من برلين إلى سرت

من برلين إلى سرت

من برلين إلى سرت

 صوت الإمارات -

من برلين إلى سرت

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

هناك تواريخ يتذكرها الصحافيون أكثر من سواهم، لأنها كانت جزءاً من عملهم، في حين أنها كانت للغير مجرد يوم عابر اتخذ أهميته في حينه، وانتهى الأمر. بعد مرور ثلاثين عاماً على سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، تلاحظ أنه حتى الألمان بالكاد يتذكرون ما بدا يومها انقلاباً في تاريخ البشرية. ذلك الموعد سقط الجدار، وسقط الاتحاد السوفياتي، وانتهت الحرب الباردة، وتغير معنى «الشرق والغرب»، وسقطت الحدود بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، وانحسرت الشيوعية، وتغير شكل العالم مع أن خريطته بقيت كما هي.

اختفت من التداول عبارات تسمعها يومياً مثل «برلين الغربية» و«برلين الشرقية»، أو مثل «الستار الحديدي»، وشاهد العالم مذهولاً، برلين بلا بوابات فاصلة وأوروبا بلا حدود. شاهد العالم بأعين لا تصدق ما تراه، قارة واحدة خالية من آثار الحرب العالمية الثانية والأولى والباردة، والصراع الرأسمالي الاشتراكي أذهل المنقلب الجديد. ومشهد السلام المفرح، بسطاء الناس وعالم سياسة مثل فوكوياما، الذي راح يهتف في القاعات الجامعية: إنها نهاية التاريخ أيها القوم. أفيقوا، إنها نهاية التاريخ.

أخطأ البروفسور فوكوياما التعبير لفرط حماسه. قال إن التاريخ انتهى في حين كان يقصد أن تاريخاً جديداً يبدأ. لم يكن في حسابه إطلاقاً أنه فيما تسقط الشيوعية السوفياتية سوف تنهض الرأسمالية في الصين بإدارة الحزب الشيوعي. لقد رمى فلاديمير بوتين تعاليم لينين من النافذة، وأبقى على جثمانه مسجى كمعلم تاريخي، في حين أبقى الصينيون تعاليمه وصورة ماوتسي تونغ معلقة في ساحة تيانانمن، السلام الدائم.

صرفت ألمانيا على وحدتها الجديدة حتى الآن تريليون دولار. وأعتذر عن عدم كتابة ذلك بالأرقام، لأن جهلي بها عظيم، ومساحة الزاوية لا تتسع. التريليون هو أيضاً رقم جديد كثر تداوله في عالمنا. وإلى سنوات قليلة خلت كان استخدام وحدة المليار قليلاً في عالمنا. فمن أين المليار، وسعر النفط 7 دولارات للبرميل، وسعر القصر الريفي في بريطانيا 20 ألف جنيه. إسترليني طبعاً.

تعذرني يا مولاي أن أذكرك بأنه في هذا الوقت من 1961 انهارت وحدة مصر وسوريا. ولم يكن هذا أسوأ ما حدث، بل ما جرى بعدها. كم أهين هذا الحلم وتبذل. وكم من الوحدات المسرحية أعلنت ولا تعيش أكثر من فترة التقاط الصور التذكارية يتصدرها الأخ القائد العقيد في سرت. وبسبب ظهور عصر الإخوان القادة، أخرجنا السادة الضباط مزينو الصدور بالنياشين، من حلم وحدة البلدان إلى اشتهاء وحدة البلد. وتقوم على توحيدنا الآن إيران وتركيا: من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر. وفي الحالتين، بدفع من قطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من برلين إلى سرت من برلين إلى سرت



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 03:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013

GMT 07:41 2013 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

بدء المرحلة الثانية من مساكن "وادي كركر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates