اعتذار عن حضور

اعتذار عن حضور

اعتذار عن حضور

 صوت الإمارات -

اعتذار عن حضور

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

عشق الإنسان المبارزة منذ عصوره الأولى. إنها تحمل الكثير مما يحمله طبعه: الانتصار والانكسار. الربح والشماتة. وفي زمن الإمبراطورية الرومانية، كان الألوف من الناس يتجمعون لمشاهدة الرجال الأقوياء يتصارعون مع الأسود. ولم يكن مسموحاً أن تنتهي المبارزة بالتعادل. وكانت الناس تصفق عندما ينتصر الأسد وتهتاج الجماهير طرباً.
وعندما اخترع الإنسان السيف والحربة كان أول ما فعله على سبيل السلوى المبارزة بهما. ثم اخترع المسدس وصارت كل الخلافات على امرأة أو فرس أو نفوذ، تحل بالمبارزة، والخاسر يقتل. وقد فقد شاعر روسيا ألكسندر بوشكين حياته في مبارزة مع دبلوماسي فرنسي غازل زوجته. وخسر الأدب العالمي أحد كبار شعرائه، أمام خسيس متطفل.
مع الوقت اهتدى الإنسان إلى مبارزات تشبع غريزته في عشق المذلة للآخر، من دون أن ينتهي إلا بالموت والقتل. فظهرت المصارعة والملاكمة والسومو اليابانية التي تشبه صراع الدببة. واخترع البريطانيون «الكريكت» التي تشبه بحث الأطفال عن كلة ضائعة، ومقابلها ابتكر المكسيكيون صراع «الديكة» حيث ينقسم المشاهدون حول ديكين غبيين ويظلون يحرضونهما على بعضهما البعض حتى لا يبقى ريش في الاثنين، أو حياة في أحدهما. فيذبح المهزوم وينتف ما بقي فيه من ريش، ويشوى ويؤكل، أما الآخر فيعطى كمشة من الحبوب حتى المبارزة التالية.
نحن، في لبنان، طورنا صراع الديوك كما طورنا كل صراع آخر. وعاماً بعد عام ندفع إلى الحلبة الرجال بدل الديكة. ونصفق لهم حتى الموت. وغالباً موت الاثنين.
العام 1960 اكتشف السياسيون الأميركيون المبارزة (المناظرة) التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة. المبارزة الأولى كانت بين ديمقراطي شاب وسيم يدعى جون كيندي وجمهوري غير شاب وغير وسيم يدعى ريتشارد نيكسون. النتيجة معروفة سلفاً.
طابت الفكرة للأميركيين. وشكلت الإعلانات التي ترافقها ثروات إضافية هائلة لوسائل الإعلام. وأصبحت «المناقشة» جزءاً أساسيا وحاسما من الحملة الانتخابية، خصوصاً في مراحلها الأخيرة. وأصبحت المبارزة مزيجاً من مصارعة حرة وملاكمة قاضية. لا ممنوعات ولا قواعد. لكن مبارزة دونالد ترمب وجو بايدن مساء الأربعاء الماضي تجاوزت التجاوزات المألوفة. مرشحان لأقوى منصب سياسي في العالم يلجآن إلى الملاكمة والمصارعة والتراث المكسيكي في الغضب والانقضاض.
تابعت كل مبارزة رئاسية منذ أربعة عقود. مبارزة الأربعاء هذه لم أجد أي رغبة في مشاهدتها. اكتفيت بما نقل منها على نشرات الأخبار. وحتى هذا كان كثيراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار عن حضور اعتذار عن حضور



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates