القصة الكبرى والقصة الصغرى

القصة الكبرى والقصة الصغرى

القصة الكبرى والقصة الصغرى

 صوت الإمارات -

القصة الكبرى والقصة الصغرى

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

القصة الكبرى يعرفها جميع العارفين: ألكسندر بوشكين، أمير الشعر الروسي، لا قبل ولا بعد، قُتل في يوم من 1837 في مبارزة من أجل شرف امرأته، مع متأنق فرنسي. سارت في جنازته الرمزية روسيا برمّتها. ومن أجله، لعن أدباؤها فرنسا. ووقف الراثون على المنابر يودعون، ليس الشاعر، بل الشعر الروسي من بعده.

كان بوشكين يومها في السادسة والثلاثين من العمر، وفي عز عطائه. وكان الأكثر تأثراً بموته على يد عاشق تافه جاء من خارج البلاد ليقتل شاعرها مرتين. الشاعر الآخر ميخائيل ليرمنتوف. يومها كتب قصيدة مطولة، منها: «الرأس الشامخ انحنى اجَرا/ فاضت روحه بالآلام من الافتراءات الحقيرة فانفجرت/ قُتِل / وكل نُواحٍ من بعده عقيم/ اشهدوا الآن أن قنديل العبقرية انطفأ/ وإكليل الغار على جبينه يذوي/ كيف استطاع ذلك اللاجئ الانتهازي الوضيع أن يحتقر أرضنا هكذا».

تلك هي القصة الكبرى التي تراها في كتب الأدب والشعر والتاريخ. لكن لها تابع قد نسميه، إذا شئت، القصة الصغرى. ليس على سبيل الإهانة على الإطلاق، لكنها مسؤولية روسيا التي اعتبرت كل شاعر بعد بوشكين، شاعراً بلا مرتبة عالية.

إذن، أخبرنا جنابك أن السيد ميخائيل ليرمنتوف كان الأكثر تأثراً وألماً على مقتل «شاعر الشرف» بتلك الأداة «الخسيسة».

دعنا الآن، نقفز على طريقة أهل السينما، إلى عام 1841. يقولون إن حياة ليرمنتوف تبلبلت منذ لحظة مقتل بوشكين. القصيدة التي كتبها في رثائه «اعتبرها القيصر إهانة له، لأنها تعرضت لموظفي البلاط. ثم من قصد (بعاشقي الفساد وخانقي الحرية والعبقرية والعظمة)؟ أمر القيصر نقولا بالقبض على ميخائيل، الذي كان يومها في الثالثة والعشرين، وأحد فرسان الحرس الإمبراطوري، وأنزل رتبته العسكرية، ثم نفاه إلى بلاد القوقاز.

إذن، نحن في عام 1841 بعد أربع سنين على مصرع بوشكين. يقع ليرمنتوف في عشق امرأة جميلة. يقع في هواها أيضاً غريم له. يتحدى هذا ذاك إلى مبارزة بالسيوف، وليس بالمسدسات. يجري كل شيء على الأصول الفروسية المفروضة. تتقابل الصدور وتتلاحم السيوف. ولو كان الروس في زمن عنترة:

يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم!

لم يعفِ غريم ليرمنتوف. وتركه يموت من دون قصيدة كتلك التي كتبها في صاحب القصة الكبرى.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الكبرى والقصة الصغرى القصة الكبرى والقصة الصغرى



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates