مفكرة الرياض مدينة في الهواء الطلق

مفكرة الرياض: مدينة في الهواء الطلق

مفكرة الرياض: مدينة في الهواء الطلق

 صوت الإمارات -

مفكرة الرياض مدينة في الهواء الطلق

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

في ندوة الإعلام والدبلوماسية، ذُهل المستمعون عندما أبلغهم الدكتور علي عواض العسيري أنه ترك منصب السفير لدى لبنان وعاد إلى البلاد، عندما اكتشفت السلطات أن دولة أجنبية أعدت محاولة لاغتياله. مَن هي تلك الدولة؟ من قواعد الدبلوماسية الأولى ألا تسمّى، «ليس حرصاً على علاقات المملكة، بل على ذلك البلد المتعب، لبنان، يكفيه ما هو فيه». هذه قاعدة أساسية، يؤكد السفير فيصل بن حسن طراد في حديثه عن العمل لدى المؤسسات الدولية. فالوصية الأولى للدبلوماسيين السعوديين أن مهمّتكم ليست فقط خدمة بلدكم بل أيضاً خدمة البلد الذي أنتم معتمَدون لديه، أما «مَن يحرّك الآخر، الإعلام أم الدبلوماسية»، فقد أجمع السفراء المشاركون على أن الجواب قديم قدم العملين. كلاهما معاً.
كان الأكثر إلحاحاً على ذلك، تركي الدخيل الذي يشغل منصب السفير السعودي لدى الإمارات، في مرحلة بلغت العلاقة ذروتها بين البلدين. وربما لا ينقص الاتحاد في قطاعات كثيرة، سوى إعلانه. وقد عبّر الشيخ محمد بن راشد قبل أيام عن الواقع الجديد في المنطقة عندما قال إنه بعد تنصيب الأمير محمد بن سلمان وليّاً للعهد، لم تعد المنطقة كما هي، لقد دخلت مرحلة تغيير لن تتوقف.
يريد نائب رئيس دولة الإمارات القول إن التغيير القائم في السعودية لا يمكن إلا أن ينعكس على محيطها، باعتبارها دولة محورية في آفاق عدّة؛ الإسلام، والعروبة، والموقع الاقتصادي العالمي، ليس فقط في حقل الطاقة، بل كذلك في عمليات البحث عن البدائل.
عندما تخرج من قاعات المؤتمر، سوف تلاحظ ماذا يعني ذلك. ثمّة رياض أخرى تعيش في الهواء الطلق، مكتظّة بالآلاف من الرجال والنساء والأطفال، يتحوّلون إلى جزء فرح من الحياة الجديدة. إنها «مدينة البولفارات» على أطراف العاصمة، النموذج الملوّن للانطلاقة؛ نوافير مياه تتحرّك على أنغام الموسيقى ومقاهٍ ومطاعم ومعارض في إطار هندسي مشعّ. وبعد قليل سوف يمكنك الانتقال إلى هنا بالـ«مترو» وهو يعبر العاصمة الهائلة الحجم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، في سرعة وهدوء مثل قطارات طوكيو.
كل شيء كان مفاجئاً إلا منح عبد الرحمن الراشد جائزة العمود الصحافي في عامها الأول. يثير الراشد الجدل في أمور شتّى، إلا في مكانته المهنية ومرتبته الفكرية. وهو في هذه المرتبة منذ أكثر من ربع قرن. ومن أجمل ما سمعت في أروقة المؤتمر قول أحد الحاضرين إنه يقرأ عبد الرحمن الراشد لكي يعرف أحوال العالم، ويقرأ كاتباً آخر لمعرفة أحوال الدنيا. منذ سنوات وأنا أقرأ عبد الرحمن الراشد لأعرف منه طيات السياسة العربية. ولم أشعر مرة أنه قال شيئاً أعرفه أو كرّر شيئاً قاله أو فقد جديداً يطلعنا عليه. ومنذ البداية أيضاً تطلّعت إليه مفكّراً، وتوقعت أنه سوف يتحوّل في سهولة إلى مرجعية فكرية، وليس فقط إلى مبدع ريادي في الصحافتين، المرئية والمكتوبة.
سوف يطلق منتدى الإعلام السعودي منافسة خلّاقة في المنطقة إلى جانب منتدى الكويت ودبي ومعرض الكتاب في الشارقة. ولم يتسلم رئيسه، محمد فهد الحارثي، إدارة عمل إعلامي إلا حقّق فيه أكثر بكثير مما هو متوقع. المنتديات حجر رخامي ثابت وجميل، في معركة الصحافة مع البقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض مدينة في الهواء الطلق مفكرة الرياض مدينة في الهواء الطلق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates