013 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

راقصة بترت ساقها إثر تفجير بوسطن تتعهد بالعودة

GMT 05:35 2018 الجمعة ,03 آب / أغسطس

صالح سليم في السينما

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مدهشة للفناء الخلفي للمنزل بشكل عصري

GMT 13:38 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

التلفزيون العراقي يعلن مقتل قاسم سليماني و"الحشد" تقر

GMT 11:35 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

يوفنتوس يخشى تكرار مأساة بوجبا في صفقة إيسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates