لأنَّها واقفة

لأنَّها واقفة

لأنَّها واقفة

 صوت الإمارات -

لأنَّها واقفة

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

كان الزميل عادل مالك، أول من جمع بين الصحافة المكتوبة والصحافة التلفزيونية، في لبنان. وكان متقدماً متميزاً، في كلتيهما. كما كان متقدماً في السمعة المهنية الأخلاقية. وفيما انصرف في الجزء المكتوب إلى المقال السياسي، كان يقدّم الأخبار المسائية في التلفزيون، ويعدُّ كلَّ أسبوعٍ لقاءً مع وجوه الأحداث السياسية أو الاجتماعية أو الأدبية. وقد التقى خلال مسيرة طويلة عدداً من كبار القادة والسياسيين العرب والأجانب. فقط على سبيل المثال: الملك فيصل بن عبد العزيز، ريتشارد نيكسون، حافظ الأسد، المستشار النمساوي كرايسكي، الملك حسين، ياسر عرفات، كميل شمعون، شارل حلو، وإميل لحود.
حاور أيضاً عمالقة الصحافة. وذات يوم دخل على مكتب مصطفى أمين، فوجد عنده توأمه علي أمين. وبدل أن يتحدَّث مصطفى انفجر علي في دفاعٍ مليءٍ بالمرارة والسماح عن مصر، ومظلومية مصر، وما لاقته من خصومها وأصدقائها على السواء. كتاب «وجوه وأحداث» مليءٌ بالأقوال المأثورة التي لا بدّ من حفظها. لكنني توقفَّت طويلاً عند مطالعة علي أمين التي تتخذُ أهمية تاريخية خاصة هذه الأيام بالذات.
قال علي: «إن سبب الحملات على مصر، يعود إلى أن مصر تقف على قدميها، على الأرض، وتفكّر وتعرق وتعمل. وغيرها يحلّق بين السحب ويحلم ويرجو الله أن يحقق غيره له أحلامه وأمانيه. وإذا نحن رفضنا أن نمشي وراء السراب، فذلك ليس عن نقص في الخيال، وإنما عن عمق في التجربة والتفكير. وكل ما نطلبه من غيرنا أن يقلدونا ويفكروا بعقولهم، بعد أن تعبت حناجرهم من التفكير. إن مصر لا تطلب الزعامة ولا تريدها. فقد دفعت تكاليف الزعامة، وهي على غير استعداد لأن تدفع ثمناً آخر لهذه الزعامة من قوت أولادها ومستوى تعليمهم وحريتهم ودوائهم. لقد وقف المصريون في الطوابير أمام محال البقالة السنين الطوال، ومشوا على الأقدام، وتحوّلت الأوتوبيسات إلى علب لا يطيق السردين أن يعيش فيها، ووفّرت مصر كل قرش من دخلها لتشتري السلاح، لتحارب، وحاربت وحدها وهُزِمت. ولم تكسر الهزيمة من إيمانها، فحاربت مرة أخرى وهُزِمَت، فعادت تضمّد جراحها وتعيد تدريب جيشها، وحاربت وهُزِمَت، وكانت تسمع وهي تضمد جراحها ضحكات السخرية والاستهزاء والازدراء والاستخفاف من أقرب الناس قلبها».
يضيف علي أمين: «مع ذلك عادت الشكوك، وأصبح الانتصار الذي دفعنا ثمنه دم الألوف من شبابنا المثقفين ومن العلماء الذين حاربوا في صفوفنا، بعد أن اكتشفنا أن الجهلاء لا ينتصرون، وإنما الحرب الحديثة هي حرب العلماء، وليست حرب الجهلة. لقد تركنا عشرات الألوف من الأمهات الباكيات، وتهدمت مدننا الكبرى وتحوّلت إلى أنقاضٍ، وأصبح في مصر ملايين اللاجئين المصريين، وبعد ذلك سمعنا أصواتاً في البلاد العربية الحبيبة تتحدث وتقول بأن هذا كان مسرحية، وأنَّ الدم الذي سال كان حبراً أحمر اشتريناه من بلاد العم سام».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأنَّها واقفة لأنَّها واقفة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - صوت الإمارات
نجوى كرم النجمة اللبنانية وعضو لجنة تحكيم برنامج "Arabs Got Talent" في موسمه السابع؛ مع كل حلقة تعرض تشاركنا بصور لها من كواليس البرنامج، وتسلط الضوء باستمرار على إطلالاتها الجذابة التي خطفت بها الانتباه وقت التصوير، حيث تألقت نجوى كرم بإطلالات استثنائية جعلتها محل اهتمام الجمهور خلال البرنامج، وشاركتنا بأجمل صورها على انستجرام، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل الإطلالات التي ظهرت وسوف تظهر بها نجوى كرم في حلقات الموسم السابع من برنامج اكتشاف المواهب الشهير. الإطلالات الناعمة الخالية من التفاصيل المبالغ فيها؛ كانت خيار لافت للنجمة اللبنانية تزامنًا مع تحضيرها للبرنامج الشهير أو تصوير بعض الحلقات، فظهرت مؤخرًا بإطلالة باللون الأبيض جاءت مكونة من فستان طويل بتصميم كلاسيكي، جاء من الأعلى بأكمام طويلة وياقة عريضة ومفتوحة على ...المزيد

GMT 21:02 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

تويوتا تطلق وريثة عرش GT86 ثنائية الأبواب

GMT 00:21 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات تدريب طفلكِ على ترتيب حقيبة المدرسة بنفسة

GMT 21:48 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رالي دكار " الهولندي برينكه الأسرع في المرحلة "11

GMT 12:33 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

قمة المرأة "الأمن والسلام" تنطلق في أبوظبي

GMT 19:31 2013 الجمعة ,29 آذار/ مارس

: ماجستير الـ AOU في الجامعات الخاصة معلق

GMT 16:49 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمارعلي يصدر"مسارات المقاومة السلمية من التذمرإلى الثورة"

GMT 19:52 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

عماد الدين أديب يفتح ملف تنظيم القاعدة في مصر

GMT 10:35 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

مستشفى الشيخ خليفة في شبعا يبدأ الجراحات

GMT 09:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

العرض المفتوح الأول لـ"حكايات بنات" على قناة "أون E"

GMT 08:35 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

لايبزيج يسجل هدفين ضد مانشستر يونايتد في أول 13 دقيقة

GMT 20:23 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 21:38 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"الملك راموس" يتربّع على عرش أوروبا الكروي بإنجاز فريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates