الخروج من السباق

الخروج من السباق

الخروج من السباق

 صوت الإمارات -

الخروج من السباق

بقلم - سمير عطا الله

 

فكّرت والحق يقال، ملياً، قبل اتخاذ القرار. وما كان الأمر هيِّناً عليّ. ولذلك، لجأت إلى مساعدي للشؤون الإدارية والمالية والخوارزميات، وطلبت منه أن يعرض المسألة على أعضاء اللجنة. وبعد مداولات ودراسات ومطالعات، قررنا بالإجماع أن الحل الأمثل والأعقل (خصوصاً) هو التخلي عن المضي في مشروع منافسة الجنوب أفريقي، ماسك... إيلون ماسك.

إذ وفقاً لكاتب سيرته، والتر إيزاكسون، أصبحت قيمة شركته 175 مليار دولار، و«تسلا» 800 مليار. أيضاً دولار. قبل ذلك كنت قد فكرت في منافسة كارلوس سليم، باعتبار أن بيت جدّه في بلدته لا يبعد عن بيت جدي في قريته، أكثر من 5 كيلو مترات على الأكثر. وكلاهما، جده وجدي، هاجر إلى المكسيك. وكلاهما، جدّه وجدّي، اشتغل في بيع «الخردوات» على ظهر فرس. جدّه، قرر البقاء، وجدي ترك المكسيك وسافر للعمل في ميشيغان. لماذا يا جدي كان هذا، لماذا؟ ذكرتني، يرحمك الله، بقصيدة «من عيون» للراحل محمود الشريف على البحر نفسه (الطويل) قال فيها:

يا دابح قلبي... بإزازة... لماذا الهجر؟ ولماذا؟

ذهب جدي إلى ميشيغان للمساهمة في إنعاش صناعة السيارات، وعمل على خط التجميع في شركة «بويك». لكنه عاد إلى الضيعة قبل أن يحقق حلمه، بينما صمد جد كارلوس، الذي يبلغ عدد موظفيه اليوم نحو 450 ألفاً، أكثر قليلاً، أو أقل قليلاً. يا سيدي مبروك. أنا، والحمد لله، ليس علي أن «أشيل» عبء موظف واحد. ولا بين همومي أن أبقى بين العشر الأوائل. من أثرياء العالم. ولا حتى العشرين. فلماذا دا كلو؟ لماذا؟ (على البحر الطويل).

ثم لماذا (تاني) يريد المرء أن يصبح إيلون آخر؟ رجل عصبي، تقول زوجتاه السابقتان، أنه بلا أدب، كلما غضب انهال على الآخرين بالسباب والبذاءات. ورجل معقد لا ينسى أن رفاقه في المدرسة كانوا يتنمرون عليه ويضربونه «حتى لا يعود وجهه معروفاً»، كما يقول شقيقه.

كتب والتر ايزاكسون الكثير من سير الكبار، قدماء مثل سيمون بوليفار، ومحدثين مثل هنري كيسنجر. وبين مجموعته اثنان من أصول عربية، ستيف جوبس من حمص، وكارلوس سليم من جزين. الاثنان جمعا ثروات فوق الخيال بكثير من شيء يدعى، للاختصار، «تلكوم». الأول مخترعاً في أميركا الشمالية، والثاني تاجراً في أميركا الوسطى.

منذ بدأت مجلة «فوربس» بإصدار لائحة العشر الأكثر ثراء في العالم، تجنبت الخوض فيها، وتركتها لبعض أصدقائي مثل الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي. والمثل عندنا يقول، ما دام صاحبك بخير أنت بخير. ولم يخذلني الرئيس الحريري، أو طه ميقاتي (الشقيق) مرة في مساعدة محتاج. إن الثروة قسمان: قسم يعني صاحبه وحده، وقسم يعني ما يصرف منه في البرّ والإحسان. كل ما أملك في هذا السباق، هو عبارات الامتنان في هذه الزاوية. والرئيس نبيه بري ليس على لائحة «فوربس»، لكن على لائحتي هو الأول.

كنت قد بدأت بالقول إن قيمة شركتيّ: «تسلا» حوالى 175 ملياراً، و800 مليار للثانية. نسيت أن أذكر أن رئيس اللجنة الإدارية نصحني، أنه في حال الإصرار على المنافسة، جرّب فقط الأولى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من السباق الخروج من السباق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates