الدولتان

الدولتان

الدولتان

 صوت الإمارات -

الدولتان

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

في الكويت مرجعان يحولان دائماً دون وصول الأزمات إلى الانفجار: الأمير ومجلس الأمة. الأول لأنه أعلى من أن يكون طرفاً في القضايا، والثاني لأنه منبر تعرض فيه الشكاوى والقضايا. الأمير يسمع رأي «البلاد» ويعمل بما تطلبه، والمجلس يفتح النقاش أمام الناس؛ معارضين وموالين وحيارى.
لعب الشيخ صباح الأحمد دور «صائد المشاكل» في أزمات كثيرة قبل أن يتولى منصب «شيخ العود» الذي لا ترد أحكامه. أراد بدبلوماسية هادئة، أو صلبة، حدود وحلول المواجهات. وسجلت له أدوار تاريخية كثيرة في حماية الدولة من الصراعات بين الحكومة ومجلس الأمة. غير أن أكثر القرارات تاريخية وأهمية كان أن يعفي ابنه، زير الدفاع، من منصبه.
الشيخ ناصر صباح الأحمد ليس وزيراً عادياً. وحتى قبل أن يحمل حقيبة وزارية بعد تردد طويل، كان وجهاً أساسياً في سياسة البلد. فالرجل صورة من المستقبل وهيكل النظام. وقرار الأب بإعفائه، ولو مؤقتاً من أجل تجاوز الأزمة، سابقة سياسية لا شبيه لها في العالم العربي.
يعيش لبنان ثورة عارمة وأزمة مريعة منذ شهر لأن رئيس الجمهورية يرفض أن تشكل أي حكومة لا يكون فيها صهره. قبل أن تتفاقم الأزمة سارع صباح الأحمد إلى اتخاذ ما قد يكون أصعب قرار في حياته السياسية والشخصية.
رأس الشيخ جابر المبارك 7 حكومات إلى الآن. وكل حكومة شهدت استجوابات واستقالات. لكن هذه أول مرة تقوم فيها الأزمة حول اختفاء نحو 800 مليون دولار في ظل وزير الدفاع السابق، أي قبل مجيء ناصر صباح الأحمد. ولا شك في أن المسألة سوف تنتهي أخيراً في يد القضاء، ولكن في انتظار تلك المرحلة، سارع الأمير إلى الحؤول دون توترات سياسية وإعلامية في هذا المناخ العربي شديد الاضطراب.
يتصرف رجل الدولة على أن الأولوية هي لاستباق الأزمات، وليس لحلها بعد تفاقم، مهما كان القرار صعباً. في لبنان ننتقل من أزمة إلى أخرى، إلى أن أصبحت المشكلة في البرلمان، مركز الحل المفترض.
لست أريد المقارنة بين الدولة الكويتية والدولة اللبنانية... شتان. لكن تزامن الحالتين لا يسمح بتجاهل المقاربة. مع الاعتذار الشديد ممن يشعرون بظلم المقارنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولتان الدولتان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates