قطع وشلح

قطع وشلح

قطع وشلح

 صوت الإمارات -

قطع وشلح

بقلم - سمير عطا الله

حتى اليوم تبلغ مساحة الأراضي التي ضمها بوتين إلى روسيا عشرة أضعاف مساحة لبنان، أو 100 ألف كيلومتر مربع. فعل ذلك في خطاب ألقاه في جوّ من الأبهة التي لم يعرفها القياصرة، ولا الزعماء الشيوعيون. وفي حين كان المارشالات والقضاة والكهنة يصطفون في الكرملين لاستقبال «أبي الانتصار»، كانت القوات الروسية تسجل المزيد من التراجعات العسكرية في أوكرانيا. وكان الشبان الهاربون من التجنيد الإجباري يملأون الحدود مع الجمهوريات السوفياتية السابقة. وشكا اللاجئون الروس في جمهورية جورجيا من سوء المعاملة والاضطهاد. ومن الظواهر غير المعهودة امتناع الصين عن التصويت إلى جانب الفيتو الروسي في مجلس الأمن مع أنها اقترعت معه من دون انقطاع منذ اندلاع الحرب السورية.

ولم يتردد بوتين في خطاب الكرملين الذي دام أربعين دقيقة من وصف الغرب بـ«العدو». وسجل السابقة السياسية الأخرى بابا الفاتيكان عندما «توسل» إلى بوتين «وقف نهر الدم والموت»، متخذاً بذلك موقفاً مباشراً غير مألوف، بعيداً عن الحياد المفترض، ومحملاً بوتين، للمرة الثانية، مسؤولية الحرب.
لأول مرة منذ قرون نرى الكنيسة الأرثوذكسية في مواجهة مع الكنيسة الكاثوليكية. وقد تتطور إلى نزاع شديد. ففي حين يؤيد بطريرك روسيا، سيريل، حرب بوتين متجاوزاً حماسه، يرفع الفاتيكان مستوى الخلاف عالياً.
ظاهرة أخرى في هذه الحرب، إضافة إلى موقف الكنائس، موقف الصحف المستقلة تاريخياً، مثل «الموند» الفرنسية و«التايمز» اللندنية: فـ«الموند» خرجت للمرة الأولى، بقدر ما أعرف، على أسلوبها الهادئ والرصين، لكي تعارض بشدة وعبارات قاسية حرب الرئيس الروسي. وكذلك فعلت «التايمز». وحدث ما توقعه كثيرون، إذ راحت حرب أوكرانيا تتحول إلى سلسلة حروب في البر والبحر. والمزيد في الطريق. وكلما خسر بوتين موقعاً أو معركة زاد من تصعيد القتال. والتصعيد هو سياسته الوحيدة، كما تقول صحيفة «موسكو تايمز» المعارضة له. ولا أدري كيف لا يزال يسمح لها بالصدور، أو لماذا لم يرسل أصحابها إلى السجن أو إلى مكان أبعد.
الغريب في كل ما يحدث الهزائم العسكرية الروسية التي يمنى بها بوتين أمام أوكرانيا بلا توقف. ففي حين كان يقيم ذلك العرض الاحتفالي غير المسبوق، تراجع جيشه في اثنتين من الجمهوريتين اللتين أعلن ضمهما. وإلى متى يتقبل الجيش والمؤسسة الروسية هذه المشاهد، بل الرأي العام الروسي برمته؟
بلغت الأزمة الآن أسوأ مراحلها: انسداد جميع المخارج اللائقة للفريقين، الغرب وواجهته أوكرانيا، وموسكو وصورتها الغائمة. والأقسى والأكثر خطراً هو ما يحدث للسلاح الروسي أمام الأسلحة الأميركية التي يقاتل بها الأوكرانيون. كبرياء موسكو لا تحتمل كل هذه الإخفاقات، والعالم لا يحتمل كل هذه الآثار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطع وشلح قطع وشلح



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates