الساحر

الساحر

الساحر

 صوت الإمارات -

الساحر

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

كل أربع سنين، تمتلئ شرفات المباني في لبنان بأعلام مختلفة من دول العالم: البرازيل، ألمانيا، هولندا، وغيرها من دول الفئة الرابحة في كرة القدم. ولا يُرفع علم أي دولة أخرى في أي مناسبة أخرى: لا إذا فاض موسم البن في البرازيل، ولا إذا فاضت الموازنة في ألمانيا، ولا إذا تضاعف موسم القرنفل في هولندا.
لاعبو كرة القدم هم أبطال هذا العصر؛ لأنهم يثيرون مشاعر وإعجاب الملايين. وكما كان يحدث في روما القديمة في مصارعة الرجال والأسود، فتختلف الجماهير بين بعضها البعض، هكذا تتحزب جماهير العصر للفرق، وتتشاجر، وأحياناً تحوّل الملاعب إلى حلبات.
محمد صلاح أثار من المشاعر والعواطف حول مصر، أكثر مما فعل نجيب محفوظ يوم حاز «نوبل» الآداب، أو مما فعل مجدي يعقوب يوم أصبح أشهر وأهم طبيب قلب في العالم. وسوف يكون دخله قريباً أعلى من دخل حملة «نوبل» مجتمعين في كل الحقول: طب وآداب وفيزياء، وسائر الجوائز السنوية الأخرى.
يروى في الغرب أن أعداد الراغبين في اعتناق الإسلام قد ارتفع كثيراً في الآونة الأخيرة، بسبب صورة محمد صلاح في النفوس. فقد أطل على العالم ساحراً كرته أمام الشاشات، بعد فترة طويلة من مشاهد إحراق الشبان في الأقفاص. ورفض العالم يومها أن يصدق، وقيل إنه منظر دعائي أعدته «داعش»، وسوف تظهر حقيقته قريباً؛ لكن حقيقته كانت ذلك الاستفزاز البشري غير المسبوق.
محمد صلاح ليس مصارعاً أو ملاكماً؛ بل بطل يهزم منافسيه من دون عنف: يفوز عليهم بالجري، ويتفوق عليهم بالصمود البدني، ويربح عليهم بمهارة التلاعب. وكيفما جرى وفاز وسحر ملايين المشاهدين، ظهرت على جبينه ألوان علم مصر.
حينما يكون محمد صلاح يكون فوز وفرح واعتزاز. تضاعف حجم الأرجنتين مرات كثيرة حين نزل مارادونا إلى الملاعب. الثروة الوحيدة في البرازيل التي لا يلحقها الفساد هي فائض المنتخب. كل ثانية كرة على تلفزيونات العالم في حجم موسم الحمضيات في فلوريدا.
العالم يتجه نحو الرياضات التي فيها حماس ودماء حارة، من دون أن يكون فيها أذى ودماء سائلة. تعبِّر الناس عن فرحها، وتفرّج عن كدرها، وتتحمس لأبطالها، من دون أن يُصاب هؤلاء بالرعاش كما حدث لمحمد علي كلاي. محمد علي كلاي كانت أهميته في قلبه كإنسان، لا في قبضته كملاكم. لا أنوف تهطم في مباريات محمد صلاح، ولا شفاه تدمى. والمناصرون يكفيهم أن تدخل الكرة في الشبكة المعادية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساحر الساحر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates