آداب الأوبئة

آداب الأوبئة

آداب الأوبئة

 صوت الإمارات -

آداب الأوبئة

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

في الأيام الأولى للجائحة «كورونا»، أصدرت منظمة الصحة العالمية تعليمات حول تلافي الوباء، جاء فيها تعبير في منتهى الرقيّ؛ هو: «المحافظة على آداب السعال». والمقصود الحد من انتشار الفيروس في البيوت والمجتمعات. حتى للسعال آدابه، مهما كان عفوياً، خصوصاً في زمن الكوارث. تأدب. احفظ أدبك.
في إحدى زحمات سير بيروت كدت أصطدم بسيارة تقودها سيدة بسرعة، فنهرتها في غضب قائلاً: «تأدبي». فكادت تبكي وهو تقول لي: «لو كنت مؤدباً لما وجّهت مثل هذا الكلام إلى سيدة. الأفضل لك أن تتأدب».
وضع البشر لكل الأحوال والأزمنة آدابها. في زمن المحن والمآسي تلتزم الناس سلوكاً ربما يفوق سلوك الأيام العادية. فرض «كورونا» هدنة عسكرية وسياسية وروحية بين جميع الأمم. بعض المصابين في غزة طلبوا مساعدة طبية من إسرائيل. كثير من الدول العربية أصدرت عفواً خاصاً عن السجناء وسامحتهم بما تبقى من عقاب. حتى القانون له آدابه.
فيما العالم يلتزم جميع أنواع وأشكال التوافق، وقعت في أسبوع واحد ثلاثة دلائل على طباع البعض: أطلق ضاحك كوريا الشمالية التجربة الصاروخية الرابعة على بحر اليابان في شهر واحد.
وفيما دعت السعودية إلى أهم ملتقى سياسي عالمي بشأن «كورونا»، تذكر مدعي عام إسطنبول فجأة ملفات قضية الصحافي الراحل جمال خاشقجي، فأصدر قراره الاتهامي فيها. لا قبل أسبوع من القمة ولا بعدها بأسبوع. فالمعروف أن جدول أعمال العدالة في إسطنبول مكتظ بالقضايا.
في التوقيت نفسه؛ تجاوب الحوثي من اليمن وأطلق صواريخه على الرياض ونجران وهما في حالة طوارئ ومنع تجول. هل هناك مفاجأة في التهريجات الثلاثة؟ لا أعتقد. ثلاثتها تنم عن مستوى متخلف جداً في الحروب الإعلامية. وكلها أعطت نتائج معاكسة تماماً للهدف منها. ففيما العالم يبحث عن أي نسمة تساعده في الحرب على «كورونا»، وزعماؤه يلتقون استثنائياً في الرياض، استفاق مدعي عام إسطنبول فجأة على ملف منسي. لعل السيد إردوغان تذكر بيت الشعر الشهير:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر
وقتل شعب آمن جريمة فيها نظر
كان الأحرى في مثل هذا الزمن الصعب على العالم برمّته، أن يأخذ الرئيس التركي هدنة في إبادة الأكراد، أو أن يعيد بعض قواته من ليبيا. أما القرار الاتهامي في هذا التوقيت السقيم، فلا يشبه سوى صواريخ الحوثيين وصواريخ ضاحك كوريا الشمالية الذي لا هواية أخرى لديه. يا أخي حاول جمع الطوابع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آداب الأوبئة آداب الأوبئة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates