بقلم - سمير عطا الله
يؤخذ علينا، نحن اللبنانيين، أن جميع الأمم تتدخل في شؤوننا. وأننا لا نستطيع أن نقرر شيئاً من دون المبعوثين والوسطاء واللجان والحشد الشعبي. ويمضي البعض في تحامله علينا بالقول إن لبنان بلد بلا سيادة، وبلا دولة، وبلا حكومة، وبلا رئيس، وبلا قضاء وبلا مصارف، وبلا أدوية، وبلاءات كثيرة أخرى.
التحامل أعمى. لا يلاحظ أحد أننا نحن أيضاً لنا أدوار في شؤون العالم. بل في أكبرها، وإن لم يكن نحن، فأصهارنا وأنسباؤنا من مشاهير هذا العالم. وسط هذا القتوم الدولي، نبأ مفرح هذا الصباح: مقال افتتاحي في «النيويورك تايمز» بقلم النجم جورج كلوني، يطالب صديقه وزميله في الحزب الديمقراطي، جو بايدن، بالانسحاب فوراً من الترشح للرئاسة. أما ما علاقة الصهر العزيز بالمسألة، فهي أنه من كبار المتبرعين للحملات الانتخابية، أي عصب المسألة. وبهذه الصفة العامة، والصداقة الخاصة، يخاطب بايدن حازماً: جو، أنت تعرف كم أحبك، لكن لا أحد يحارب الزمن والعمر؟
فور الانتهاء من قراءة المقال اتصلت بصديقي، وحما جورج، رمزي علم الدين، وطلبت منه أن ينقل، باسم «مجموعة بعقلين» تحياتنا الخالصة إلى زوج ابنته أمل، وتقديرنا الخالص للخطوة الصائبة وتأثيرها على الأزمة في أميركا وفي كل مكان.
هذا كان الطلب الوطني ورغبة المجموعة، أما الطلب الشخصي، فإن الصديق العزيز دأب في الآونة الأخيرة على نعي أصدقائه، يذكر من غاب ويعدد من بقي. رجاء، أبا أمل، فلا تعجل علينا، وضعنا في آخر اللائحة!
ثم إن رمزي ينتمي للمذهب الدرزي الذي يؤمن بالتقمص، وبالتالي فالمسألة كلها مجرد تنقل في أزمنة الله وأمكنة البشر، ونحن من هنا، من عندنا، نكرر الشكر للعزيز جورج (وابنتنا أمل) على سائر مواقفهما المشرّفة في قضايا هذا العالم وبنيه.
ثم رجاء مكرراً: قل لولدنا العزيز جورج، الجبل كله يحييه ويحيي أريحيته، وإن موقفه من السيد بايدن، يعلم الله أنه موقفنا جميعاً. سدد الله خطاكم وخطاه.