الجائزة

الجائزة

الجائزة

 صوت الإمارات -

الجائزة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

منذ إطلاقها عام 1977 حافظت «جائزة الملك فيصل» على الاحترام الذي يلزمها به اسم الراحل الكبير، والتراث الذي تركه في التاريخ العربي المعاصر. وقد التزم أهل الجائزة في الاختيار شرطاً واحداً: الاستحقاق الذي لا نقاش في موضوعيته أو مستواه. ولم تحصر الجائزة نفسها ببلد أو جنسية. وحققت إلى حد بعيد، هدفها بأن تكون موازية في العلوم واللغة إلى السمعة التي ترافق الجوائز العالمية من حيث الاستقلالية والتجرد ومستوى المعايير المطبقة.
من بين الذين نالوا الجائزة هذا العام، الأستاذ محمد عبد الرحمن الشارخ (فرع خدمة الإسلام) الذي أدى لتطوير العلاقة بين اللغة العربية واستخدامها العلمي، ما لم يؤده سواه في حقل كان مغلقاً ومجهولاً عندما قرر ارتياده قبل أربعين عاماً.
بعدما تخرج محمد الشارخ في جامعة تكساس، وعاد إلى الكويت، كان الحقل المصرفي عمله التلقائي. لكنه قرر الاستثمار في عالم المستقبل والتكنولوجيا. وهكذا التقى شغفه باللغة والأدب برغبته في إلحاق العربية بالسباق مع اللغات الحية الأخرى. أنشأ مؤسسة «صخر»، أولى الريادات من نوعها في العالم العربي. وكان بذلك أول من أدخل الحرف العربي في آلات وآفاق السيليكون فالي.
جمعتني بـ«أبي فهد» مودات عدّة، منها الكويت حيث تعارفنا، ومنها الشغف باللغة، ومنها حرصه وحرصي على أن أتعلم منه ما استطعت عن علاقة اللغة بالحاسوب والترجمة وتلك الآفاق المفتوحة بلا حدود أمام طالبي الاثنين، العربية وعلمها. وعمد الشارخ إلى نقل أجمل التراث المعاصر إلى «الإنترنت». وجعله مثل سواه من آداب اللغات الأخرى في متناول اللحظة الإلكترونية وتطورها الهائل السرعة.
وفي هذا السبق، جعل الكويت مقر أول إنجاز علمي في رحاب اللغة. ولم تتوقف مسيرته. وما زالت تجاربه تتقدم في تطويع اللغة بالغة الثراء للملاءمة مع اللغات الأقل غنى بالمفردات والتحريك. وإلى ذلك، يجمع الشارخ في «أرشيفه» المجاني، ما استطاع من مجلات وآثار وتحف أدبية، من سائر العالم العربي، خوفاً على ضياعها. ولعله يضع بينها نتاجه الأدبي الخاص، الذي لم يمنعه عالم الأرقام والاقتصاد من الاستمرار فيه.
تشكل الجوائز الأدبية المحترمة حافزاً أساسياً لتشجيع ذوي الإنجاز. لكن جائزة الملك فيصل ميّزت نفسها بتقدير الحقول الأخرى، خصوصاً العلم. وإذ سلّم الأمير خالد الفيصل جائزة «خدمة الإسلام» للشارخ، تذكرنا أنه سلمه أيضاً جائزة «مؤسسة الفكر العربي» بصفته رئيسها. ويأمل المرء ألا تطغى مظاهر الفوضى السياسية التي تضرب الأمة، على العناية بتراثها العظيم. ويتميز الاقتصادي والمفكر الكويتي العزيز بالجمع بين ثروتين: التراث والمستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجائزة الجائزة



GMT 17:50 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة الجغرافيا السياسية: حرب أوروبا

GMT 20:10 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السم بالتذوق

GMT 20:03 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مراهنات خطيرة في السودان

GMT 19:59 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

GMT 19:55 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية... الحقبة الخضراء

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates