بقلم: عصام سالم
لم تكن إشادة كل الأوساط الآسيوية بنجاح دولة الإمارات في استضافة نهائيات النسخة الـ17 لكأس آسيا، إلا انعكاساً لثقة الأسرة الكروية الآسيوية في قدرة الإمارات على توفير كل ما من شأنه تنظيم نسخة استثنائية للبطولة التي احتفلت في الإمارات بعيد ميلادها الثالث والستين.
ومثلما كان التنظيم الإماراتي للبطولة عام 1996 بمثابة نقلة نوعية في تاريخ البطولة، جاءت البطولة التي ودعناها مؤخراً بمثابة طفرة جديدة في مسيرة أهم بطولة آسيوية، بعد أن تصدت الإمارات لتنظيم أول بطولة تضم 24 منتخباً، وهو ما يمثل عبئاً ثقيلاً على أي دولة منظمة، وأثبتت الدولة أنها قادرة على الوفاء بالتزاماتها مهما كان حجم الحدث، بفضل البنية التحتية القوية والكوادر المنظمة، التي اكتسبت خبرات متراكمة جراء استضافة الدولة للعديد من الفعاليات والمناسبات الرياضية، ولعلها الدولة الوحيدة التي قبلت التحدي ونظمت، بكفاءة عالية حدثين كبيرين لا يفصل بينهما سوى 12 يوماً هما مونديال الأندية، بمشاركة أبطال القارات على مستوى العالم، والمونديال الآسيوي.
ومن هذا المنطلق، فإنني أرى ضرورة استثمار النجاح القياسي لكأس آسيا من خلال محورين رئيسيين، الأول: وضع استراتيجية واضحة المعالم للاحتفاظ بالكوادر التنظيمية المتميزة والسعي لاستثمارها لإعداد قادة المستقبل، بعد أن أفرز العمل التطوعي العديد من الكوادر التي يمكن أن تكون قاعدة قوية يمكن صقلها وتطوير قدراتها من أجل المستقبل.
ثانياً: السعي بكل قوة للمنافسة على المناصب الإدارية والفنية في الاتحادين الدولي والآسيوي، بعد أن لمس مسؤولو الاتحادين، على أرض الواقع، قدرة أبناء الإمارات على أن يكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في تلك التنظيمات، بدلاً من الاكتفاء بكرم الضيافة والنجاح التنظيمي الذي بات عنواناً مضموناً لكل مناسبة تستضيفها دولة الإمارات.
ولم نكن نبالغ، عندما تم إسناد مهمة استضافة بطولة كأس آسيا 2019 لدولة الإمارات، عندما قلنا إن آسيا محظوظة بتلك الاستضافة.
×××
قدم اليابانيون، كالعادة، درساً مهماً بعد لحظات من خسارتهم لأول مرة في المباراة النهائية لكأس آسيا، فعندما توجهوا إلى غرفة الملابس، لم يتفرغوا للبكاء على اللبن الآسيوي المسكوب، بل بادروا إلى تنظيف الغرفة وكتبوا رسالة قصيرة من كلمتين، بثلاث لغات، الإنجليزية واليابانية والعربية، تقول: شكراً لكم.
إنهم قوم من كوكب آخر.