وما يتبادلون

وما يتبادلون

وما يتبادلون

 صوت الإمارات -

وما يتبادلون

بقلم:سمير عطا الله

توزع على الإنترنت هذه الأيام نشرة عن أفضال العقل الفلسطيني على اقتصاد لبنان، وتقدم مثالاً على ذلك «بنك إنترا»، وبعض الشركات الأخرى. وليس لديّ شك في أن صدور مثل هذا الكلام سببه صدور كلام مشابه من الفريق الآخر، يمنّن الفلسطينيين بما قدمه لبنان لهم.

بصرف النظر عن لا أخلاقية القول على الجانبين، وفي أي وقت من الأوقات، فإن ما يزيده ضعة صدوره في الوقت الذي يرهن لبنان مصيره بوقف الحرب على غزة، سياسة واقتصاداً وكياناً.

يحمل الفلسطينيون شعوراً بالأسى منذ الهجرة الكبرى. ويكررون أن ضياع فلسطين مسؤولية عربية. وهذا الشعور جعلهم يبحثون عنها في البلاد العربية، كما حدث في الأردن ولبنان والكويت. ففي عمان مثلاً، اعتبر الأخ أبو داود أن الملك حسين معتد على الحكم، وفي لبنان أُرغم مجلس النواب على التوقيع على «اتفاق القاهرة» مع منظمة التحرير من دون أن يسمح لهم بالاطلاع عليه. وهذا ما حدا بالرئيس ياسر عرفات إلى القول إنه حكم لبنان مرتين. وعاد واتخذ سياسة مشابهة خلال احتلال صدام حسين للكويت. وكان الموقف خطأ من حيث المبدأ، أي مبدأ الفلسطيني والاحتلال: هل يعقل لمن احتلت أرضه وسيادته أن يقف لحظة مع الاحتلال في أي مكان، فكيف في بلد يضم نحو 300 ألف فلسطيني؟ لا شك أن الفلسطينيين لعبوا دوراً جباراً في نهضة الكويت، وفي كل الحقول، خصوصاً التربوي والاقتصادي. لكن مَن ساند الآخر أكثر؟ وهل يقارن دعم صدام للانتفاضة بما لقيه الفلسطينيون في الكويت؟

لبنان منقسم حول غزة الآن، كما كان منقسماً حول «اتفاق القاهرة» العام 1969، فريق (المقاومة) يربط كل شيء بالوضع في غزة، وفريق يتساءل مع رئيسة تحرير «النهار» نايلة تويني: «هل مات أحد من أجلنا في أي يوم، كي نموت الآن من أجله»؟ دائماً ينازع البلد الصغير منطقان: حرب في الداخل بسبب الموقف من حرب في الخارج. وفي الحرب الأهلية التي دامت نحو 20 عاماً ذهب ضحيتها 150 ألف قتيل، وهاجر نحو مليون إنسان، وانتهت – أو علقت – بخروج الكفاح الفلسطيني المسلح من بيروت إلى تونس والسودان.

مرة أخرى ينقسم اللبنانيون حول مسألة يفترض أن توحدهم. ومرة أخرى ينقسم العرب حول فلسطين بينما تسفح إسرائيل ديارهم، ومثلما هو الأمر منذ 75 عاماً، اتهامات بالخيانة، وأنهار من الدم، تصب في بحر من الخواء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما يتبادلون وما يتبادلون



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates