بقلم: عصام سالم
(العراقة) ليست مجرد مسمى أو شعار نتغنى به في كل المناسبات، هكذا تثبت الكرة الإنجليزية دائماً، من خلال الممارسات التي نتابعها والتي كانت أحد أهم أسباب النجاح القياسي للدوري الإنجليزي، وما حدث خلال الآونة الأخيرة فيه ما يكفي من دليل على ذلك.
في واقعة الهتافات العنصرية ضد نجمنا العربي محمد صلاح خلال مباراة ليفربول وويستهام، لم يقف نادي ويستهام مكتوف الأيدي، ولم يطبق نفس ممارساتنا (ودن من طين وودن من عجين)، بل أقام الدنيا ولم يقعدها، وأصدر بياناً شديد اللهجة يندد بالواقعة، ويناشد الجميع مساعدته في إلقاء القبض على ذلك المشجع الذي أهان صلاح وأساء للدين الإسلامي، بما يتنافى مع مبادئ النادي وتقاليده التي لا تفرق ما بين لغة أو دين أو لون أو عرق أو جنسية، وأعلن أنه سيتم حرمان ذلك المشجع من دخول الملاعب مدى الحياة.
ولو كنا نطبق تلك المبادئ في ملاعبنا، ما نمت ظاهرة الألتراس التي أفسدت الملاعب وتحولت إلى قوة هائلة يتم توظيفها سياسياً وقت الحاجة!
ولم يتوقف الدرس الإنجليزي عند حد موقف نادي ويستهام، بل وصل إلى الملاعب السعودية، عندما ارتكب الإنجليزي مارك كلاتنبرج حكم مباراة أهلي جدة والتعاون خطأ فادحاً تردد صداه في كل أنحاء العالم، بعد أن احتسب هدفاً رابعاً لصالح الأهلي قبل النهاية بدقيقتين، بعد أن كانت نتيجة المباراة تشير إلى تعادل الفريقين (3 /3) وبالرجوع إلى تقنية الـ(فار) تأكد من صحة قراره، وعندما تواصل احتجاج مدرب التعاون بيدرو إيمانويل، طلب منه الحكم أن يشاهد اللقطة عبر الفيديو، فاندفع أعضاء الجهازين الفنيين والبدلاء نحو الشاشة لمشاهدة الواقعة وبدا المشهد غريباً وعجيباً، واختلط الحابل بالنابل داخل الملعب.
ولم يقف الاتحاد الإنجليزي مكتوف الأيدي وطالب بإيقاف الحكم لارتكابه خطأً غير مسبوق، كما تدخل الفيفا وطلب من الاتحاد السعودي إيقاف الحكم.
ولم يشفع للحكم فوزه بلقب أحسن حكم في العالم عام 2016 بعد تألقه في إدارة نهائي دوري أبطال أوروبا ما بين ريال مدريد وأتليتكو مدريد ونهائي بطولة الأمم الأوروبية ما بين فرنسا والبرتغال، وتضحيته بنصف مليون جنيه إسترليني للعمل رئيساً للجنة الحكام السعودية بالإضافة لمشاركته في تحكيم بعض المباريات المحلية، رافضاً عرضاً صينياً بقيمة مليون جنية إسترليني.