مضامين الزهر والزهو

مضامين الزهر والزهو

مضامين الزهر والزهو

 صوت الإمارات -

مضامين الزهر والزهو

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

«صار عمري خمس عشرة» هكذا تُبلغ الطفلة، المسارعة إلى البلوغ، شاعر الأحلام المكتظّة بالنساء. ثم تعرض له مضامين الزهر والزهو في مثل هذا الربيع المرقم خمسة عشر، ذلك الفاصل البرقي بين ما سبق وما يلي، من الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة وما يلي من فتون وفل.
لكن عند نزار قباني، المتبجح أبداً بعدد السبايا والجواري، الفتاة هي المفتونة بالشاعر، هي التي تعتز بأن تكون الذبيحة أمام الرجل المحمّل بالسنين. شاعر الألمان، غوته، يقف منحنياً أمام أولريكه، في ربيعها الخامس عشر. يفقد صوابه ويستعّد لأن يفقد كرامته، ويطلب منها الزواج، وقد بلغ الرابعة والسبعين. ومثل أي مهزوم يذهب إلى صديقه وطبيبه الخاص لكي يخبره بما يشجعه. أن هذا لن يكون حبه الأول الذي يكون عادة صاعقاً وطاغياً. لكنه بالتأكيد حبه النهائي. يا لقدرية الأشياء. كان في الماضي يعتقد أن أم أولريكه هي حبه الأول. كان ذلك قبل خمس عشرة سنة. وبعد قليل سوف يلاعب هذه الطفلة. وتقول لها أمها: تذكري يا أولريكه أن الرجل الذي ينحني على الأرض أمامك هو الشاعر الذي تنحني أمامه جميع نساء ألمانيا.
كبرت أولريكه، وهي لا تنسى أن هذا الرجل هو مجد ألمانيا. عاماً بعد عام كبرت. ولم يخطر لها يوماً، ولا خطر للرجل أن رعايتها الطفولية سوف تتحول إلى حبّ الكبار. بل غوته الموله يخجل من نفسه وهو يناديها يا صغيرتي. أي صغيرة الآن. لقد صار عمرها خمس عشرة. ثم ست عشرة. واليوم هي تحتفل بعامها التاسع عشر يصل العم غوته محملاً بالهدايا، كما هو محمّل بالمجد. وقبل المجيء سأل أقرب صديق إليه في برلين: هل يليق بي أن أفاتح أولريكه بأنني لست أحبها كطفلة، بل إن حبي لها يملأ الأرض وبحيرات المدينة؟ قال له صديقه: بل دعني أفاتح أمها بالأمر أولاً. حمل الصديق السؤال بشيء من الغموض والمناورة. وتلقى من أم الفتاة جواباً فيه الكثير من الغموض والمناورة.
وحارت أولريكه في نفسها: هل تمضي في مسايرة هذا العملاق فترضي شيئاً من كبريائه، أم تمضي وتتركه في أحزان شبيهة بأحزان «فرتر» بطله الأثير؟ صانعت المسألة طوال ذلك الصيف. وعادت إلى منزلها فيما ذهب هو إلى عزائه الأكبر: الشعر. نعمته الكبرى وملاذه الدائم: «وإذا أخلد الإنسان إلى الصمت في غمرة عذابه، فقد وهبني الله أن أعبّر عمّا أعانيه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مضامين الزهر والزهو مضامين الزهر والزهو



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"

GMT 08:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة ترفض الوقوف حدادا على مارادونا بسبب "أفعاله"

GMT 18:44 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

مصر.. اقتراح قانون في البرلمان لتجريم زواج القاصرات

GMT 14:04 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الرئيس الجزائري يُقيل رئيس "سوناطراك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates