المحقق الأول

المحقق الأول

المحقق الأول

 صوت الإمارات -

المحقق الأول

بقلم:سمير عطا الله

كان قاضي التحقيق يسمى في الماضي «المستنطق». ثم رُئي أن اللقب لا يليق بقاضٍ أو رجل قانون، فألغي. لكن الذي لا يمكن إلغاؤه هو أن وظيفة قاضي التحقيق أسّسها محتال فرنسي يدعى «أوجين فرانسوا فيدوك» (1775 – 1857). أمضى فيدوك العقدين الأولين من شبابه إما سجيناً أو هارباً من السجن.

بينما كان مسجوناً في مدينة ليل الفرنسية، وُجد متواطئاً في تزوير أمر بالإفراج عن سجين آخر، وحُكم عليه بالعمل الشاق. لم يهتم فيدوك كثيراً بالأشغال الشاقة، فهرب متنكراً في البداية كبحار، ثم بائع حليب، ولاحقاً كراهبة.

كتب في مذكراته أنه هرب من أكثر من 20 سجناً في فرنسا. بدل العمل لحسابه الخاص، عرض العمل للدولة، وأعجبت السلطات بعمله، وفي عام 1811، بشرط أن يستمر في العمل كمخبر في الخارج، ساعدته على تنظيم هروبه من سجن «لا فورس»، ما عزز مصداقيته في الشارع أمام العصابات الإجرامية التي تم تكليفه باختراقها. في غضون عام، تمت ترقيته من مخبر يتقاضى راتباً إلى رئيس وحدة تم تشكيلها حديثاً، لواء الأمن، حين أصدر نابليون مرسوماً بإنشاء قوة أمن وطنية في عام 1813.

بدأت تتكون فرقة الأمن كمجموعة «مكونة من 5 رجال»؛ فيدوك و4 عملاء سريين بملابس مدنية. وقاموا معاً بإلقاء القبض على القتلة والمزورين واللصوص، وصادروا البضائع المسروقة، وأعادوا المدانين الهاربين إلى السجن.

لم يتقاضَ فيدوك وعناصره أي راتب، لكنهم عملوا مقابل عمولة، وكانوا يتقاضون رسوماً عن كل قضية يتم حلّها بنجاح. ارتفع معدل الاعتقال بشكل كبير، وخلال السنوات السبع الأولى من وجود الفرقة، تمكن اللواء، وفقاً لإحصائيات فيدوك، من القبض على أكثر من 4 آلاف مجرم.

مع تطور مكتب الأمن، طوّر فيدوك عدداً من أساليب الشرطة التي لا تزال مستخدمة على نطاق واسع حتى اليوم. يدّعي فيدوك أيضاً أنه أحد أوائل مؤيدي الطب الشرعي. احتفظ بآثار الأقدام باستخدام الجص.

في عام 1827، عندما كان فيدوك في الـ52 من عمره، غادر الأمن. وجد فيدوك حينها وقت فراغ كبيراً. وشرع في العمل على مذكراته، التي نُشرت في 4 مجلدات حققت نجاحاً فورياً، وتُرجمت إلى الإنجليزية، ومن ثم أسس ما يعدّه كثيرون أول وكالة تحقيقات خاصة في العالم.

وعندما توفي فيدوك في 11 مايو (أيار) 1857 عن عمر يناهز الـ82، كانت ثروته تبلغ أقل من 3 آلاف فرنك. وإذا كان إرث فيدوك محل نزاع عند وفاته، فإنه لا يزال كذلك حتى اليوم. وهو يتمتع بمكانة تشبه التقديس والعبادة بين بعض علماء الجريمة. سيكون أوجين فرانسوا فيدوك ما تريده أنت أن يكون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحقق الأول المحقق الأول



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates