بوابة المستقبل

بوابة المستقبل

بوابة المستقبل

 صوت الإمارات -

بوابة المستقبل

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

تحتاج الخلافات والنزاعات إلى ألف تحليل، وكلها تقريباً يدور في فلك واحد وعلى خطوط واتجاهات معروفة سلفاً. أما المصالحة، فليست في حاجة إلى أكثر من خاطرة وجدانية كالتي كتبها أمس الأمير تركي الفيصل، محيياً جهود المصلحين والوسطاء، خصوصاً ذلك الوسيط التاريخي في النزاعات العربية، الشيخ صباح الأحمد.
أهمية المصالحة الكبرى في «العلا» أنها بوابة إلى مصالحات أوسع وأكثر شمولاً، في منطقة لم تعد حدودها السياسية في بلاد العرب. فالخليج ليس مجرد مساحة جغرافية غنية بالنفط، ولا هو مجرد ممر استراتيجي عند مفترقات آسيا، بل هو رمز تاريخي من رموز الصمود في وجه تيارات الغزو والأطماع والتآمر. ولعل أهم مؤشر إلى شمول المصالحة، هو حضور مصر وتوقيعها على البيان الختامي. ولا نعرف من ينضم إلى رَكَبْ المصالحة غداً. قد تكون تركيا، وقد يكون سواها، لكن الواضح أن إيران اختارت لنفسها موقع العداء الدائم، وازدراء جميع المبادرات الهادفة إلى بسط الاستقرار في المنطقة.
أطلّ من هذا المشهد التاريخي المبهر في العلا، جيل من: شباب مجلس التعاون، يحملون بركة الرعاة ورؤية المستقبل. ويواجه جيل الأبناء ما واجهه من قبل جيل الآباء. من أطماع ومخاوف وذرائع مضحكة تصل إلى حدود المغامرة والجنون، كما حدث في ذريعة احتلال الكويت. والتحدي الأكبر اليوم هو ما أعلنه الأمير محمد بن سلمان عن السياسات التخريبية التي تتبعها إيران في السر وفي العلن، ويفاخر بها العسكريون والسياسيون على السواء. وما مصالحة قطر إلا عودة إلى مسيرة واحدة ضمن إطار مصيري واحد. والمرء يتعلم من تجاربه، ويقارن بينها. وفي أي حال فإن المصالحة قد تجاوزت مراحل العتب. وما مضى قد مضى. والماضي ضيّق أما المستقبل فهو فسيح بلا حدود أو نهايات.
يَعد العالم العربي نفسه، وليس فقط منطقة الخليج، بمرحلة من الهدوء خاوية من التحريض والحذر ومن اشتعال الطوابير الخامسة بالحرائق هنا وهناك. فالخليج ليس منطقة معزولة مثل بعض دول الإقليم، وإنما كل حدث فيها ينعكس فوراً على سائر العالم العربي، كما ينعكس على الأوضاع والاستراتيجيات الدولية في صورة تلقائية. من هنا يبرز الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في وساطات المصالحة. ومن هنا يبرز أيضاً إعلان «أوبك» المتلازم مع بيان القمة حول زيادة الإنتاج النفطي. فإذا كانت السياسة مصالح متبادلة، فإن الخليج لا يزال، حتى إشعار آخر، محور المصالح الاستراتيجية في العالم. وتحاول إيران اليوم خطف هذا الدور، كما حاول صدام حسين من قبل، لكنها تصطدم بحاجزين تاريخيين أحدهما غير قابل للتغيير أو التعديل، وهو الموقع الرمزي للمملكة.
ربما يُستحسن بالقيمين على السياسات الإيرانية أن يتابعوا كيف استقبل العالم أخبار قمة العلا ومصالحاتها. وكيف استقبل العالم برمّته العناق بين الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر. فقد فَهمه الجميع على أنه بداية جديدة ليس في علاقة الدولتين، وإنما في مسار مجلس التعاون. وفي عالم تملأه أخبار الحروب والانقسامات والنزاعات خصوصاً المحيطة بالخليج، بدت المصالحة أهم الأنباء السارة في العام الجديد، بعكس ما عاشه الناس في العام الماضي من قتوم وتشاؤم وتصريحات تَعدُ بالقدس وتقصف مطار عدن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوابة المستقبل بوابة المستقبل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates