حظر الغضب

حظر الغضب

حظر الغضب

 صوت الإمارات -

حظر الغضب

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

عندما توفي الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، قالت: «لقد فقدت الرجل الوحيد الذي كان يناديني يا فيكتوريا». آداب القصور غير آداب العامة. ما إن يقسم رئيس الدولة اليمين الدستورية حتى يدخل في أَسْر الخطاب: لم يعد مسموحاً له اليوم بما كان مفتوحاً أمامه أمس.

لذلك، يحرص معظم رؤساء العالم على قراءة نص مكتوب تجنباً لخطأ عفوي يتحول إلى أزمة. وذات مرة، كان هنري كيسنجر يعقد مؤتمراً صحافياً في أوتاوا. وظن لدى انتهاء المؤتمر أن مكبرات الصوت قد أُطفئت، فقال عن جاكلين كيندي كلاماً توصف به الغانيات. وقامت ضجة في صحافة العالم، لأن وزير خارجية أميركا استخدم عبارة قد يستخدمها أي إنسان عادي دون حرج.
«تويتر» فتح الضوابط عند الناس. صار المستخدم يحكي كأنه يخاطب نفسه في غرفة مغلقة، غير مدرك أنه يحكي في الملأ وبصوت مسموع. دونالد ترمب دخل لغة «تويتر» وعممها أيضاً.

التصريحات العنصرية التي أدلى بها أمام عدد من أعضاء الكونغرس حول شعبَي هايتي والسلفادور، و«الثقوب القذرة» أضافت عنواناً آخر إلى متاعبه الألسنية.
لم يعد يكفي القول إن النص «أُخرج من السياق» لأن السياق نفسه مسجَّل هذه الأيام. والذين نقلوا الكلام عن الرئيس الأميركي رجال محلّفون يمكن أن يفقدوا عملهم السياسي برمّته إذا تبين أنهم كذبوا. لقد خسر ريتشارد نيكسون رئاسة أميركا لأنه حاول إخفاء جزء من كلامه عن المحققين. وكل اجتماع في البيت الأبيض مسجّل إلا في مخدع الرئيس.

أعطى ترمب خصومه هفوة إضافية يعملون عليها. ومعظم هذه الهفوات هي حول ما قال الرئيس، وماذا قال، وماذا قال معاونوه، وماذا خرج من سياقهم. لذلك، الحل في أن يضبط أهل البيت الأبيض خطابهم، وأن يعود الرئيس إلى المتحدث باسمه، وهو، للمناسبة، منصب بمرتبة وزير. «لا جمال في الغضب»، قال غوته. الغضب يُفقد الإنسان أعصابه، وأحياناً رشده. ومن سوء حظ المسؤول أو من حسنه، أن الغضب ممنوع عليه. وممنوع عليه الخروج على أي سياق كان. كل ما يفعله واقع تحت بند سوء استخدام السلطة، فعندها تتحول السلطة إلى ضعف.

نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط اللندني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر الغضب حظر الغضب



GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 01:23 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 01:28 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

قبعة ومسدس

GMT 01:26 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

... عن أولئك المستوطنين الدينيّين!

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 11:13 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ابنة كورتيني كوكس تقتبس منها إطلالة عمرها 20 عامًا

GMT 04:12 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

«فورس بوينت» تحذّر من نشوب حرب إلكترونية باردة 2019

GMT 15:44 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الصداع النصفي المصاحب بأعراض بصرية يؤذي القلب

GMT 16:55 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

سيارة هوندا سيفيك تتمتّع بإطلالة جريئة ومُتفرّدة

GMT 17:40 2013 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج ماجستير الدراسات الأمنية في "جورجتاون" في قطر

GMT 15:51 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض فى بون يظهر تأثير الحرب العالمية الأولى على الفن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates